بدأت أخرج قليلا قليلا عن طوري، صرخت به كالمحموم، لا، لا تحدق فيً هكذا، شيء ما بعينيك يقتلني، شيء لا أعلمه، ولكني أحسه، أتحاشاه، لكنه سمر نظراته بأعماقي. أمتدت يدي دونما شعور إلى مدية على المنضدة، وبدأت أحز رقبته بها. تصاعدت لأنفي رائحة الدم، وغطى ناظري البخار المتصاعد من سخونتها، أحسست سخونتها تلدغ أعصابي، وأخذت لزوجته تستفز جلدي. شعرت بلذة عميقة تجتاحني، تهز كياني، تعصف بي، حملت نفسي نحو الحمام وأنا ممزوج بأحاسيس مبهمه. كان شيئا ما يحركني نحو الماء، إنتفض جلدي من جديد، أحسست دماءه تدخل بأوردتي، فتحت صنبور الماء على أعلاه. كلمات اغنيه من مثلك بطل. هزتني عصبية مفاجئه، ولكن الدم ظل يتجدد، إشتد إنتفاض جلدي من اللزوجة. داهمني الخوف من كل ناحية، شعرت البخار يتصاعد من وجنتيً. رفعت رأسي للمرآة، فإذا به يستقر داخلها، يضحك ملء شدقيه، نظرت ليدي فإذا بمعصمي ينزف. هو يضحك ومعصمي ينزف. هو يضحك ومعصمي ينزف. التعليق على الموضوع
وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات. أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية, لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم.
أنظر، ها هو يبدأ بتحريك يده اليمنى الممسكة بالمدية باتجاه المحارة. وأخيرا، استقر طرف النصل على فاصل المحارة، ضغط المدية قليلا باتجاه العمق، ثم حرك المدية حركه دائرية محاولا فصل شقي المحاره. وغاص نصل السكين بعمق، فتأرجحت القبضة وسال الدم غزيرا، تعالى صوت شهقة. وطارت المحارة بعيدا نحو الشاطىء، احتضنتها موجه قادمة، وعادت لتسكن من جديد بأعماق المجهول، تنتظر غواصا جديدا، من يعلم؟ قد تبقى هناك للأبد، مغلفة بالتساؤل والاستغراب؟ هل ترى يا سيدي ذلك الكف كيف ترنحت قوته؟ ولكن، قل لي ما هو شعور الغواص لو دار النصل دورة صحيحة في فاصل المحارة؟ ماذا كان سيحدث؟ ما الذي كان ينتظره؟ هو سؤال بسيط، مضحك، أعلم هذا جيدا من عينيك، ولكن، مع بساطته وعبثيته، هل تستطيع أن تعطيني إجابه واحده صادقه عليه؟ لا، لن تستطيع. كلمات اغنية من مثلك. ولن يستطيع أهل الأرض كلهم أن يعطوا إجابة على هذا السؤال، البسيط، العبثيً، هل تعرف لماذا؟ لأنه الان أصبح نوعا من المستحيل، هل ترى يا سيدي بأن ما بيدك اليوم كحقيقة، قد يتحول بلحظة عين إلى مستحيل، فيكون غريبا عنك، وتكون غريبا عنه. وكأن ما كان بينك وبينه ليس سوى وهم، وهم يغيب ويتلاشى، كما يغيب الحلم ويتلاشى.
ولكن، المهم، هل تصدق أنه خطر ببالي كثيرا أن أقفز إليك من شرفتي المقابلة؟ لا، لا تنظر باستغراب، هذا ما حدث. ولكن دعني أسألك شيئا ما: لماذا تبدو هكذا؟ محدقا بالفراغ؟ باللاشيء؟ بالمطلق؟ وما هذا الترهل والتمطط البادي على جسدك؟ يا سيدي أنا لا أفهم لغة العيون، وكل ما يمكن أن يسعفني فيه عقلي المتواضع أن تحدث بشفتيك وتشير بعينيك، عندها فقط يمكن أن أفهم شيئا مما تود أن تقول. أما أن تحدثني بعينيك وتشير بشفتيك، فهذا ما لا أستطيع فهمه. أنت لا تجيد لغة الشفاه، ليس لعجز في لسانك، بل لأن ما ستقوله يفوق حدود الكلمة البسيطة. ولنفرض جدلا أنك تحدثت بشفتيك، معنى ذلك أن القيمة الإحساسيه لما تعاني نفسيا وفكريا ستهبط إلى أسفل. وكل معاناتك ستتحول إلى كلمات، إطارات، محارات لؤلؤ مفتوحة. *·~-.¸¸,.-~*البوم وجهة نظر,,, كاملاًmp3*·~-.¸¸,.-~*. هل تعلم أنني أدرك مثلك تماما قيمة اللؤلؤ وهو لا يزال في جوف محاره. إن قيمته فقط، هي تلك اللحظة التي تكون معبأة بالانتظار والترقب. فحياة الغواص الآتية تكون مرهونة كلها في تلك اللحظة ألحرجه، لحظة الأمل أو الخيبة، فقبل أن يفتح المحارة، يظل مشدودا بأحاسيس تتنازعه وتتحداه، لتكون عنده شعورا لا يرسم أبدا، ولكن، هل رأيت مشهدا مثل هذا؟ إذن دعني أريك إياه وصفا.
وحتى تصل إلى تلك اللحظة دعني أكمل معك. قلت لك: إنك ستموت، وسيفرح كثير من الناس لموتك، وسيبكي كثير عليك، هل ترى؟ إنك ما زلت مجموعه من المتناقضات حتى بعد موتك؟ ثم سينساك الجميع، ينسوك كأن لم تكن، أما أنا فسأظل ذاكرا لك، أراك طريح الأرض هامدا، والدود يزحف منك إليك، غازيا جسدك، ممزقا أمعاءك، داخلا عينيك دونما خشية أو وجل، ناهبا بؤبؤك، مسيلا ماء عينيك على خديك، مقتحما قلبك، ناهبا كل ما فيك من لحم طري، ثم يتركك ويذهب. وتبدأ مرحلة جديده، سوف تتحلل عظامك وتتحول إلى تراب. إلى الأصل الذي تكونت منه. وعندئذ لن يجدك أحد، ستصبح مستحيلا على البشر، كما أصبحت تلك المحاره مستحيلا عليهم. لك الله يا وطني – صحيفة السوداني الدولية. وسيدوسك الناس، دون أن يسمعوا تأوهاتك، حتى أهلك وأبناؤك قد يدوسوك وأنت تصرخ، ولكن لن يصل صراخك إلا صحن أذنك فقط. قلت أنى سأظل ذاكرا لك، نعم، وسأذكر وجهك بالذات كلما دخلت سوق الخضار، سأذكرك وأنت تبحث هناك عن شيء تأكله، ولن أنساك مطلقا. هل تدري أنني سأفكر فيك عندئذ؟ ربما زرعت فوقك شجرة، وغاصت جذورها ممزقة أحشائك، ساحبة كل ما فيك غذاء لها، وتمر الأيام، ويأتي الربيع، ويقطف صاحب الأرض ثماره، دون أن يدور بخلده أنه يقطفك أنت. وستباع في الأسواق، ولسوف يتلذذ الناس بالسكر الموجود في التفاح أو الموز، دون أن يعلموا إنما يأكلوك أنت، أو، ربما تكون نبتة حنظل، من يدري؟ كان ينظر إلي بفتور قاتل، أحسست أنه يسحب أعصابي من جسدي، بدأت أرتجف كأنما غزتني صاعقة عاتية، وشعرت بشيء غريب من الخارج يسقط في داخلي، حدقت في عينيه، هناك شيء ما بهما، بريق يغوص بأعماق العينين.
كنتُ أعرف من البداية أنه معجب كبير بالموظفين الحكوميين، برغم أني أحسده على أعماله المربحة وبيته وسيارته الفخمين وسفرياته إلى الخارج.. كنت أشعر بالرثاء على هوسه بنيل ابنه شهادة أهمل بسببها عمله. قبل أيام زرته بعد أن افتقدت سلامه الحار في ذهابي وعودتي إلى الدائرة. آلمني انكساره ونظراته الحزينة. علمتُ أنّه خسر أغلب ورشه وجميع محطات غسل السيارات.. هنأني على الورشة التي افتتحها ابني، فسألته عن ابنه، قال بحسرة: أصبح محاضراً مجانياً. وبعد دقيقتي صمت عرض عليّ شراء بيته. ضجيج الصمت ـ نص : مأمون احمد مصطفى - أنفاس نت. تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط العراق, عاجل
مسار التنوُّع.. من الأمويين إلى المماليك منذ بداية دولة بَنِي أميّة في الشام، أخذ المعمار الإسلامي يتطوَّر وفق عوامل التكوين الجغرافي والمواد الخام المستخدمة في البناء، لتشهد المئذنة ارتفاعات متفاوتة، وأعماراً افتراضية أطول، كمئذنة جامع القيروان التي بناها بشر بن صفوان (105 - 109 هـ/ 724 - 729م). وتلتها مئذنة قصر الحير الشرقي (110 هـ/ 730 م) في بلاد الشام. ومع اتساع الدول الإسلامية ومن ثم تعدد الدويلات، تشكَّلت أنماط معمارية مختلفة أضفت مزيداً من التميُّز والتلوّن إلى الحضارة الإسلامية، وكانت المآذن مضماراً لسباق تلك الدويلات من الناحية الوظيفية والإعلامية والرمزية الدينية، وصارت دليلاً على الحيّ أو على الشارع، وأداة لإرشاد القادمين من خارج المدن، كما كانت النيران توقد في أعلاها للتنبيه بقدوم عدو. استخدم القاشاني في زخرفة المحاريب وقباب ومآذن المساجد - منبع الحلول. وقد ذكر المؤرخون أن الخبر كان يصل عبر المآذن، من سبتة على مضيق جبل طارق، إلى الإسكندرية، في ليلة واحدة، وبينهما مسيرة أشهر. وفي العصر المملوكي أصبحت للمئذنة قاعدة مربعة المسقط قصيرة الارتفاع، يعلوها بدن مثمن في أغلب الأحيان أو مستدير في حالات قليلة، وينتهي بصفوف المقرنصات الصغيرة التي تحمل شرفات المؤذن، ثم يأتي الجوسق الذي تنوَّعت أشكاله من مثمن إلى مستدير، وله جدران مصمتة أو مفرغة.
فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟ 18 أنا... بعْدَ خمسين عاما أحاول تسجيل ما قد رأيتْ... رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ أمْرٌ من الله... مثلَ الصُداعِ... ومثل الزُكامْ... ومثلَ الجُذامِ... ومثل الجَرَبْ... رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ... ولكنني... ما رأيتُ العَرَبْ!!... لندن 1998 التوقيع
تتخذ الطبقة الأولى شَكْلاً مُضَلعاً على هيئة نصف أسطوانة، وشكل مثلث بالتبادل، تمتد عليها أفاريز من الكتابات القرآنية محفورة على الحجر، بينما تبدو الطبقة الثانية أقل قطراً من الأولى بتضليعات نصف أسطوانية، ويمتد على بدن المئذنة شريطان كتابيان منفذان بالحفر البارز، فيما قطر الطبقة الثالثة أقل من الثانية، وبتضليعات متجاورة وبارزة. وتبدو الطبقة الرابعة أسطوانية غير مضلعة خالية من الزخارف. ويفصل الطبقة الخامسة الأسطوانية الملساء عن الرابعة، شرفة تستند إلى كوابيل أقل زخرفة من الشرفات الثلاث السفلى، وتنتهي من أعلى بشرفة، يتوسطها بدن صغير تعلوه قمة المئذنة. ومن أشهر المنارات مئذنة العروس في الجامع الأموي بدمشق، التي يعدّها كثيرون أول مئذنة بُنِيَت في العصر الإسلامي ووصلت إلينا. وعلى صعيد البناء الطيني تُعدُّ منارة مسجد الشيخ عمر المحضار الشامخة في تريم باليمن أشهر وأطول منارة طينية في العالم، ويبلغ ارتفاعها 175 قَدَماً. وهي مربَّعة الشكل وبداخلها درج للصعود إلى أعلاها، وتتميّز بكونها مبنيَّة من اللِّبن، وجذوع النخيل رغم ارتفاعها الشاهق. مـآذن عصر الأبراج وفي العصر الحديث، استفاد فن بناء المآذن من التطورات الهندسية والتقنية، وصارت منارات المساجد هي الأعلى، وتجاوز بعضها المئة متر ارتفاعاً.