وهذا العلم النافع هو أول ما يرفع من الأمة، كما في الحديث: (أول ما يرفع من الناس الخشوع)(6)، وبذهاب الخشوع تكون العبادة بغير روح، وهذا أمر يورث الخوف على القلب، وتفقده دائماً. وفضائل الخشوع كثيرة: فهو يقرب القلب من الله، فيمتلئ نوراً، فينتفع صاحبه بآيات الله الشرعية، والكونية، ويكون له في كل نظرة عِبرة، وعَبرة. ويقي صاحبه من غوائل العجب والغرور والإدلال والرياء. وبه تُستنزل رحمة الله - تعالى - ، وأعظمها: حصول البشرى ((وَبَشِّرِ المُخبِتِينَ)) [الحج: 34]، وبه ينال الأجر العظيم، فالخشوع طريق الفلاح الموصل إلى الجنة: ((قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُم فِي صَلاتِهِم خَاشِعُونَ)) [المؤمنون: 1، 2]، ثم قال: ((أُولَئِكَ هُمُ الوَارِثُونَ (10) الَذِينَ يَرِثُونَ الفِردَوسَ هُم فِيهَا خَالِدُونَ)) [المؤمنون: 10، 11]. مواطن الخشوع (7): وهي كثيرة، ولكنه ارتبط بالصلاة أكثر من غيرها، فلا يُذكر إلا وينصرف الذهن إليهاº لأن أعمالها تتضمن الذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، والركوع، والسجود، وهي مواطن الخضوع والبكاء والخشية والتخشع. خشوع - ويكيبيديا. وقد أمر الله - تعالى - بإقامـة الصلاة، وإقامتها تعني: أداءها كما أمر الله ورسوله، بتوجـــه القـلـب والجـســــد كـلية إلى الله - تعالى -، وبالخشوع فيها يجمع المصلي بين طهارة الظاهر والباطن، ثم إن المـغـفـرة وتكفير السيئات ورفعة الدرجات مرتبة على قدر الإحسان في أداء الصلاة، وقد بلغ من مـنـزلـــة الخشــوع فيها أن الله – سبحانه - جعل الصلاة الخاشعة أول صفات المؤمنين المفلحين الوارثين لـلـفـردوس، حتى اختلف الفقهـاء في الاعتـداد بالصلاة التي لا خشـوع فيها!!
فتاوى ذات صلة
وأخيرًا، أنصحك بعدة أمور: - اعتن بفهم القرآن وفهم معانيه والتدبر فيها. - اسمع سلسلة (كيف تتلذذ بالصلاة) لمشاري الخراز، واقرأ كتاب (أول مرة أصلي) لخالد أبو شادي.
الخشوع: ضراعة القلب، وطمأنينته وسكونه لله – تعالى - ، وانـكـسـاره بـيـن يـديــــه، ذلاّ، وافتقاراً، وإيماناً به وبلقائه. ومـحـــل الخـشـــوع: القلب، وثمرته: تظهر على الجوارح، ولذا قيل: إذا ضرع القلب، خشعت الجوارح، وذلـك لأن القلب مَلِك البدن، وأمير الأعضاء، تصلح بصلاحه، وتفسد بفساده، فيمثل الخشوع إذن: الانقياد التام لأوامر الله ونواهيه، والعكوف على العمل من غير توانٍ, ولا فتور. منزلة الخشوع من الإيمان: الخشوع من الإيمانº الــذي هـــــو فـي الـقـلـب، وإنما يزيد الإيمان بحياة القلب، وذلك بالاشتغال بالعلم النافع والعمل الصالح، كما أنــــــه ينقص بمرض القلب، ويذهب بموته، وذلك بالانصراف إلى الشبهات والشهوات، فعلى الـمسلم أن يتعاهد قلبه في جميع أحواله ليدفع عنه القسوةº فإنها إذا استبدت به منعته الخشوع.
شروط تحقق أجر العمرة في مسجد قباء لكي يتحقق للمسلم أجر الصلاة في مسجد قباء المُعادل لأجر العمرة، لا بدَّ له أن يُحقق شرطًا مُهمًا وهو النية والقصد، أي أن يخرج المرء من بيته قاصدًا الذهاب إلى مسجد قباء والصلاة فيه، أمَّا منصلَّى في مسجد قباء دون أن ينوي الذهاب إليه أو مُصادفة فإنَّ له أجر عظيم وثواب كبير، غلَّا أنَّه لا يُحقق الأجر المعادل لأجر العمرة؛ لأنَّه لم ينوي ويقصد المسجد قبل الخروج من منزله، والله أعلم. [9] شاهد أيضًا: شروط دخول المسجد النبوي وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيَّن فضل الصلاة في مسجد قباء ، كما عرَّف به وبموقعه وسبب تسميته، كما ذكر فضله، وصحة حديث صلاة في مسجد قباء تعدل عمرة، وشروط تحقق الأجر. المراجع ^, مسجد قباء, 562021 ^, سبب تسمية مسجد قباء بهذا الاسم, 562021 ^, فضل زيارة مسجد قباء والصلاة فيه, 562021 ^ صحيح ابن ماجه, سهل بن حنيف، الألباني، 1168 ، صحيح. صحيح الجامع, أسيد بن حضير، الألباني، 3872 ، صحيح. ثواب الصلاة في مسجد قباء - إسلام ويب - مركز الفتوى. ^, الموسوعة الحديثية, 562021 سورة التوبة, الآية 108. ^, شرط الحصول على أجر العمرة للمصلي في قباء, 562021
فضل الصلاة في مسجد قباء سؤال من الأسئلة الشرعية التي يبحث عن إجابتها الكثير من المسلمين، فإنَّ المساجد هي بيوت الله تعالى، وهي أطهر بقاع الأرض وأشرفها، فهي الأماكن التي تُقام فيها شرائع الدين وعباداته، وقد خصَّ الله تعالى بعض المساجد الأولى في الإسلام بالفضل العظيم والمكانة الرفيعة، ومن هذه المساجد مسجد قباء، وفي هذا المقال سنعرِّف بمسجد قباء، وسنسلط الضوء على فضل الصلاة فيه، بالإضافة لذكر صحة حديث صلاة في قباء تعدل عمرة، وشروط الصلاة في مسجد قباء. مسجد قباء هو أول مسجد في الإسلام وأول مسجد بُني في المدينة المنورة، بُني بعد المسجد الحرام إلَّا انَّ المسجد الحرام أول بيت بُني للمسلمين، ومسجد قباء أول مسجد بناه المسلمين، وهو ثاني أكبر مساجد المدينة المنورة بعد المسجد النبوي، بدأ النبي في بناءه بعد أن هاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وشارك الكثير من المسلمين في بناءه وإقامته. [1] سبب التسمية ورد في سبب تسمية مسجد قباء بهذا الاسم أنَّ قبا هو اسم بئر في البلدة وقد اشتهرت البلدة باسم هذا البئر، وهي المكان الذي يسكن فيه بنو عمرو وبنو عوف، وقد ذكر أبو عبد الله ياقوت الحموي في معجم البلدان أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم مرَّ أثناء هجرته للمدينة المنورة ببني عمرو وبني عوف وبنى مسجدًا فيها وسُمي هذا المسجد بمسجد قباء، والله أعلم.
رواه أحمد والترمذي وصححه السيوطي. وفي الصحيحين عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يأتي قباء يعني كل سبت، كان يأتيه راكبا وماشيا ، قال ابن دينار: وكان ابن عمر يفعله. وقد جاء عن الصحابة ما يدل على اهتمامهم بالصلاة فيه والحث عليها، فقد روى عمر بن شبة في تاريخ المدينة عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص قالت: سمعت أبي يقول: لأن أصلي في مسجد قباء ركعتين أحب إليَّ من أن آتي بيت المقدس مرتين، لو يعلمون ما في قباء لضربوا إليه أكباد الإبل. قال الحافظ ابن حجر وإسناده صحيح. وروى ابن أبي شيبة نحوه في المصنف، وروى عبد الرزاق في المصنف عن عمر بن الخطاب أنه قال: لو كان مسجد قباء في آفاق لضربنا إليه أكباد المطي. فضل الصلاه في مسجد قباء. والأجور المضاعفة في هذه المساجد لا تغني عن السنة، بل المصلي فيها مطالب بالنوافل كغيره. وللفائدة انظر الفتوى رقم: 25240. والله أعلم.
وَصَحَّ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبَي وَقَّاصٍ: لَأَنْ أُصَلِّيَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ رَكْعَتَيْنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آتِيَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ مَرَّتَيْنِ، لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي قُبَاءٍ لَضَرَبُوا إِلَيْهِ أَكْبَادَ الْإِبِلِ. انتهى من المرقاة. وقال في تحفة الأحوذي في شرح حديث: الصلاة في قباء كعمرة: أي الصلاة الواحدة فيه يعدل ثوابها ثواب عمرة. انتهى. جريدة الرياض | الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء تنوه بمشروع الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء. وهذا عام في الفرض والنفل، بل إذا ثبت هذا في النفل فهو في الفرض أولى كما مر. وأما الاشتغال بصلاة النافلة حتى تحين الصلاة فهذا أمر حسن ولا شك، فإن الصلاة خير موضوع، فمن فعل الرواتب وأكثر من التنفل بالصلاة في غير أوقات النهي فهو على خير عظيم، وإن رأى أن يشتغل بغير الصلاة من الذكر والدعاء وقراءة القرآن فلا بأس بذلك وبخاصة إذا كان هذا أنفع لقلبه. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ثم إن رأى أن الأنفع له أن يستمر في الصلاة حتى يحضر الإمام فليفعل، وإن رأى من نفسه مللاً وأن الأنفع له أن يجلس ويقرأ القرآن فليفعل، لأن القراءة خيرٌ والصلاة خير، والمقصود بالأعمال الصالحة هو صلاح القلب، فما كان أصلح للقلب وأنفع وأوفق للشرع فهو أفضل. انتهى ، ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم: 41914.
[2] موقع المسجد إنَّ مسجد قباء هو المسجد الأول في تاريخ الإسلام والمسلمين بُني بعد هجرة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلى المدينة المنورة بشكل مباشر، أي يقع مسجد قباء في المدينة المنورة في القسم الجنوبي الغربي منها، يبعد عن المسجد النبوي الشريف مسافة تعادل ثلاثة كيلو مترات ونصف. بناء المسجد بعد أن وصل النبي صلّى الله عليه وسلَّم إلى مكان مسجد قباء كان هو أول من وضع حجرًا في هذا المسجد المبارك، ثم جاء بعده أبو بكر الصديق رضي الله عنه فوضع حجر مع حجر النبي صلّى الله عليه وسلَّم، وجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه ووضع حجرًا أيضًا، وتوالت المسلمين بعد ذلك للعمل في بناء وإقامة أول مسجد في الإسلام، وذلك بإشراف من النبي صلّى الله عليه وسلَّم، فكان مسجد قباء أول مسجد اُسس على التقوى.
نوهت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بإعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية - حفظه الله - بإطلاق مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لتوسعة مسجد قباء وتطوير المنطقة المحيطة به ليستوعب ستة وستين ألف مصل، وتكون التوسعة بذلك أكبر توسعة في تاريخ المسجد؛ حيث ستتضاعف مساحته إلى عشرة أضعاف مساحته الحالية. وقالت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء: إن مشروع الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء مشروع مبارك يُرجى به عظيم الثواب عند الله تعالى، وذلك لما في العناية بالمساجد بناء وتوسعة وفرشا من فضل عظيم، ولما لمسجد قباء من مزيد اختصاص في الفضل، فهو أول مسجد أسسه رسول الله - عليه الصلاة والسلام - ، وكان - عليه الصلاة والسلام - يزوره راكبا وماشيا كل سبت فيصلي فيه ركعتين، وأخبر عليه الصلاة والسلام بفضله فقال: من تطهر في بيته، ثم أتى مسجد قباء، فصلى فيه ركعتين كان كعمرة. وأضافت الأمانة: إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - تولي بيوت الله العناية الفائقة، وفي مقدمة ذلك الحرمان الشريفان، سائلة الله تعالى أن يجزيهما خير الجزاء، وأن يحفظهما وبلادنا وسائر بلاد المسلمين.
مسار الصفحة الحالية: ١١٦٤ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ».