وعلى امتداد مسيرته العلمية والدعوية، تميز الشيخ عمر عبد الكافي بخطاب ديني معتدل، يجمع بين الفصاحة اللغوية والنباهة الفكرية، مستهدفا شرائح واسعة ومتنوعة من الجمهور المسلم. الأمر الذي أكسبه إعجاب إخوانه الدعاة، ومنحه حب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، حيث تحظى خطبه ومحاضراته وبرامجه الإذاعية والتلفزيونية بمتابعة كبيرة وإقبال منقطع النظير. ولأنه يؤمن بأهمية التنويع في أساليب الدعوة إلى الله، ألقى الشيخ عمر عبد الكافي أزيد من 1200 خطبة جمعة، وسجل أكثر من 3000 درس صوتي ومرئي، إضافة إلى تقديمه وتنشيطه لعشرات البرامج على القنوات الفضائية العربية كبرنامج " من كنوز السنة "، و " النبع الصافي "، و " الوعد الحق "، و " مذكرات إبليس " ، و" عجائب القلوب "... كما يتوفر الشيخ عمر عبد الكافي على عشرات الكتب والمنشورات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: كتاب " الدار الآخرة ''، و ''شرح صحيح البخاري''، و''سيرة النبي"، و"الوعد الحق"، وغيرها من الكتب التي أضحت مرجعا لدى عدد من الطلاب والباحثين في العالمين العربي والإسلامي. على الصعيد الشخصي، تزوج الشيخ عمر عبد الكافي من حفيدة العلامة الإسلامي الشيخ محب الدين الخطيب، وله منها ثلاثة أولاد هم: أحمد و بلال و عمار، و بنتان هما: هدى و ندى.
فبفضل بيئته القروية، وشغفه الفطري بالعلم والمعرفة، أحَبَّ الشيخ عمر عبد الكافي الزراعة وفنونها، وعشق اللغة العربية وآدابها، وافتتن بالعلوم الدينية وصنوفها. لذلك، دَرَسَ العلوم الزراعية فحصل فيها على شهادتيْ الماجستير والدكتوراه، وتعلم اللغة العربية فنال شهادة الإجازة فيها، وتلقى العلوم الدينية فاستحق شهادة الماجستير في الفقه المقارن. بالموازاة مع دراساته الأكاديمية، تأثر الشيخ عمر عبد الكافي بكتب أبى حنيفة وابن تيمية والحسن البصري وأبي حامد الغزالي وغيرهم من أعلام الإسلام وعباقرته، فسافر طلبا للعلم وارتحل، ووفقه الله فتتلمذ على أيدي أساتذة وعلماء وشيوخ في شتى العلوم الشرعية كالفقه والتفسير والسيرة النبوية، وحفظ على أيديهم الكريمة علوم القرآن، والأحاديث النبوية بأسانيدها. وبعد إنهاء دراساته الأكاديمية وتحصيل ما تيَسَّر له من العلوم الشرعية، تقلَّد الشيخ عمر عبد الكافي مناصب هامة ومسؤوليات عظيمة، بدأها سنة 1972 بالإمامة والخطابة في المساجد، حيث واظب على إلقاء المحاضرات مرتين في الأسبوع لمدة عشرين عاما. بعد ذلك، تم تعيينه عضوا بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي، و عضوا بلجنة الحكماء التابعة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، و أستاذا بأكاديمية البحث العلمي، و مديرا لمركز الدراسات القرآنية بمؤسسة جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم.
السيرة الذاتية عمر عبد الكافي عمر عبد الكافي.. شيخ الوسطية والاعتدال نجم من نجوم البعث الحضاري، ومَثـل يُحتذى به في المنهج الوسطي للإسلام. أحبَّ الأرض فتعلم الزراعة، وعشِق السماء فدَرَسَ العلوم الشرعية. نال أرقى الشواهد والدبلومات، وحصل على التكريم والتشريفات. عمل على زراعة بذور القمح في مزارع الأرض فلم يعجبه حرث الدنيا، وزرع بذور الخير في مزارع القلوب فاطمأنت نفسه لحرث الآخرة، نَقَلَ معارفه من خلال الخطابة والتدريس، ودعا إلى الله بالكلمة الطيبة والنصح الحسن، فسَجَّل نجاحا باهرا في المساجد والملتقيات، وحقق أقوى المتابعات على الفضائيات، له مئات الخطب والتسجيلات ، وفي رصيده مثلها من الكتب والإصدارات. إنه الداعية الإسلامي المصري عمر عبد الكافي، واسمه الكامل عمر عبد الكافي شحاتة. وُلِد الشيخ عمر عبد الكافي في فاتح ماي سنة 1951، في محافظة "المنيا" بجمهورية مصر العربية، لعائلة محافظة ذات مَحْتِد وأصْل. فقد كان والده من الأعيان في صعيد مصر، وكانت أمه حافظة لجزء كبير من كتاب الله. فتلقى منهما تربية دينية صالحة، غرست في نفسه مكارم الأخلاق، وزرعت في قلبه حب الله وكتابه، وعشق النبي وسـنته. ومنذ نعومة أظافره، أظهر الشيخ عمر عبد الكافي نبوغا فكريا حادا، وذكاء فطريا مُتَّقِدا، بعدما تَمَكّنَ، وهو في العاشرة من عمره، من حفظ القرآن الكريم وصحيحيْ البخاري ومسلم، ونجح في اجتياز مختلف المراحل التعليمية بامتياز.
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد بن عبد الله السبيل (رحمه الله)
من هم السلف الصالح. ؟ وهل التابعون منهم. ؟ السائل: أما بعد فهذه أسئلة تتصل بالأمور الدعوية والتي يحدث فيها كثير من الكلام والخلاف بين طلبة العلم بصفة عامة وبين الدعاة بصفة خاصة وأردت أن ألقي ما استحضرت منها على شيخنا حفظه الله تعالى ليكون جوابه إن شاء الله تعالى مدعمًا بالأدلة فينفعنا الله سبحانه وتعالى بما يقول وينفع الله الدعوة من الخلاف والشقاق الحادث بين كثير من طلبة العلم في بداية الأمر شيخنا حفظكم الله معلوم أن الدعوة السلفية تقوم على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ويحدث في تحديد السلف الصالح خلاف بين طلبة العلم فمن قائل هم الصحابة فقط ومن موسع ومن مضيق فما هو الراجح في هذا الباب حفظكم الله.
وأخيراً على الفرق الإسلاميّة المختلفة أن تدرك بأنّ من مقاصد الشّريعة الإسلاميّة تحقيق الوحدة والتّعاضد بين المسلمين حتّى يكونوا كالبنيان الواحد، وهكذا كان الرّعيل الأول من المسلمين والسّلف الصالح، وإنّ أي انشغال عن هذا المقصد بأمور جانبيّة وخلافات فرعيّة تسبّب التّناحر بين المسلمين وتفتّ من عضد الأمّة وتجعلها معرّضةً لهجوم الأعداء وتكالبهم.
(6) قال عامرٌ الشَّعبي - رحمه الله -: زَيْن العِلم حِلم أهله؛ (سنن الدارمي - جـ 1 - صـ 470). (7) قال سفيانُ الثَّوري - رحمه الله -: ما أعلَم عمَلًا أفضلَ مِن طلب العلم، وحِفظه لمن أراد الله تعالى به خيرًا؛ (شرح السنة للبغوي - جـ 1 - صـ 279). وقال الثوري - رحمه الله -: ليس عملٌ بعد الفرائض أفضل مِن طلب العلم؛ (شرح السنة للبغوي - جـ 1 - صـ 279). وقال الثوري - رحمه الله -: "الملائكةُ حُرَّاس السماء، وأصحابُ الحديث حُرَّاس الأرض"؛ (شرف أصحاب الحديث - للخطيب البغدادي - صـ 44). (8) قال الحسَن بن صالحٍ - رحمه الله -: "إن الناسَ لَيحتاجون إلى هذا العِلم في دِينهم، كما يحتاجون إلى الطَّعام والشَّراب في دنياهم"؛ (سنن الدارمي جـ 1 صـ 383). (9) قال الحسَن البَصري - رحمه الله -: كان الرجلُ إذا طلَب العِلم لم يلبَثْ أن يرى ذلكَ في بصَرِه، وتخشُّعه، ولسانه، ويدِه، وصلاته، وزُهده؛ (سنن الدارمي - جـ 1 - صـ 383). (10) قال الشَّافعيُّ - رحمه الله -: إذا رأيتُ رجُلًا مِن أصحاب الحديث، فكأني رأيتُ رجلًا مِن أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، جزاهم اللهُ خيرًا؛ فهم حفِظوا لنا الأصلَ، فلهم علينا فضلٌ؛ (سير أعلام النبلاء - للذهبي - جـ 10 - صـ 69).