فَيَا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قلوبَنا على دينِكَ. واسمَعوا معي هذهِ الآيةَ العظيمَةَ التِي تَدُلُّ دِلالَةً صَريحةً على إثباتِ مذهبِ أهلِ الحقِّ والتِي سَمَّاها علماءُ التوحيدِ قاصِمَةَ الظَّهرِ، قاَل تعالَى: ﴿ولا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قلبَهُ عن ذِكْرِنَا﴾ إذَا كانَ تَصْريفُ القُلوبِ بِيَدِ اللهِ فكيفَ الأعمالُ الخارجيةُ، هي بالأَولَى خَلقٌ للهِ تعالَى. ثم نحنُ بِمَ نَبْدَأُ خطبتَنا في كلِّ أسبُوعٍ؟ نبدَأُ بِالْمُقَدِّمةِ الوارِدَةِ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم والتِي فيهَا "مَنْ يَهْدِِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فلا هَادِيَ لَه". فمن أرادَ اللهُ لهُ الهدايةَ والإيمانَ والالتِزامَ بِالطَّاعَةِ فلا أحدَ يحولُ بينَهُ وبينَ ذلك، ومن أرادَ اللهُ لهُ الضلالَ والكُفْرَ والمعصِيةَ والعياذُ باللهِ وَختم لَهُ بذلكَ فلن يستطيعَ أحدٌ من خَلْقِ اللهِ أن يهدِيَه إلَى سَواءِ السَّبيلِ. خطبه الجمعه مكتوبه عن الغيبه. فوَاللهِ لولا اللهُ – فواللهِ لولا اللهُ لَمَا اهتدَيْنَا ولا تصدَّقْنا ولا صَلَّيْنَا، الحمدُ للهِ الذي هدانا لِهذا وما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أنَّ هدانَا اللهُ. إخوةَ الإيمانِ إنَّ أهلَ الحقِّ قاطِبَةً علَى أنَّ كلَّ ما يَجْرِي في هَذا العالَمِ هُوَ بِخَلْقِ اللهِ وَعِلْمِهِ وَمشيئَتِهِ وتقديرِهِ، فاللهُ تعالَى هو الذي قَدَّرَ الخيرَ والشَّرَّ والكفرَ والإيمانَ وَالطَّاعةَ والمعصِيةَ لِحِكْمَةٍ هُوَ أعلمُ بِها.
أيها المؤمنون: نعيش هذه الأيام في العشر الأواخر من شهر رمضان خير الليالي وأعظمها وأشرفها وأبركها، خصَّها الله -عز وجل- بخصائص عظيمة، وميزات كريمة؛ فهي خير ليالي السنة وأعظمها وأجلّها، وقيل هي المعنيَّة بذلك القسم العظيم الشريف في قول الله -جل في علاه-: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [ الفجر: 1 – 2]، وقيل المراد: العشر الأول من ذي الحجة ، وكلاهما عشرٌ معظمات جليلات لها مكانتها وقدرها، قال أبو عثمان النهدي -رحمه الله تعالى-: "كانوا -أي السلف- يعظِّمون ثلاث عشرات: العشر الأول من المحرم، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان". أيها المؤمنون: جديرٌ بالمؤمن وقد أكرمه الله -عز وجل- بإدراك هذه العشر مع فخامتها وعظم شأنها أن يغتنم خيراتها وبركاتها، وأن يُري الله -سبحانه وتعالى- من نفسه خيرا. أيها المؤمنون: وقد كان من هدي نبينا -عليه الصلاة والسلام- أن يجتهد في هذه العشر المباركات ما لا يجتهد في غيرها، ففي الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ"، وفي صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ".
يجب الاستماع جيدا للخطبة والاستفادة منها وأخذ العبرة منها، مع الأخذ بالنصائح والعبر التي تخرج من الخطبة. عدم مناقشة الخطيب فيما يقول، مع ضرورة عدم النوم أثناء الخطبة والنظر بعمق إلى الخطيب من ناحية الموضوع الذى يقوم بإلقائه. وفي نهاية موضوعنا هذا نسأل الله تعالى أن يمنحنا الخير والفضل والثواب والحسنات، ونرحب بتلقي تعليقاتكم ونعدكم بالرد السريع. Mozilla/5. 0 (Windows NT 6. 0; rv:52. موعد ليلة الشك رمضان 2022 في الجزائر - موقع محتويات. 0) Gecko/20100101 Firefox/52. 0
الخطبة الثانية: إن الحمدَ للهِ نحمَدُهُ سُبحانَه وتَعالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَشْكُرُه، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّـئَاتِ أَعْمَالِنا، مَن يهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَهُ ومن يُضلِلْ فلا هَادِيَ لهُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّه وحبيبُه صلَّى اللهُ عليهِ وعلى كلِّ رسولٍ أرسلَه. أما بعد عبادَ اللهِ، فَإِنِّي أُوصِيكُمْ ونفسِيَ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العظيمِ.
508- كما حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلمة, عن محمد بن إسحاق, عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت, عن عكرمة, أو عن سعيد, عن ابن عباس: " أعدت للكافرين " ، أي لمن كان على مثل ما أنتم عليه من الكفر (182). --------------- الهوامش: (172) في المطبوعة: "وقد تظاهرتم" ، وما في المخطوطة أجود ، وسيأتي بعد قليل بيان ذلك. (173) الأثر 501- ذكره السيوطي 1: 35 بنحوه ، ونسبه لعبد بن حميد وابن جرير. وكتب فيه خطأ مطبعيًّا "ابن جريج". (174) الأثران 501 ، 502- في الدر المنثور 1: 35 ، والشوكاني 1: 40. فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة. ولفظ الطبري في تفسير هذه الآية وفي التي تليها ، وما استدل به من الأثر الأخير ، يدل على أنه يرى أن جواب الشرط محذوف ، لأنه معلوم قد دل عليه السياق؛ وجواب الشرط "فقد بين لكم الحق ، وأقمتم على التكذيب به وبرسولي" ، ثم قال مستأنفًا: "فاتقوا أن تصلوا النار بتكذيبكم رسولي ، أنه جاءكم بوحيي وتنزيلي ، بعد أن تبين لكم أنه كتابي ومن عندي". ولم أجد من تنبه لهذا غير الزمخشري ، فإنه قال في تفسير الآية من كتابه "الكشاف" ما نصه: "فإن قلت: ما معنى اشتراطه في اتقاء النار ، انتفاء إتيانهم بسورة من مثله؟ قلت: إنهم إذا لم يأتوا بها ، وتبين عجزهم عن المعارضة ، صح عندهم صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[7] علق قلبك بها، وحدث نفسك عنها، واعمل من أجلها، واسأل ربك أن يمن عليك بها. اللهم إنا نسألك رضاك والجنة. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً ﴾. لماذا خص الله "الناس والحجارة" بأنهم وقود جهنم ؟ - الإسلام سؤال وجواب. [8] مهما كان المرء في الدنيا غنيًا، ومهما كان موسرًا، يعتريه الملل، وتدركه السآمة، ويصيبه الضجر، يملُّ من طعامه ولو كان أشهى طعامٍ، ويمل من ثيابه ولو كانت أفخرَ ثيابٍ، ويمل من سيارته ولو كانت فارهةً، ويمل من وظيفته ولو كانت مرموقةً، ولا ينتهي الملل عند حدٍ، حتى يملَّ من حياته. ألم تسمع قولَ زُهَيْرِ بنِ أَبي سُلْمَى؟ سَئِمْتُ تَكالِيفَ الحَياةِ ومَنْ يَعِشْ ♦♦♦ ثَمانِينَ حَوْلاً لَا أَبالَكَ يَسْأَمِ أما الجنة فعطاءٌ دائمٌ، ولذةٌ لا تنقطع، ونعيمٌ متجددٌ، ومن نعيمها أصنافٌ من الطعام لا يحصيها العد ولا يأتي عليها الحصر. قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ: يُؤْتَى أَحَدُهُمْ بِالصَّحْفَةِ مِنَ الشَّيْءِ، فَيَأْكُلُ مِنْهَا ثُمَّ يُؤْتَى بِأُخْرَى فَيَقُولُ: هَذَا الَّذِي أُوتِينَا بِهِ مِنْ قَبْلُ. فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: كُلْ، فَاللَّوْنُ وَاحِدٌ، وَالطَّعْمُ مُخْتَلِفٌ.
فكلٌّ منهما آثر الكفرَ على الإيمان فكان أن قادهما هذا إلى الخسران المبين في الدنيا والآخرة. تدبَّر الآيات الكريمة التالية: (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ. قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ. وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ. قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِين. قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (42-47 هود).