فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فانظُرْ إلى نَتيجَةِ نُزولِ المطَرِ الذي رَحِمَهمُ اللهُ به، كيفَ اهتزَّتِ الأرْضُ وانتعَشَتْ وأنبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوجٍ بَهيج، بعدَ أنْ كانتْ يابِسَةً قاحِلَةً لا حَياةَ فيها، إنَّ الذي أحيَا الأرْضَ بعدَ مَوتِها، قادِرٌ على إحيَاءِ البشَرِ بعدَ مَوتِهم، وهوَ قادِرٌ على هذا وعلى كُلِّ شَيء، {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [سورة غافر: 68]. { فانظر إلى آثار رحمة الله} يعني: آثار المطر الذي هو رحمة الله تعالى { كيف يحيي الأرض} جعلها تنبت { بعد موتها} يبسطها { إن ذلك} الذي فعل ذلك وهو الله عز و جل { لمحيي الموتى}. فانظر -أيها المشاهد- نظر تأمل وتدبر إلى آثار المطر في النبات والزروع والشجر، كيف يحيي به الله الأرض بعد موتها، فينبتها ويعشبها؟ إن الذي قَدَر على إحياء هذه الأرض لمحيي الموتى، وهو على كل شيء قدير لا يعجزه شيء.
وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة: (فَانْظُرْ إلى آثارِ رَحْمَةِ اللهِ) على الجماع، بمعنى: فانظر إلى آثاء الغيث الذي أصاب الله به من أصاب، كيف يحيي الأرض بعد موتها. والصواب من القول فى ذلك، أنهما قراءتان مشهورتان في قراءة الأمصار، متقاربتا المعنى، وذلك أن الله إذا أحيا الأرض بغيث أنـزله عليها، فإن الغيث أحياها بإحياء الله إياها به، وإذا أحياها الغيث، فإن الله هو المحيي به، فبأي القراءتين قرأ القارئ فمصيب. فتأويل الكلام إذًا: فانظر يا محمد، إلى آثار الغيث الذي ينـزل الله من السحاب، كيف يحيي بها الأرض الميتة، فينبتها ويعشبها، من بعد موتها ودثورها، (إنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي المَوْتَى). فانظرْ إلى آثارِ رحمةِ اللهِ – على باب مصر. يقول جلّ ذكره: إن الذي يحيي هذه الأرض بعد موتها بهذا الغيث، لمحيي الموتى من بعد موتهم، وهو على كلّ شيء مع قدرته على إحياء الموتى قدير، لا يعزّ عليه شيء أراده، ولا يمتنع عليه فعل شيء شاءه سبحانه.
صلى الله على نبينا محمد، فما أكرمه عند ربه، ونشهد أنه رسول الله حقًا والمبعوث منه إلينا صدقًا، يعز عليه عَنتُنا، ويحرص على ما ينفعنا، وهو بأمته رؤوف رحيم. {يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} عباد الله: يزيد المطر في جهةٍ ويقلُّ في جهةٍ، وينتفع به أناس ويتضرر آخرون، ويُظهر الله به شيئًا من عظمته، وقليلاً من بأسه وسطوته.. فحين ترى المطر تقوية في هذه الآية: ﴿إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ﴾ [الأنفال: 11]. تجده عذابا ونكالا في مثل هذه الايات: ﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى المَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ * وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ﴾ [القمر: 9-16].
على خطى هوجان - YouTube
الدكتور عيضة - YouTube
برنامج الآدب • بكر مستور عابد الثبيتي • محمد بن عبدالله بن عائض الهميلي البقمي • سلمان بن عواض بن جبر العصيمي • عادل بن سعيد بن محمد المالكي • عايض خلف عبيس المالكي • رايد سالم سعيد علي الجعير الغامدي • علي جمعان دخيل الله الزهراني • أماني ضيف الله عواض منصور الطلحي • ليلى بنت ضيف الله بن محمد النمري • لطيفه سعود بركي العصيمي • وفاء صالح جارالله الزهراني • وفاء بنت علي عيسى الحسني الزهراني • أميره بنت عيضه حسين الحارثي 2. برنامج اللغة • ماجد بن فهد بن عبد الله العدواني • عائض عبدالله عائض البقمي • عبدالعزيز بن جمعان بن صالح أبوزيد الغامدي • محمد بن حسن بن أحمد الحازمي • مشعل بن مسفر بن مصلح الجعيد • عبدالله بن حسين بن جبران الظلمي الفيفي • ثريا عوده حامد الحارثي • منى محمد عبدالرحمن الشمراني • أفراح محسن حاسن السالمي • أمل ساهر عبدالله الزهراني • عواطف صالح حمود النمري • سارة صالح عبدالررحمن آل سيار 3. برنامج أصول الفقه • عماد بن مطير بن ضويفر العربيدي • تركي بن محمد بن سعيد الفواز 4.
ما قد جت منك - YouTube