أحزان أهل البيت ( عليهم السلام) هي أفراحهم الأثيرة عندهم ، لأن الغايات العظمى التي أنيطت بهم لا تتحقق إلاّ بهذه الأحزان. و كان السهم الذي ينالونه من قِبل هذا الوليد هو السهم الأوفر ، ولذلك كان بمقدمة أكبر ، وعلى ذلك المقياس الخاص بهم كان فرحهم بمولده أكبر. الحسين شريك جده ( صلى الله عليه و آله) أيها السادة! يقول العلماء ـ و هم يفسرون كلمة الرسول ( صلى الله عليه و آله) المشهورة أو المتواترة: ( حسين مني و أنا من حسين).... يقولون: إن الكلمة تعني أن الحسين ( عليه السلام) شريك جدّه في الدعوة. ومن عقائد شيعة أهل البيت: أن الأئمة الإثني عشر ( عليهم السلام) أجمعين شركاء لجدهم الرسول ( صلى الله عليه و آله) في الدعوة ، فهو المؤسّس لها ، والقيّم الأكبر عليها ، وهم ـ من بعده ـ الأمناء القوّامون على حفظها.. فما هذه الخاصة التي يعنيها العلماء بقولتهم تلك ؟ إن الجواب عن هذا ـ مبسطاً ـ يتصعب به القول و يطول ، وحسبي أن أقف ناحية واحدة تتصل بموضوعي الذي بدأت به الحديث. إن الإسلام دين الله العظيم الذي اصطفاه للناس ، وتوجّ به الشرائع ، وختم به الأديان.. إن هذا الدين منهاج إنساني متكامل ، شرّعه الله لتنظيم هذه المجموعة الضخمة من الغرائز والعواطف والمشاعر والأحاسيس.. لتنظيم هذه المجموعة التي يسمّونها ( الإنسان).
مستمعينا الأفاضل على ضوء الملاحظة المتقدمة نفهم الشطر الأول من قول النبي الأكرم –صلى الله عليه واله وسلم- أي (حسين مني)، فهو يعني الوراثة الحسينية لنهج سيد الأنبياء – صلى الله عليه وآله – وايصال الهداية المحمدية للعالمين، بل وتمثيلها الحقيقي أي أن الحسين – عليه السلام – هو من رسول الله بمعنى أن أخلاقه وسياساته وكلامه وبلاغاته هي أخلاق رسول الله وكلامه وبلاغاته وأوامره ونواهيه – صلى الله عليه وآله وسلم – كما هو واضح من نص الأمر الإلهي الذي نزل به جبرئيل الأمين أي الحديث القدسي "لا يبلغ عنك الا أنت أورجل منك". أما الشطر الثاني من هذه العبارة أي قوله صلى الله عليه وآله (وأنا من حسين) فقد فسره العلماء بأن المراد منه هو إستمرار النهج المحمدي وحفظ رسالته وسنته النقية ببركة النهضة الحسينية المقدسة.
ولكن العاطفة ـ أيها السادة ـ ولكن هذا الشعور الرقيق.. ولكن خفقة القلب الإنسان بالجمال ، تبغي ما هو أقرب من ذلك والصق.. إنها تبغي قرباً.. تبغي امتزاجاً.. لقد تعودت عاطفة هذا الكائن أن يشفيها الاّ القرب ، فلابد للدعوة أن تلج العاطفة وتمزج بها. فكيف السبيل ؟. وكيف الوصول ؟ إلأّ بدم الفداء من وريد أبي الشهداء. وقد قام حسين بهذا الدور من الدعوة ، أ فليس شريكاً لجده فيها ؟ 1 لمزيد من المعلومات يمكنكم مراجعة الروابط التالية: من الغدير إلى عاشوراء لبيك يا حسين بكاء رسول الله على الحسين! الحسين ريحانة رسول الله السجل الجامع لشهر محرم و يوم عاشوراء مواضيع ذات صلة