ملخص المقال عثمان بن عفان مقال يُقدم فيه الدكتور سهيل طقوش تعريفًا بعثمان بن عفان ذي النورين الخليفة الثالث من الخلفاء الراشدين، وصفاته، ومناقبه وفضائله وجهاده مولد عثمان بن عفان رضي الله عنه ونسبه هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، الأموي القرشي، أمير المؤمنين، وُلد بعد مولد النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين، أمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وأمها البيضاء بنت عبد المطلب، عمة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت توأمة لوالده عبد الله[1]. صفات عثمان بن عفان رضي الله عنه اشتهر عثمان بالعفة والحياء والكرم[2]، ليِّن العريكة، كثير الإحسان والحلم، لا يُوقظ نائمًا من أهل بيته إلا أن يجده يقظان فيدعوه، فيناوله وضوءه، وكان يصوم الدهر عدا الأيام المكروهة، وهي أيام العيدين والشكِّ في أوَّل رمضان[3]. سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه زوجَّه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ابنته رقية، فأنجب عثمان من رقية ابنة النبيِّ صلى الله عليه وسلم ابنه عبد الله وبه كان يُكنَّى، والمعروف أنَّ عبد الله مات صغيرًا له من العمر ست سنوات[4]، ولمـَّا تعرَّض المسلمون الأوائل للاضطهاد والعذاب من جانب قريش، وأذن النبيُّ صلى الله عليه وسلم للمسلمين الأوائل بالهجرة إلى الحبشة هاجر عثمان مع زوجته إليها[5]، ولمـَّا علم برضاء قريش عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم عاد إلى مكَّة[6]، ثُمَّ هاجر إلى المدينة ونزل على أوس بن ثابت أخي حسان بن ثابت في دار بني النجار[7].
صفات عثمان بن عفان: – هل تعلم كان قد عرف عن عثمان بن عفان رضي الله عنه العديد من الصفات الرفيعة والكريمة ومنها حياءه الشديد والقوة والهدوء علاوة على تميزه بالكرم الشديد والسخاء والصبر والإحسان إلى الفقراء والمساكين ، حيث أن كان دائماً ما يواسي المؤمنون ويعين المستضعفين وعن فضله فقد قال فيه إبن عمر رضي الله عنه ( كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم نترك أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم).
[٦] شراء بئر رومة عندما هاجر الصحابة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة؛ لم يكن لهم من مصدر للماء سوى بئر اسمه رومة، وكانت لرجلٍ من بني غفار، وكان يبيع ماؤها للمسلمين ومنهم من لا يستطيع الشراء، فجاؤوا إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يشكون له ذلك، فعرض عليه الرسول -عليه الصلاة السلام- بأخذها مقابل عينٍ له في الآخرة. [٧] فكان ردّه بأنّه لا يوجد له مصدر دخل له ولأهل بيته سوى هذا البئر، فقام الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال: (مَن يشتَري بئرَ رومةَ فيجعَلُ فيها دلوَهُ معَ دلاءِ المسلمينَ بخيرٍ لَهُ منها في الجنَّةِ، فاشتريتُها من صلبِ مالي فجعلتُ دلوى فيها معَ دلاءِ المسلِمينَ) ، [٨] أي اشتراها عثمان -رضي الله عنه-. من اعظم اعمال الخليفه عثمان بن عفان بالمدينه المنوره. [٧] نسخ القرآن الكريم اتسعت رقعة الدولة الإسلامية في عهد الصحابي الجليل عثمان بن عفان، مما أدَّى لدخول الأعاجم -أي غير العرب- إلى الإسلام، وكان كلُ بلد يقرأ القرآن الكريم على القراءة التي وصلته، فقد نزل القرآن الكريم على سبعة أحرف. وبناءً على اختلاف هذه الأحرف اختلفت القراءات ووجوه الأداء بين الأمصار. [٩] مِمَّا أدى لظهور النزاع في كل محفل أو غزو يجتمع فيه المسلمين، خاصة الذين لم يأخذوا القراءات عن لسان النبي -عليه الصلاة والسلام-، فتنبَّه لذلك الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-، فذهب إلى الخليفة وكان في وقتها عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أميراً للمؤمنين، فقال له: "يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى".