لقد نشر الكتاب الأخ الكريم محمد الزعارير عام 1997م دون أن يذكر مكان طباعته وإن كان من المرجح أنها تمت في الأردن. وكان في الأساس أطروحة علمية قدمها الى قسم التاريخ بالجامعة الأردنية دون أن يذكر ما إذا كانت بحثاً للماجستير أو الدكتوراه. آل رشيد في جبل شمر (إمارة حائل/حايل). على أن من المرجح أن تلك الأطروحة كانت للماجستير لأن مؤلفها لم يذكر على الغلاف أنه دكتور، ولأن مستواها العلمي أقلّ من أن يكون مستوى درجة الدكتوراه. يتكون كتاب «إمارة آل رشيد في حائل» من 263 صفحة مشتملة على ما يأتي: فهرست للمحتويات، فإهداء، فشكر وتقدير، فتقديم بقلم المشرف على الرسالة، فمقدمة للمؤلف، فستة فصول، فخاتمة، فملاحق، ثم قائمة بالمصادر والمراجع. وقد أتت عناوين الفصول كما يأتي: الأول الملامح الجغرافية والاقتصادية والبشرية لمنطقة جبل شمّر، والثاني بروز إمارة آل رشيد، والثالث نظام الحكم في عهد آل رشيد، والرابع العلاقات مع أقطار الجزيرة العربية، والخامس علاقات آل رشيد مع الدولة العثمانية وبريطانيا، والسادس سقوط الإمارة. ومما يذكر للأخ الكريم الزعارير فيشكر كثرة المصادر والمراجع التي استعملها في دراسته. غير أن مما يؤخذ عليه أنه، أحيانا لا يقوم بتحليل المعلومات الواردة فيها أومقارنة بعضها ببعض، بل قد ينسب الى مصدر كلاماً نقله من مصدر آخر أو من دراسة معيّنة.
ومن الأمور غير الدقيقة قول الأخ الكريم الزعارير «ص33»، اعتماداً على والين دون تعليق:«من المؤكد أنه قبل عهد عبد الله لم يستتب أمر للأفراد ولا للأمن. ولا يزال بعض المعمّرين يذكرون أياماً لم يكن أحد يجرؤ فيها على السفر من حائل الى قفار إن لم يرافقه عشرة أو عشرون مسلحا». إن الكلام السابق ربما انطبق على بضع سنوات بين نهاية الدولة السعودية الأولى واستتباب الأمر للإمام تركي بن عبد الله مبتدئاً الدولة السعودية الثانية. لكن من الثابت تاريخيا أنه كان هناك أمن راسخ في جبل شمّر من دخوله تحت حكم الدولة السعودية الأولى سنة 1201ه إلى نهاية تلك الدولة سنة 1233ه. ورسوخ الأمن في المناطق التي دخلت تحت حكمها أمر أكّدته المصادر المؤيدة والمعارضة لها على حد سواء. الموسوعة العربية | رشيد (أسرة آل-). ومن الأمور غير الدقيقة التي ذكر الأخ الكريم الزعارير في هذا الفصل قوله «ص36»: «إن عبد العزيز بن محمد بن سعود أجلى قسماً من شمّر تحت زعامة مطلق الجربا إلى العراق بعد أن تمكن من إخضاع شمّر لنفوذه، ودخلوا في حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في سنة 1201ه. صحيح أن إقليم جبل شمّر دخل تحت حكم الدولة السعودية الأولى عام 1201ه ، لكن فئة من بادية شمّر، بقيادة مطلق الجرباء انضمت الى قوات شريف مكة، غالب بن مساعد عندما توغلت في الأراضي السعودية بنجد عام 1205ه.
ومن الثابت ان محاولات الدولة العثمانية جعل القصيم اقليماً محايداً بين ابن سعود، وابن رشيد حدثت بعد المعارك التي وقعت في ذلك الاقليم، خصوصاً معركتي البكيرية والشنانة، لا قبلها. ولعل من ابرز ما ورد في حديث الاستاذ الزعارير «ص ص 203-204» عن العلاقات بين الملك عبدالعزيز والذين خلفوا الامير عبدالعزيز بن رشيد في امارة جبل شمّر وثيقة، اومشروع اتفاق، او ذكر في الهامش انها موجودة ضمن اوراق في مخطوط العقود الدرية «تاريخ الذكير». وقد كتبت في 5 ربيع الاول سنة 1334ه. وهذا نصها: «بسم الله الرحمن الرحيم. هذه اتفاقية بيني انا سعود بن عبدالعزيز الرشيد وبين عبدالعزيز بن سعود. وهذا ما اقوله: اولاً ان ابن رشيد يحكم اقليمه يعني حايل وقراها وقبيلة شمر لأنهم لي انا، وحكمهم لي انا. فكل مطالب ابن سعود من شمّر من خسائر وغيرها وكل ما يطلبه رعايا ابن سعود منهم انا كفيل بسداده. اما نجد وكل الاقاليم الداخلية الى وادي الدواسر فهي تابعة لابن سعود، وكذلك مضارب خيام مطير وعتيبة وحرب وبني عبدالله والمرّة والمناصير وبني هاجر والسهول وقحطان والدواسر، وكل شخص ينضم اليهم. ويعترف ابن رشيد بأنه لا علاقة لهم به. وعلى ابن رشيد حماية بدوه وابن سعود ورعاياه الذين يتواجدون «ويرجح كاتب هذه السطور ان هذه الكلمة لم تكن مستعملة حينداك، اذ لم تستعمل الا حديثا مع زحف مثيلاتها من الالفاظ الخطأ» في منطقته.
كما تعرض عبد الله بن رشيد إلى بعض المشاكل مع الدولة العثمانية ممثلة بواليها محمد علي باشا الذي أرسل حملة في عام 1836 بقيادة إسماعيل بك ومعه خالد بن سعود أخو عبدالله بن سعود آخر حكام الدولة السعودية الأولى ، ونجح عيسى آل علي في الحصول على تأييد إسماعيل بك الذي أرسل فرقة عسكرية معه إلى حائل لقتال ابن رشيد وتثبيته في الإمارة ، غير أن عبد الله بن رشيد علم بالحملة فخرج مع أسرته وبعض مؤيديه من حائل وتوجه إلى بلدة جبة ، ودخل عيسى آل علي حائل وأصبح أميراً عليها في أبريل 1837. إلا أن الفرقة العسكرية لم تبق في حائل طويلاً ، إذ سرعان ما عادت إلى القصيم ، وبقي مائة جندي من العثمانيين عند عيسى بن علي مما أضعف موقفه ، فتوجه عبد الله بن رشيد مع أخيه عبيد وأعوانهما من بلدة جُبّة إلى بلدة قفار واتخذاها مركزاً لمقاومة عيسى.
وفي تلك الأثناء قام عبيد بن رشيد بهجوم على عيسى آل علي في حائل واضطره إلى الهروب منها إلى القصيم ، وأقر خورشيد باشا عبد الله بن رشيد على إمارة الجبل بعد أن كتب إلى والي مصر محمد علي باشا في أواخر عام 1837م، وهو إقرار شكلي. ومنذ ذلك الوقت أصبح عبد الله بن رشيد أميراً غير منازَع ، وكانت الإمارة طوال فترة حكمه تزداد قوة ومجداً يوماً بعد يوم، كما كان نفوذها خارج منطقة الجبل يزداد توسعاً وانتشاراً سنة بعد سنة. ولما تمكن الإمام فيصل بن تركي وأخوه جلوي ومن معهما من آل سعود من الفرار من مصر أوائل عام 1843 توجهوا إلى حائل فتلقاهم الصديق القديم عبد الله بن رشيد في حائل بالترحاب قائلاً: أبشروا بالمال والرجال والمسير معكم والقتال. وانطلق الإمام فيصل لإزاحة عبد الله بن ثنيان عن الملك، ورافقه أخوه جلوي بن تركي وعبدالله بن رشيد وأخوه عبيد بن رشيد في حملة انتهت باسترداد الإمام فيصل لملكه ودخوله الرياض في 9 يونيو 1843. وتوفي عبد الله بن رشيد بعدها بثلاث سنوات في 30 أبريل 1847. [عدل] الأمير عبيد العلي الرشيد مقال تفصيلي:عبيد العلي الرشيد الأمير عبيد العلي الرشيد، أسس حكم دولة آل رشيد التي كانت عاصمتها حائل (1834 - 1922)، قال عنه أمين الريحاني - تاريخ نجد ص286 -: "امتاز عن أخيه بأمور ثلاثة - تغلوه في الدين - و بخشونة طبعه- و بنزعه شديدة إلى الجهاد في سبيل الله والتوحيد وكان رسول النجديين الأكبر في الجبل، وكان بيته محط رحال النجديين في حائل و مرجعهم الأعلى.
إمارة أل رشيد هي إمارة تأسست عام 1834 في مدينة حائل (شمال وسط الجزيرة العربية)، على يد كل من عبدالله العلي الرشيد وأخيه عبيد العلي الرشيد [1]، وتوسعت الدولة في السنوات اللاحقة لتأسيسها حتى أصبحت تضم في العقود الخمسة الأخيرة من القرن التاسع عشر (1850 - 1902)، جميع الأراضي الواقعة مابين جنوب دمشق في الشام إلى شمال نجران قرب اليمن، ومابين حدود الحجاز، حتى نجد. ويعود نسب أسرة آل رشيد إلى آل جعفر من عبده من قبيلة شمر، [2][3][4] [1] [عدل] نشأة إمارة آل رشيد في حائل في العام 1820 تولى عبدالله العلي الرشيد إنشاء ما يمكن تسميته بـ المعارضة، لحكم آل علي في حائل، فقام حاكم حائل آنذاك صالح بن عبدالمحسن آل علي بنفيه إلى العراق على الفور، في عام 1820. وفي العراق اتضحت بوادر القدرة الحربية والسياسية لدى عبد الله، وشارك في معظم غزوات شمر في العراق وأعجب به الوالي العثماني ومنحه ثقته، وفي ذات الوقت استطاع عبد الله توطيد علاقته مع تركي بن عبدالله آل سعود وابنه فيصل بن تركي. وكان تركي بن عبد الله قد تمكن من استرداد نفوذ أسرته على بعض مناطق نجد، إلا أنه قتل في الرياض بواسطة ابن أخته مشاري بن عبدالرحمن في 8 مايو 1834.