فأبَى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبل شيئاً من ذلك، فخلوا وتشاوروا فيما بينهم، فلم يجدوا مفراً من الرضا بالإسلام، فدخلت ثقيف في الإسلام كاملاً دون انتقاص ولا تفريط.
هـ. ولما رجع إلى قومه اجتمعوا إليه ، فكان أول ما تكلم به أن قال: بئست اللات والعزى: قالوا مه – أي: اسكت - يا ضمام ، اتق البرص والجذام ، اتق الجنون ، قال: ويلكم ، إنهما والله لا يضران ولا ينفعان ، إن الله عز وجل قد بعث رسولا ، وأنزل عليه كتابا استنقذكم به مما كنتم فيه ، وإني أشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، إنى قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه " ، ولم يمض ذلك اليوم حتى أسلم ديار بني بكر كلّها ، يقول قال ابن عباس رضي الله عنهما: " فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة " رواه أحمد. وفد المراديين ذكر علماء السيرة قدوم فروة بن مسيك المرادي رضي الله عنه إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – مع جماعة من قومه ، كما أورد الإمام الترمذي طرفاً من خبره ، حين أتى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال له: " يا رسول الله ، ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم ؟ فأذن لي في قتالهم ، وأمرني ، " ، فلما خرج من عند رسول الله عليه الصلاة والسلام سأل عنه ، وأرسل من يطلبه ، فلما جاءه قال له: ( ادع القوم ، فمن أسلم منهم فاقبل منه ، ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث إليك).
، وقال حبيب: والله لا أكلمك أبداً، إن كنتَ رسولاً لأَنْتَ أعظم خطراً من أن أردَّ عليك الكلام، ولئن كُنْتَ تَكْذِبُ على الله ما ينبغي أن أكلمك.