کتاب: زکاۃ و صدقات کے احکام و مسائل 50. بَابُ: الْيَدِ الْعُلْيَا 50. باب: اوپر والے ہاتھ (یعنی دینے والے) کی فضیلت کا بیان۔ اخبرنا قتيبة ، قال: حدثنا سفيان ، عن الزهري ، قال: اخبرني سعيد ، وعروة ، سمعا حكيم بن حزام ، يقول: سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطاني، ثم سالته فاعطاني، ثم سالته فاعطاني، ثم قال:" إن هذا المال خضرة حلوة، فمن اخذه بطيب نفس بورك له فيه، ومن اخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي ياكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى".
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد،،،، فعن أبي أمامة الباهلي – رضى الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال: (يا ابن آدم إنك أن تبذُل الفضل خير لك ، وأن تمسكه شر لك ، ولا تُلام على كفاف وابدأ بمن تعول ، واليد العُليا خيرُ من اليد السفلى) رواه مسلم والترمذي. هذا الحديث فيه وصية للأولياء بمن يعولونهم ، يرعون شئونهم ،ويكونون مسئولين عنهم في الدنيا والآخرة ، (وهم الأولاد والزوجات ، ومن تجب عليهم نفقتهم كالآباء والأمهات ، والأخوات اللاتي ليس لهن من يعولهن غيرهم). قد مهد النبى – صلى الله عليه وسلم – لهذه الوصية بجمل خبرية تُرغب في الإنفاق من فضول الأموال بقدر الوسع والطاقة ، من غير إسراف ولا تكلف ، ثم ختم الحديث بحكمة سامية جُعلت مضرب الأمثال في العزة والقناعة ، وعفة النفس. وبدأ النبى الكريم خطابه بقوله: (يا ابن آدم) نسبة إلى أول نبي أرسله الله إلى أبنائه ، والإنسان يسره أن ينتسب إلى أبيه الأول ، ويجد في ذلك مسرة ومبرة. المفتي: اهتمام الأديان بذوي الهمم يدل على ضرورة أن تسود الرحمة والتعاون لمجتعمنا - بوابة الشروق. وكلمة يا ابن آدم تشعر الإنسان بأنه عائد إلى التراب الذى خُلق منه أبوه آدم ، وتارك ما في يديه من مال ، فلا ينبغي أن يتمسك بشئ زائل ، أو هو زائل عنه ، ثم إنه مبعوث ليوم عظيم ومحاسب على ما قدم وآخر من خير وشر.
لا أرْزَأُ: أي لا آخُذ من أحدٍ شيئًا، وأصل الرُّزْء: النقص، فكأنه يقول: لا أنقصُ مال أحدٍ بالأخذ منه. والفيء: الغنيمة، ويُطلق على الخراج، وأصله: الردُّ والرجوع، ومنه سُميَ الظلُّ بعد الزوال فيئًا؛ لأنه رجع من جانبٍ إلى جانبٍ، فكأنَّ أموال الكفار كانت للمؤمنين، ثمَّ رجعت إليهم. * مجلة الأزهر، العدد الثاني، المجلد الثامن عشر، سنة (1366). [1] أخرجه البخاري في الزكاة (1472)، وفي الوصايا (2750)، وفي الخُمس (3143)، وفي الرفاق (6441)، ومسلم في الزكاة (1035). [2] أخرجه البخاري في الوصايا (2750)، وفي فرض الخمس (3143) كلاهما بلفظ: ((إن هذا المال خضر حلو)). [3] أخرجه مسلم (2742). شرح حديث اليد العليا خير من اليد السفلى. [4] أخرجه البخاري (1429)، ومسلم (1033). [5] فتح الباري 3: 350. مرحباً بالضيف
[4] أخرجه مسلم (2742). [5] أخرجه البخاري (1429)، ومسلم (1033). [6] فتح الباري 3: 350. [7] وحَسْبُكَ أنه ابنُ أخي خديجة بنت خُوَيْلد رضي الله عنها، دخلت أمُّه الكعبة في نسوةٍ من قريشٍ، فضربها المخاض، فأُتيت بنطع، فولدت عليه حكيمًا (طه). [8] قال الذهبي في "السير" 3: 45: "قلت: لم يعشْ في الإسلام إلا بضعًا وأربعين سنة". شرح وترجمة حديث: اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا هي المنفقة، والسفلى هي السائلة - موسوعة الأحاديث النبوية. [9] أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 8: 9. وأورده الحافظ في "الفتح" 8: 11، ونسبه إلى موسى بن عقبة في المغازي، وأشار ابن حجر في "الإصابة" إلى صحته فقال: ثَبَت في السِّيرة وفي الصحيح. انظر: "سير أعلام النبلاء" 3: 48، و"الإصابة" 2: 98، و"مجمع الزوائد" 6: 172، و"سبل الهدى والرشاد" 5: 326. وانظر ما تقدَّم ص153. [10] اقتباس من حديث أخرجه البخاري (6446)، ومسلم (1051)، كلاهما من حديث أبي هريرة. [11] وحَسْبُك أنَّ جيش المسلمين استولى فيما غنم بساط كسرى، وكان ستين ذراعًا في مثلها، وكان على هيئة روضة رُسمت عليها الزهور والطيور بالجواهر والذهب، فلما فرَّقها عمر على المسلمين أصاب عليًّا قطعة منه باعها بعشرين ألف درهم (طه). [12] أي: تعتاد، يقال: ضَرِيَ بالشيء تَضْرى ضَرًى وضراوة، فهو ضارٍ، إذا اعْتَادَهُ.
وقوله – صلى الله عليه وسلم: (إن أن تبذُل الفضل خير لك). هذا الفضل هو ما زاد عن حاجتك يا ابن آدم وهو خير لك في الدنيا والآخرة فإنك تُثاب على عملك الصالح في الدارين معاً مصداقاً لقوله تعالى في سورة آل عمران الآية (148): (( فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين)). ثواب الدنيا: يكون في صلاح الحال ، وهدوء البال ، واطمئنان القلب بذكر الله. وقد ترجم الله – عز وجل – هذا الثواب بشئ من التفصيل في قوله تعالى فى سورة النحل الآية (97): (( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)). وثواب الآخرة خير وأبقى ، وأعظمه رضوان الله عز وجل كما قال – جل وعلا – في سورة التوبة الآية (72): ((وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم)). وعدهم الله عز وجل على إيمانهم بجنات وارفة الظلال ، تجرى من تحت أسجارها الأنهار منضبطة بالقدرة في غير أُخدود – لابثين فيها أبدا ، لا يزول عنهم نعيمها ولا يبيد وأيضاً منازل يطيب فيها العيش في جنات الخلد والإقامة وهي عبارة عن قصور اللؤلؤ والياقوت الأحمر والزبرجر كما قال الحسن – رضى الله عنه – وفي الحديث يقول الله تعالى لأهل الجنة: (يا أهل الجنة فيقولون: لبيك ربنا وسعديك فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: ومالنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تُعط أحداً من خلقك!
فيقول: أُعطيكم أفضل من ذلك فيقولون: وأي شئ أفضل من ذلك؟ فيقول: أُحلُ عليكم رضوانى فلا أسخط عليكم بعُد أبداً) الحديث في الصحاح. ويكفى ابن آدم من الخير أن يبُذل للفقراء ما زاد على حاجته ، فإنه لو فعل ذلك يكون نجا من عذاب الله في الدنيا والآخرة. والله – عز وجل – لم يكلف عباده أن ينفقوا جميع أموالهم ولا نصفها ولكنه – جل شأنه – أمرهم أن ينفقوا منها بقدر ما تجود به أنفسهم ، مصداقاً لقوله تعالى في سورة البقرة الآية (219): ((ويسألونك ماذا يُنفقُون قل العفو)). العفو: هو الزيادة عن الحاجة. أما عن زاد عن الحاجة فإن الله يزيده من فضله أضعفاً مضاعفة والله واسع الفضل غزير الفيض ، لا يزال يعطي عباده من الخير ما بذلوا من الخير. مصداقاً لقوله تعالى في سورة البقرة الآية (245): ((من ذا الذى يُقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبُسط وإليه ترجعون)). وقد ضرب الله مثلين في سورة البقرة الآية (261) لمضاعفة الأجور إلى الحد الذى لا يخطر على قلب بشر فقال عز وجل: ((مثلُ الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشآء والله واسع عليم)). ولننظر إلى الحبة الواحدة قد أنبتت سبع سنابل ، في كل سنبلة مائة حبة سوف تُزرع مرة أخرى ، فتنبت كل حبة من المائة سبع سنابل ، ولا تزال تنبت وتنبت ، وهكذا شأن الصدقة يزيد الله فيها حتى تصير الثمرة مثل جبل أُحد كما جأء في الحديث الصحيح.