و "المقدار" مفعال من "القدر". وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: 20163 - حدثني يعقوب بن ماهان قال: حدثنا القاسم بن مالك ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله: ( يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام) ، قال: ما رأت المرأة من يوم دما على حملها زاد في الحمل يوما. 20164 - حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله: ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام) ، يعني السقط ( وما تزداد) ، يقول: ما زادت الرحم في الحمل على ما غاضت حتى ولدته تماما. وذلك أن من النساء من تحمل عشرة أشهر ، ومنهن من تحمل تسعة أشهر ، ومنهن من تزيد في الحمل ، ومنهن من تنقص. فذلك الغيض والزيادة التي ذكر الله ، وكل ذلك بعلمه. 20165 - حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثنا عبد السلام قال: حدثنا خصيف ، عن مجاهد أو سعيد بن جبير في قول الله: ( وما تغيض الأرحام) قال: غيضها ، دون التسعة والزيادة فوق التسعة. تفسير آية اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ. [ ص: 360] 20166 - حدثني يعقوب قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا أبو بشر ، عن مجاهد ، أنه قال: "الغيض" ما رأت الحامل من الدم في حملها فهو نقصان من الولد ، و "الزيادة" ما زاد على التسعة أشهر ، فهو تمام للنقصان وهو زيادة.
[ ص: 362] 20177 -..... قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا أبو بشر ، عن مجاهد ، في قوله: ( وما تغيض الأرحام وما تزداد) ، قال: "الغيض" الحامل ترى الدم في حملها ، وهو "الغيض" وهو نقصان من الولد. فما زادت على التسعة الأشهر فهي الزيادة ، وهو تمام للولادة. 20178 - حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا عبد الوهاب قال: حدثنا داود ، عن عكرمة في هذه الآية: ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام) ، قال: كلما غاضت بالدم ، زاد ذلك في الحمل. 20179 -...... قال: حدثنا عبد الأعلى قال: حدثنا داود ، عن عكرمة نحوه. المحتوى القرآني - ( اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ.... 20180 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا عباد بن العوام ، عن عاصم ، عن عكرمة: ( وما تغيض الأرحام) قال: غيض الرحم: الدم على الحمل كلما غاض الرحم من الدم يوما زاد في الحمل يوما حتى تستكمل وهي طاهرة. 20181 -...... قال: حدثنا عباد ، عن سعيد ، عن يعلى بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، مثله. 20182 - حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا الوليد بن صالح قال: حدثنا أبو يزيد ، عن عاصم ، عن عكرمة في هذه الآية: ( وما تغيض الأرحام) ، قال: هو الحيض على الحمل ( وما تزداد) قال: فلها بكل يوم حاضت على حملها يوم تزداده في طهرها حتى تستكمل تسعة أشهر طاهرا.
وهكذَا يعقُبُ بعضُهم بعضًا. وفي الحدِيثِ: "يتعاقبونَ فيكُمْ ملائكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنهَارِ يجتمعونَ في صلاةِ الفجرِ وصلاةِ العصرِ ثم يَعرجُ الذينَ باتوا فيكُمْ فيسألُهم ربهُمْ وهوَ أعلمُ بهِمْ كيفَ تركتُم عبادِي فيقولونَ تركناهُمْ وهُمْ يُصلُّونَ وأتيناهُمْ وهُمْ يُصلّونَ ". خطبة الجمعة | اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ. رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ مِنْ حديثِ أبي هريرةَ. والملائكةُ الحفَظَةُ يحفظونَ العبدَ مِن بينِ يدَيهِ أيْ من قُدّامِهُ ومِنْ خلْفِهِ أيْ من ورائِه، يحفظونَهُ مِنْ أجْلِ أنَّ اللهَ تعالى أمرَهُمْ بحِفْظِهِ. فسبحانَ اللهِ القديرِ الذِي أنعمَ علينَا بنِعَمٍ لا نحصيهَا. هذَا وأستغفرُ اللهَ لي ولَكُمْ
تفسير القرآن الكريم مرحباً بالضيف
وقد رسمت الكلمة محذوفة الياء في المصحف للتخفيف، وقد تلفظ الياء في الوقف.. إعراب الآية رقم (10): {سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ (10)}. الإعراب: (سواء) خبر مقدّم مرفوع (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من الضمير في سواء الذي هو بمعنى مستو (من) اسم موصول مبتدأ مؤخّر في محلّ رفع (أسرّ) فعل ماض، والفاعل هو، وهو العائد (القول) مفعول به منصوب الواو عاطفة (من جهر) مثل من أسرّ ومعطوف عليه الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جهر)، الواو عاطفة (من) مثل الأول ومعطوف عليه (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (مستخف) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص منوّن (بالليل) جارّ ومجرور متعلّق ب (مستخف) الواو عاطفة (سارب بالنهار) مثل مستخف بالليل. جملة: (سواء... من أسرّ... وجملة: (أسرّ... ) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: (جهر به... ) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: (هو مستخف... ) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث. الصرف: (مستخف)، اسم فاعل من (استخفى) السداسيّ، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين، وحذفت الياء- أصله المستخفي- لالتقاء الساكنين لمناسبة التنوين.
( سورةَ الرعْد / الآيتين 8ِو9). إخوةَ الايمانِ، مَا مِنْ كتابٍ أعَزُّ على المسلمِ مِن كتابِ اللهِ، لذلكَ يسرُّنا مِن حينٍ إلى ءاخَرَ ومِن عَلى منابرِ الجمُعةِ أنْ نشنِّفَ أسماعَ الحاضِرينَ بتفسيرِ بعضِ ءاياتِ القرءانِ الكريم، فهذَا بإذْنِ اللهِ تعالى يزيدُنا جميعًا إقبالاً على مجالسِ العِلْمِ التي تُتلَى فيهَا ءاياتُ القرءانِ العظيمِ معَ تفسيرِهَا. واليومَ اخترْنا مِنْ سورةِ الرَّعْدِ بعضَ الآياتِ التي جَاءَ فيهَا: " اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ " الآيةَ. اسمَعوا جيِّدًا إخوةَ الإيمانِ، قولَ الله تعالى: " اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى " الآيةَ. فاللهُ سبحانَهُ وتعالى موصوفٌ بعِلْمٍ أزَليٍّ أبديٍّ كسائرِ صفاتِهِ لا يَقبلُ الزيادةَ والنقصانَ، حتى أنفاسُ أهْلِ الجنَّةِ في الجنَّةِ وأهلِ النارِ في النارِ يَعلَمُهَا، لا تَخفَى عليهِ خافيةٌ. الواحدُ منَّا تخفَى عليهِ الخَفِيَّاتُ، أمَّا اللهُ تعالى لا تخفَى عليهِ خافيةٌ، مُطَّلِعٌ علينَا وعَلى مَا في صُدورِنا ومَا تُخْفِيهِ نفوسُنا، وهوَ سبحانَهُ وتعالى يعلمُ مَا تحمِلُهُ كلُّ أنثى مِنْ وَلَدٍ على أيِّ حالٍ هوَ مِنْ ذُكُورَةٍ وأُنُوثَةٍ وتمامٍ وخِدَاجٍ أي نقصانٍ كالذي ليسَ لهُ مِشيةٌ سليمةٌ وحُسْنٍ وقُبْحٍ وطولٍ وقِصَرٍ وغيرِ ذلكَ.