س - ما معنى ( خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ) في الآية الكريمة ؟ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ {31} الأعراف. آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. 0 2 إجابتين Samia Mkalcha مشترك منذ: 08-01-2012 المستوى: مساهم مجموع الإجابات: 1817 مجموع النقاط: 1962 نقطة النقاط الشهرية: 0 نقطة Samia Mkalcha منذ 10 سنوات ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ( 31)). هذه الآية الكريمة رد على المشركين فيما كانوا يعتمدونه من الطواف بالبيت عراة ، كما رواه مسلم والنسائي وابن جرير - واللفظ له - من حديث شعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال: كانوا يطوفون بالبيت عراة ، الرجال والنساء: الرجال بالنهار ، والنساء بالليل. وكانت المرأة تقول: اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله فقال الله تعالى: ( خذوا زينتكم عند كل مسجد). وقال العوفي ، عن ابن عباس في قوله تعالى ( خذوا زينتكم عند كل مسجد) الآية ، قال: كان رجال يطوفون بالبيت عراة ، فأمرهم الله بالزينة - والزينة: اللباس ، وهو ما يواري السوأة ، وما سوى ذلك من جيد البز والمتاع - فأمروا أن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد.
البسوا و تزينوا بنظيف الثياب وحسنها و اجعلوا الأفضل منها للوقوف بين يدي الله كلوا و اشربوا حلالاً طيباً هنيئاً مريئاً شرطة ألا تسرفوا في الزينة أو الطعام و الشراب. هكذا دائما يأتي موقف الإسلام بين التفريط و الإفراط (بلا تمييع أو تنازل عن حق) تأمل رحمة الله بعباده و جمال الشريعة عند حديثها عن التزين و مباهج الحياة و ترشيد تلك المباهج بما لا يضر: { يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف 31]. قال السعدي في تفسيره: يقول تعالى - بعد ما أنزل على بني آدم لباسا يواري سوءاتهم وريشا: { يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} أي: استروا عوراتكم عند الصلاة كلها، فرضها ونفلها، فإن سترها زينة للبدن، كما أن كشفها يدع البدن قبيحا مشوها. يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد. ويحتمل أن المراد بالزينة هنا ما فوق ذلك من اللباس النظيف الحسن، ففي هذا الأمر بستر العورة في الصلاة، وباستعمال التجميل فيها ونظافة السترة من الأدناس والأنجاس. ثم قال: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا} أي: مما رزقكم اللّه من الطيبات { وَلا تُسْرِفُوا} في ذلك، والإسراف إما أن يكون بالزيادة على القدر الكافي والشره في المأكولات الذي يضر بالجسم، وإما أن يكون بزيادة الترفه والتنوق في المآكل والمشارب واللباس، وإما بتجاوز الحلال إلى الحرام.
انتهى. وبناء عليه فالخطاب موجه لبني آدم عموماً فلا يقبل من أحد مهما كان دينه أن يدخل المسجد عارياً بل يجب على المسلمين منعه من ذلك، ومن المعلوم أن كفار العرب الذين نزلت الآية بسببهم، كانوا يأتون المسجد الحرام حجاجاً ومعتمرين، وكان بعضهم يطوف بالبيت عارياً فمنعهم النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك، فأرسل أبا بكر ليحج بالناس عام تسع، وأمر أبو بكر أبا هريرة وجماعة من الصحابة أن يؤذنوا في الناس يوم النحر: لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان. والله أعلم.
والله أعلم.