هنا، عندما نريد أن نقيم أسباب تقدم وتأخر ذينك المجتمعين، لا نعزو تقدم المجتمعات الغربية، ومجتمعات الشرق الأقصى، إلى تفوق الطبائع البيولوجية لأفرادهما؛ وبالمثل، لا نعزو تأخر المجتمعات الشرقية إلى انحطاط طبائع أفرادها البيولوجية؛ بل يجب أن نعزو ذلك إلى الفرق في نوعية القيم المجتمعية التي غرسها كل مجتمع في نفوس أفراد. وباختصار، الفرق يكمن في الثقافة المجتمعية، التي تدعم الإتقان والجد واحترام الوقت هناك، وتدعم عكسها، من سوء الإنتاج، والكسل، وعدم احترام الوقت هنا. لم تتقدم دول الغرب والشرق الأقصى لأن أفرادهما ولدوا محبين للعمل، محافظين على الوقت، كما لم تتأخر دول الشرق لأن أفرادها ولدوا كارهين لإنجاز الأعمال بكفاءة، غير محافظين على الوقت؛ بل إن الإنسان هنا هو الإنسان هناك، والفرق يكمن في نوعية البنية الثقافية المجتمعية التي تسير الفرد هنا وهناك. جريدة الرياض | القيم المجتمعية وأثرها في تقدم وتأخر المجتمعات. في مجتمعنا، تقود سيارتك في شارع ما، فتجد أن السائق الذي يسير أمامك قد أخرج بعض القمامة فألقاها في الشارع أمام الناظرين، دون أن يشعر بخجل تجاه ذلك؛ لماذا هو يفعل ذلك؟ من المؤكد أنه لم يفعل ذلك لسوء تربيته، أو لخبث في طبعه، أو لانحطاط في خِلقته، وإنما لأن بنية المجتمع الثقافية لا تعد ذلك التصرف مشينا يعاب عليه صاحبه، حتى وإن تأفف بعض أفراده من ذلك التصرف، إلا أن القيم المجتمعية تحكم على ذلك الفعل بأنه ليس عيبا، أو ذنبا، أو كبيرة يُزدرى الفرد الذي يقوم به.
الكلاسيكي.. أخبارنا Saudi Arabia بدء أعمال 260 منشأة بحجم استثمارات 1.5 مليار دولار الشهر الماضي. ماضٍ وشدّد علي الياسين صاحب مصنع للتمور على أن نمط التصنيع والتسويق الكلاسيكي بات من الماضي، ونبه إلى أن المستهلك بات يعتني بالشكل والمذاق، كالمحشي باللوز بدون نوى، وصولاً إلى تمرة واحدة تشبه الشوكلاته، ودخول إضافات طبيعية كجوز الهند والهيل، فوصلنا لجميع الأعمار والأذواق، مبينا أن تنويع صناعات تمر الخلاص دفع بعض المدارس ورياض الأطفال لطلب حبات التمر لتوزيعها على طلاب المدارس للتشجيع على تناول التمر ليكون وجبة رئيسية. وكشف الياسين عن أنه دخل للنسخة الأولى من مهرجان الأحساء بخمسة أصناف فقط من التمور المصنعة، فيما وصل الآن إلى 65 صنفاً، وأن لديه توجها وبشراكة مع شركة هندية لإنتاج بودرة التمر التي تستعمل كبديل للسكر لإنتاج الحلويات، عازياً هذا النجاح الكبير واللافت إلى البيئة التنافسية الكبيرة التي أوجدها المهرجان الذي أتاح لهم فرصة قياس ذوق الزبائن التي عدها مؤشراً لزيادة الأصناف التي يزداد الطلب عليها، مشددا على أهمية أن ينتقل هذا النجاح إلى مناطق المملكة عبر محاكاة المهرجان. المهرجانات وأكد باقر الهبدان ومختار البراهيم وهما صاحبا مصنع للتمور أن المهرجانات تدفع بالصناع لتطوير تمورهم حتى صارت ذات أهمية كبيرة، لافتين إلى حرص الجميع على طريقة تسويق التمور عبر خلط التمور باللوز والشوكلاته، ولاحظ أن فرق الإقبال أكثر على التمر المصنع مع الإضافات من التقليدي، وزادا بأن الكثير من الزبائن من الكويت وقطر والإمارات عرفوا أشكال التمور المصنعة عبر المهرجان، وعليه فقد تحصل الكثير من أرباب المصانع على عقود لتجهز التمور لحفلات الزفاف والمناسبات السعيدة في تلك الدول.
وأكد أن ابتكاره هذا العام لمنتج إيسكريم بالتمر هو ثمرة التنافس لتقديم كل جديد، ناصحاً لاستخدام عجينة التمر في الآيسكريم، وفي جانب متصل تمنى من وزارة الزراعة مزيداً من التوعية للمزارعين لتحسين نوعية المنتج، وتقديم الدعم المادي للمزارعين في التلقيح والصرام وغير ذلك حرصاً على جودة الإنتاج. فرصة ورأى محمد جاسم بن قوطي مالك مصنع للدبس أن مهرجانات التصنيع فرصة لرصد أوجه النقص في حقل صناعة التمور، كما أنها مناسبة حيوية لتسويق المنتجات، مبينا أنه لمس من خلال مشاركته في (ويا التمر أحلى) بالأحساء وجد أن هناك نقصا في الدبس في السوق المحلي، الأمر الذي دفعه لإنشاء مصنع ينتج يومياً عشرة أطنان من الدبس، ليغطي داخل المملكة ويصدر للخارج وصولاً إلى تركيا وشرق آسيا. حراك اقتصادي سياحي وأبدى أنس الخطيب مالك مصنع للتمور سروره بحجم الإقبال المتزايد على مهرجان متخصص في صناعة التمور، حيث تحول إلى كرنفال جمع الاقتصاد والسياحة في آن معاً، الأمر الذي ساهم في زيادة مبيعاتهم وسوّق لمنتجاتهم داخل المملكة وخارجها، لافتا إلى أن دخولهم عالم التصنيع ومشاركتهم في مهرجان التمور المصنعة رفع مبيعاتهم بحوالي 100%، مشيراً إلى أن التنافسية بين المصنعين أثمر عن منتجات صناعية ذات مستوى عالي الجودة، مشدداً على أن مهرجان الأحساء أحدث حراكاً اقتصادي وسياحياً غير عادي مكّنه من تصدير تموره إلى دول العالم.
ثراء وتنوع وامتدح عبدالإله الهاشم صاحب مصنع مهرجانات التمور المصنعة بالأحساء والتي نجحت في الجمع بين الصناعات الشعبية التقليدية والحديثة لتوفر بذلك لجميع الأذواق ما تطلبه، وأضاف أن الكثير من الزبائن من داخل وخارج الأحساء عرفوا منتجاتهم من خلال المهرجان ويتلقون على إثرها اتصالات لتوفير كميات من التمور المصنعة، مبدياً رضاه وأرباب المصانع الأخرى على المهرجان. مواكبة للتطور من جهته شدد م. عادل بن محمد الملحم أمين الأحساء في حديث لـ"الرياض" على أن من بين أهم أهداف مهرجان تمور الأحساء المصنعة هو الابتعاد عن الطرق التقليدية المتمثلة في كنز التمر والتي لا يفضلها أغلب الشباب في تناول التمور، فوجدنا أنفسنا ملزمين لمواكبة التطور في التصنيع الغذائي، ولدينا محصول قومي يمكن الاستفادة منه، فحرصنا على وضع إستراتيجية لتحويل هذا المحصول وجعله داعما للاقتصاد الوطني عبر بوابة التصنيع، وكان هذا استشعارا من أمانة الأحساء لأهمية الاستفادة من هذا الكميات الكبيرة من التمور وإدخالها كمادة أولية لمواد تصنيعية مضافة للغذائية. وأشار الملحم إلى أن هذه النوعية من المهرجانات تسهم في رفع الذوق العام ورفع الطلب من قبل المواطنين الذين يترقبون الجديد، حتى غدا الطلب متنوعا ومختلفا عما كان عليه قبل المهرجان، مبينا أن العمل جار في تنفيذ سوق كامل مركزي تجاري للتمور المصنّعة يقع في مدينة الملك عبدالله العالمية للتمور الواقعة على طريق العقير بمحلات يبلغ عددها 350 محلاً، متوقعاً أن يتم الانتهاء منه في غضون عامين.
والمشكلة أن الصفات التي تقود المجتمعات، ويُقَيَّم بها الأفراد، وبها يتميز مجتمع عن مجتمع آخر، من ناحية تقدمه أو تأخره، هي الصفات المجتمعية العامة، وليست الصفات الخاصة للفرد. ومن هنا، فإن مقياس التقدم للمجتمعات إنما ينبعث من نوعية الصفات العامة المجتمعية، وليس من الصفات الشخصية الفردية لأفرادها. يمكن القول على ضوء تلك الحقيقة، إن الفرد ما هو إلا صنيعة مجتمعه. يمكن هنا أن نضرب مثلا بسيطا لتوضيح هذه الحقيقة. احترام الوقت، وحب إتقان العمل، قيمتان عاليتان، لهما فضل كبير في تقدم المجتمعات في الغرب والشرق الأقصى. نجد مثلا، أن الفرد في اليابان، أو في دول الغرب الصناعي يحافظ على تلك القيمتين، ويكاد يعدهما غاية في ذاتهما؛ تجده دقيقا في مواعيده، كما تجده من جهة أخرى، يتقن ويتفانى ويخلص في أداء عمله. من ناحية أخرى، تجد أن الفرد الشرقي، والعربي منه بالذات، على تفاوت بين الأقطار العربية، لا يشكل احترام الوقت عنده أي قيمة، لا من ناحية الدقة في المواعيد، ولا من ناحية استغلاله؛ كما تجده من جهة أخرى، لا يتقن أعماله الموكلة إليه، خاصة عندما يكون موظفا أو أجيرا، سواء في قطاع عام أو خاص، وتراه يتهرب من الدوام نفسه، ويتصنع الأعذار تلو الأعذار للتأخر عن الحضور للعمل، أو للغياب التام، وهكذا.
وكشف الملحم عن وجود خطة قادمة غاية في الأهمية تستهدف امتصاص آلاف الأطنان من التمور، وذلك عبر إدخال التمور كمادة أولية لتحضير مواد صناعية والتي تحتاجها كثير الدول الصناعية الكبرى، وكشف كذلك عن الإعلان خلال الأشهر القليلة القادمة في البدء في إنشاء أول مصنع في هذا الجانب بالأحساء للوصول لتحقيق هذا الهدف الصناعي الاقتصادي المهم تحقيقاً لتطلعات واهتمام القيادة -رعاها الله- في رؤية 2030، معيداً تأكيده على أهمية الجانب الغذائي في الانتقال من التصنيع الغذائي إلى التصنيع الصناعي الذي يعطي جانبا مختلفا وكميات ضخمة من التمور. حركة بيع كبيرة في مهرجانات التمور التصنيع ابتعد عن التقليدي وجذب الصغار لتناول التمر م. عادل الملحم خالد الفريدة عبدالحميد الحليبي علي الياسين محمد الهبدان أنس الخطيب عبدالإله الهاشم محمد بن قوطي باقر الهبدان
وأضاف التقرير "حسب التوزيع المكاني، جاءت المنطقة الشرقية في المرتبة الأولى للمصانع التي بدأت الإنتاج بـ73 مصنعاً، ثم منطقة الرياض بـ61 مصنعاً، تليها منطقة مكة المكرمة بـ47 مصنعا". وأشار التقرير إلى أن مارس الماضي لوحده شهد إصدار 109 تراخيص صناعية جديدة في المملكة، زاد حجم استثماراتها عن 2. 5 مليار ريال، وبلغ عدد العمالة المرخصة لها 3. 497 عاملاً. ووزع التقرير التراخيص الجديدة بحسب المناطق التي أصدرت عليها، ليضع منطقة الرياض في المرتبة الأولى بـ65 ترخيصاً، ثم المنطقة الشرقية بـ24 ترخيصاً، تليها منطقة مكة المكرمة التي أصدر فيها 15 ترخيصاً صناعياً جديداً. واقتطعت المنشآت الصغيرة الحصة الأكبر من التراخيص الصناعية الجديدة بوجود 91 ترخيصاً من هذا القطاع، فيما كانت التراخيص الـ18 الأخرى من قطاع المنشآت المتوسطة، أما فيما يختص بالتوزيع القطاعي لتلك التراخيص جاءت صناعة المعادن اللافلزية في المرتبة الأولى، ثم صناعة المنتجات الغذائية تليها صناعة منتجات المطاط. يذكر أن وزارة الصناعة والثروة المعدنية تصدر عبر المركز الوطني للمعلومات الصناعية والتعدينية بشكل شهري أهم المؤشرات الصناعية التي توضح طبيعة حركة النشاط الصناعي في المملكة، إضافة إلى الكشف عن حجم التغيير الذي يشهده القطاع في الاستثمارات الصناعية الجديدة، بالإضافة إلى حجم الوظائف التي يخلقها القطاع.