من لطائف المعارف (ص246). ففي هذه المدرسة اليومية؛ لا بدَّ للمُسلم مِنْ تلّمس الهُدى من كتاب الله تعالى؛ بالتِّلاوة والفَهْم والتدبر؛ والتَّدارس والتَّعلم والتعليم؛ وحِفْظ ألفاظه وحُدوده وأحكامه. وهكذا كان السَّلف رحمهم الله، فقد كان الزُّهري إذا دخل رمضان قال: إنَّما هو تلاوةُ القرآن، وإطْعام الطعام. وكان الإمام مالك إذا دخل رمضان يتركُ الحديث، ويُقبل على المُصحف. 2- في مدرسة رمضان يتربَّى المُسلم: على الإخْلاص، ومراقبة الله في السِّر والعَلن، فهو يَمتنع عن شَهواته منْ طلوع الفَجر إلى غروب الشَّمس؛ طاعة لله تعالى وخَوفاً منه سبحانه، فلو شَاء لأكل وشرب حيثُ لا يَراه أحد منَ البشر، ثم يَخرج إليهم مُظهراً لهم أنه صائم، لكن تقوى الله، واستشعار مراقبته، منعاه من ذلك. ولهذا في ورد الحديث القدسي: "والذي نفسُ محمدٍ بيده؛ لخُلُوف فمِ الصائم أطيبُ عند الله منْ ريح المِسْك، يترك طعامَه وشرابَه وشهوته مِنْ أجلي، الصيام لي وأنا أجْزي به، والحَسَنة بعشرة أمثالها". شهر شوَّال مكمِّل شهر رمضان في الأجر – مجلة الوعي. متفق عليه. 3- في مدرسة رمضان يتربَّى المسلم على الصَّبر: فالمسلم يتدرب في مدرسة رمضان على تقوية الإرادة؛ وقوة العزيمة؛ وشَحْذ الهمَّة، بالصَّبر والتصبر على الجوع والعطش، وعلى ترك المألوف والمُعتاد من الشهوات، وعلى القيام والسَّهر للصلاة، وتلاوة القرآن، بل والصَّبر على أذى الناس، بأنْ يدفع إساءتهم بالإحسان، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ".. وإذا كان يومُ صَومِ أحَدِكم فلا يَرفُثْ، ولا يَصْخَبْ، فإنْ سابَّهَ أحدٌ، أو قاتَلَه؛ فلْيقُلْ: إنِّي امرؤٌ صائِمٌ".
بين يديه تحمل وتنصب بالمصلى بين يديه فيصلي إليها… فسنته صلى الله عليه وسلم خروج الرجال والنساء والصبيان جميعًا لصلاة العيدين بالصحراء.
كما صرّح الفقهاء من الحنابلة والشافعية: بأن صوم ستة أيام من شوال بعد رمضان يعدل صيام سنة فرضا ، وإلا فإنّ مضاعفة الأجر عموما ثابت حتى في صيام النافلة لأن الحسنة بعشرة أمثالها. لذلك من المستحب على كل مسلم من أهل العافية الذين لا عذر لهم في عدم الصيام أن يحرص على صيام 6 أيام من شوال، سواء كانت منفصلة أو متصلة. ال6 البيض فضل صيام 6 أيام من شوال
ت + ت - الحجم الطبيعي شرع الله -تعالى- صيام ستّة أيّامٍ من شهر شوّال، وهو شهرٌ عظيمٌ يُعَدّ أول شهرٍ من أشهر الحجٍ، وتُشرع فيه عدّة عباداتٍ إلى جانب صيام ستّة أيّامٍ منه، كما أنّ العديد من الفضائل تترتّب عليه، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي أيوب الأنصاريّ -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ).
ثالثًا: مَن شرع في صيام يوم من الست ، ثم بدا له أن يفطر لأمرٍ عرَض له، فلا بأس بالفطر؛ لأن صوم التطوع يجوزُ قطعه، ويصوم بدلًا عنه يومًا آخر، بخلاف صوم القضاء فمَن شرع فيه لم يَجُزْ له قطعه إلا بعذر شرعي كسفرٍ أو مرض. حديث من صام رمضان وأتبعه ست من شوال. رابعًا: يصحُّ صيام الست من شوال بنيَّة مِن النهار، فلا يشترط في صيامها تبييت النية من الليل؛ لأنها من صوم التطوع، وصوم التطوع لا يشترط لصحته تبييت النية، وليس لمَن فرَّق بين التطوع المطلق والتطوع المعيَّن دليلٌ من السُّنة يعتمد عليه، والفقهاء الذين يُصحِّحون التطوع بنيةٍ من النهار لا يفرِّقون بين التطوع المطلق والتطوع المعين. [1] رواه مسلم 2/ 822 (1164). [2] ينظر لطائف المعارف ص397. مرحباً بالضيف