شرح حديث حذيفة ابن اليمان في الفتن - العلامة صالح الفوزان حفظه الله - YouTube
عباد الله: هذا حديث جليل عظيم القدر لا يستغني عنه مسلم لا سيما أيام الفتن والمحن إذ هو بيان شاف كاف واف لأسباب السلامة من الفتن وفيه الدلالة الواضحة للطريق التي تخرجك منها. فمن فهم هذا الحديث فهما مبنيا على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح وعمل بذلك الفهم ،الصحيح ولم يغل ولم يجف ولم يفرط كان بإذن الله من السالمين من شر كل فتنة وسنعرض لبعض مسائله بشيء من الاختصار بما يناسب حال الخطبة وما يشرع فيها من عدم الإطالة.
وبالتبليغ عمن يسعى في البلاد بالقتل والتفجير والتدمير فإن تبليغك الجهات المسؤولة عن أهل الزيغ والفساد والشر من القربات العظيمة وهو من التعاون على البر والتقوى قال تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان). حديث حذيفة بن اليمان. وقد صدر من قبل بيان عن هيئة كبار العلماء وفيه بيان واضح أن التبليغ عن المفسدين في الأرض هو من التعاون على البر والتقوى كما أن التكتم عليهم من التعاون على الإثم والعدوان وفي الحديث الصحيح (( لعن الله من آوى محدثاً)). نسأل الله أن يكف عن بلادنا شرور الخوارج وأصحاب الفتن والبدع المضلة. أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم (( الخطـبة الثانيــة)) (( فالمسألة الرابعة)) هي أن المقصود بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم هي أن يلزم المسلم السمع والطاعة لولي أمره في حدود سلطان ولي الأمر ولو تعددت دول المسلمين وحكوماتهم وليس المعنى أنه لا يسمع ولا يطيع إلا إذا كان للمسلمين حاكم واحد في الأرض كلها. فإن المسلمين لم يجتمعوا تحت راية حاكم واحد منذ سقوط دولة بني أمية في المشرق أوائل القرن الثاني من الهجرة النبوية واستمر الحال على هذا إلى اليوم ومع ذلك فما زال أئمة السنة في كل بلد يسمعون ويطيعون لمن ولاه الله أمرهم وينصحون لهم ويعطونهم الحقوق التي شرع الله لأولي الأمر.