كتاب حصن المسلم 8 مايو، 2016 حصن المسلم 340 زيارة 120- "اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك،ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك ،أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ،وجلاء حزني وذهاب همي " [1] 121- "اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال " [2].
قوله: (( وضَلَع الدَّيْن)) أصل الضَلَع الاعوجاج، يقال: ضَلَعَ يَضْلَع؛ أي: مال؛ والمراد به هنا ثقل الدين وشدته؛ وذلك حيث لا يجد مَن عليه الدين وفاء، ولا سيما مع المطالبة. وقال بعض السلف: (( ما دخل هَمُّ الدَّين قلباً، إلا أذهب من العقل ما لا يعود إليه)). قوله: (( وغلبة الرجال)) أي: قهرهم وشدة تسلطهم عليه؛ والمراد بالرجال الظلمة أو الدائنون،واستعاذ صلى الله عليه وسلم من أن يغلبه الرجال لما في ذلك من الوهن في النفس. قال الكرماني رحمه الله: (( هذا الدعاء من جوامع الكلم؛ لأن أنواع الرذائل ثلاثة: نفسانية وبدنية وخارجية؛ فالأولى بحسب القوى التي للإنسان؛ وهي ثلاثة: العقلية والغضبية والشهوانية؛ فالهم والحزن يتعلق بالعقلية، والجبن بالغضبية، والبخل بالشهوانية، والعجز والكسل بالبدنية، والضَلع والغلبة بالخارجية؛ والدعاء مشتمل على جميع ذلك)) بتصرف. ( [1]) أحمد (1/391) ، وصححه الألباني [في الكلم الطيب برقم (124)]. (ق). ( [2]) رواه البخاري برقم (2736) ، ومسلم برقم (2677). (م). ( [3]) البخاري (7/158) [برقم (6363)]، انظر البخاري مع الفتح (11/173). (ق).
إلا أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه فرحًا. قالوا: يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: "أجل ينبغي لمن سمعهنّ أن يتعلمهنّ" » _أخرجه أحمد. وهكذا نلاحظ أن سؤال الله تعالى بأن يجعل القرآن هو ربيع قلب العبد؛ أي أن يُحيي الله بالقرآن قلب العبد كما يُحيي الأرض بالربيع، ففي القرآن الشفاء والدواء لكل الأسقام؛ لذلك كان التوجيه النبوي لدعاء المؤمن بالاتجاه إلى القرآن الكريم. شاهد أيضًا: دعاء الحسد والعين مكتوب دعاء الهم والحزن لا يمكن أن يكون دعاء الهم الذي يتلفظ به العبد إلا توفيقًا من الله تعالى وسدادًا منه سبحانه، فيقوم الإنسان بترديد كلمات الدعاء بتوجيهٍ إلهي وبفطرةٍ سليمة نقية، فقد أوصانا ديننا بأن نتضرع إلى الله إذا ما نزلت بنا نازلة، فإننا إن أنزلناها بالله تيسرت وأصبحت بعيدة عن أحوالنا وحياتنا. بل إن العبد في ذلك ينتهج أمر القرآن الكريم الذي قال الله تعالى فيه بأن ندعوه "تضرعًا وخفيةً" أي بخضوع وخشوع ثم في خفاء، دعاءً لا رياء فيه ولا سُمعة ولا نفاق فإنه أحرّى للإجابة. دعاء تفريج الهم قد يعجز الإنسان أحيانًا عن صياغة الدعاء أو جمع بعض الكلمات التي يُعبر بها عما في خاطره وجوفه، وعن مسألته التي يريد من الله تعالى تحقيقها؛ ولذلك فإن هناك بعض الدعوات التي وردت في السُنّة، كما أن هناك أخرى لا بأس بها يمكن أن يقتدي بها الإنسان المهموم لكي يزيل الله همّه، ومن ذلك: الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم- فبها يُكفى الهمّ ويُغفر الذنب.