وعلى طول المجرى نفسه، تستقبلك نساء، وقد تزيّن بلباس أمازيغي متواضع، منهمكات في طهي الخبز بالحطب في أفران طينية تقليدية، يطلق عليها "تنور"، حيث يتلقف زوار منابع "أم الربيع"، خبزًا طازجًا، وأطباق مغربية تقليدية (طجين)، طُبخت على نار هادئة، من أيادي نساء أمازيغيات، يجمعن بين بساطة أهل القرى، وخبرة تاريخ ممتد في الزمن، تتوارثه الأجيال في هذه المنطقة الأمازيغية من المغرب. ويقضي زوار منطقة عيون "أم الربيع" نهارهم بين مجرى الوادي والشلالات، مستمتعين في أحضان الجبال وقممها الصخرية، وبين مجرى الوادي وشلالات العيون المتدفقة من هذه الجبال، والتي تنبع على بعد 15 كلم، تاركين العنان لأطفالهم للعب في المياه الجارية العذبة وعلى جنباتها، قبل أن يحين المغيب، ويبدأ الزوار من المدن والقرى المجاورة بالعودة إلى مواطنهم، فيما يقصد الزوار من المناطق البعيدة والأجانب مآوي ووحدات سياحية متوسطة بالمنطقة الفقيرة. رضوان عمرو، مرشد سياحي من أبناء المنطقة، التقته الأناضول، في سفح الشلالات، يتحدث عن هذا المنتزه الطبيعي، بإعجاب لا تخطئه العين، لكن في كلماته مطالب للسلطات المغربية للاهتمام بهذه المنطقة التي يعتبرها على غرار أبنائها الآخرين "مهمّشة".
وجّه النائب البرلماني رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، طلبا إلى رئيس لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة بالمجلس، دعاه من خلاله إلى عقد اجتماع اللجنة، في أقرب الآجال، لمناقشة موضوع: "حالة الاختناق البيئي الذي يعرفه مصب نهر أم الربيع". ودعا رئيس فريق التقدم والاشتراكية، لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة إلى الاجتماع في أقرب الآجال بحضور، نزار بركة، وزير التجهيز والماء، لمناقشة موضوع: "حالة الاختناق البيئي الذي يعرفه مصب نهر أم الربيع". شلالات "أم الربيع" بالمغرب.. السحر المتدفّق بين جبال الأطلس. وأوضح النائب رشيد حموني، أن طلبه الموجه إلى رئيس لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة بالمجلس، يأتي بناء على الفقرة الثانية من المادة 101 من النظام الداخلي لمجلس النواب. وبحسب الموقع الرسمي لحزب التقدم والاشتراكية، فقد جاء طلب فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، بعد قافلة الكتاب التي نظمها الفريق بشراكة مع الجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين لجهة الدار البيضاء -سطات في الفترة من 25 إلى 26 مارس 2022، والتي أجريت خلالها زيارات ميدانية لجماعات أزمور، والبئر الجديد، واثنين اشتوكة. ووفق المصدر ذاته، فقد مكنت قافلة الكتاب من الوقوف عن كثب، على الوضعية المتدهورة لمصب واد أم الربيع، ومدى انعكاساتها وتأثيراتها السلبية على الأصعدة البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
واستعمل آخرون اسم "أسانا" ، كما نجد ذلك عند بطليموس وبلين الشيخ(79-23 م) ، ويضيف هذا الآخير بأن" ماءه أجاج وميناءه ممتاز" ، ولعلها أول إشارة إلى حضور الميناء على ضفة الوادي ، وهو يحدد موقعه بين وادي "فوت" (تانسيفت) ومدينة سلا ، أي أنه يوجد جنوب نهر أبي رقراق. ويذهب ستيفان جزل إلى أن أناتس هو نفسه أسانا ، رغم أنه بعد ذلك يخلطه مع نهر إينديس في مدينة أرزيليا ، كما جاء عند سيلاكس. وفي غير موضع من كتاب "التشوف" ، يشير ابن الزيات إلى أن الأصل في تسمية الوادي هو "وادي وانسيفن" ، بالامازيغية حسب أحمد التوفيق هي وادي الوديان. وفي موضع آخر يسجل بأن الوادي كثير الماء لا يكاد يقطع بالدواب. والاسم نفسه أورده الحميري صاحب "الروض المعطار"، وأورد كذلك اسم أم الربيع ، الذي يقول بأنه اسم قرية كبيرة جامعة ، فيها أخلاط من البربر وهم أصحاب حرث ومواش وجمال ، والغالب عليهم الفروسية. وبهذه القرية ألبان وأسمان ونعم كثيرة وحنطة في نهاية الرخص. نهر ام الربيع اين يقع. ومن المنبع إلى المصب تتوالى عشرات الحكايات والاساطير حول الوادي ونشأته وتسميته ، حول مياهه وخيراته ، حول جبروته وتمرده وغضبه…ومن هنا يمكن اعتبار أزمور هبة أم الربيع. وكانت المدينة محط أنظار ومقر استقرارللعابرين والوافدين من الجماعات البشرية على اختلافهم ، ومصدرا للثروات لمن سوف يتعاقب من الاحتلالات ، من فنيقيا إلى الرومان ، من البرتغال إلى الحماية الفرنسية.