موقف الإسلام من تربية الكلاب قد تكون من محبي الكلاب، وربما تمتلك في بيتكَ واحدًا لهدف ما، مثل؛ الصيد أو الحراسة أو لمجرد التسلية، وقد ترغب في تربية كلب ولكنك تريد أولا معرفة بعض الأُمور حول ذلك، كموقف الإسلام مثلًا من تربية الكلاب؛ إذ ورد الكثير من الأحاديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي تدل على تحريم اقتناء الكلب، وعن الإثم المترتب عليه إلّا في بعض الحالات الاستثنائية. وقال العلماء إنّه لا يجوز للمسلم أن يقتني كلب إلا إذا كان محتاجا إليه في عدة أمور مثل؛ الصيد أو حراسة الماشية أو حراسة الزرع وذلك بناءًا على أحاديث النبي، ولم يستثنِ النبي عليه السلام من تحريم اقتناء الكلب إلا هذه الثلاث حالات التي ذكرناها فقط، وقد ذهب بعض العلماء إلى أنه لا يجوز اقتناء الكلب لسبب غير هذه الأسباب الثلاثة، وذهب آخرون إلى أنه يجوز أن يقاس على هذه الثلاثة ما كان مثلها أو أولى، مثل حراسة البيوت، وذلك لأنّه إذا جاز اقتناء الكلب لحراسة الماشية والزرع فمن باب أولى أنه يجوز اقتنائها لحراسة البيوت. وقال النووي عن اقتناء الكلاب: ("هَلْ يَجُوز اِقْتِنَاء الْكِلَاب لِحِفْظِ الدُّور وَالدُّرُوب وَنَحْوهَا ؟ فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدهمَا: لا يَجُوز ، لِظَوَاهِر الأَحَادِيث، فَإِنَّهَا مُصَرِّحَة بِالنَّهْيِ إِلا لِزَرْعٍ أَوْ صَيْد أَوْ مَاشِيَة، وَأَصَحّهمَا: يَجُوز، قِيَاسًا عَلَى الثَّلاثَة، عَمَلا بِالْعِلَّةِ الْمَفْهُومَة مِنْ الأَحَادِيث وَهِيَ الْحَاجَة ") ، وقال الشيخ ابن عثيمين إنّه يجوز اقتناؤه لحفظ البيوت، فإن جاز اقتناء الكلب لتحصيل منفعة كالصيد فمن باب أولى أنه يجوز اقتناؤه لدفع المضرة وحفظ النفس.
ومن أهمِّ ما أصَّله رسول الله من حقوق الحيوان كذلك ما كان من وجوب الرحمة والرفق به، وقد تجسَّد ذلك في قول رسول الله: « بَيْنَمَا رَجُلٌ بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ[11]، يَأْكُلُ الثَّرَى[12] مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي. فَنَزَلَ الْبِئْرَ، فَمَلأ خُفَّهُ مَاءً، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ [13]». حديث عن الحيوانات. قالوا: يا رسول الله، وإنَّ لنا في البهائم لأجرًا[14]؟ فقال: « فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ »[15]. ومن مظاهر شفقة رسول الله ورحمته كذلك ما يرويه عبد الله بن عمر قائلاً: كُنَّا مع رسول الله في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حُمَّرَة[16] معها فرخان، فأخذنا فَرْخَيْهَا، فجاءت الحُمَّرَة فجعلت تُعَرِّشُ[17]، فجاء النبيفقال: « مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا »[18]. كما أمرنا رسول الله أن نختار للدوابِّ المَرَاعي الخِصْبَة، وإن لم توجد فعلى أصحاب هذه الدوابِّ أن ينتقلوا بها إلى مكان آخر، يقول رسول الله: « إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيَرْضَى بِهِ، وَيُعِينُ عَلَيْهِ مَا لا يُعِينُ عَلَى الْعُنْفِ، فَإِذَا رَكِبْتُمْ هَذِهِ الدَّوَابَّ الْعُجْمَ فَأَنْزِلُوهَا مَنَازِلَهَا، فَإِنْ كَانَتِ الأَرْضُ جَدْبَةً فَانْجُوا عَلَيْهَا بِنِقْيِهَا [19]»[20].
الحمد لله. هذا السؤال من شقَّين: الشِّق الأول: هو مصير الحيوانات في الآخرة: يقول الله تعالى: ( وإذا الوحوش حشرت) التكوير/5 وقال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) الأنعام/38 ، قال ابن عباس: يحشر كل شيء حتى الذباب. ثواب وفضل إطعام الحيوانات والطيور - إسلام ويب - مركز الفتوى. والحيوانات يوم القيامة يقتص بعضها من بعض ، فقد جاء من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ رواه مسلم ( البر والصلة والآداب/4679). وجاء في الحديث: ( يقضي الله بين خلقه الجن والإنس والبهائم ، وإنه ليقيد يومئذ الجماء من القرناء ، حتى إذا لم يبق تبعة عند واحدة لأخرى قال الله: كونوا ترابا ، فعند ذلك يقول الكافر: { يا ليتني كنت تراباً) قال الشيخ الألباني: صحيح. برقم (1966) انظر السلسلة الصحيحة ج/4 ص/966. والواجب على المسلم الرفق بالحيوان وأن لا يعذبه ، وقد ثبت أن امرأة عذِّبت بسبب هرَّة.