وقد اهتمت الدول الاسلامية بمحنة المسلمين في الفلبين وتدخلت منظمة المؤتمر الاسلامي منذ نشأتها لحماية المسلمين في الفلبين وتحقيق تسوية سلمية بين حكومة مانيلا وبينهم. المسلمون في الفلبين. وقد ادان المؤتمر الاسلامي الرابع المنعقد في آذار مارس من العام 1973عمليات القمع ضد مسلمي الفلبين وقرر ارسال عدد من وزراء خارجية الدول الاعضاء للتباحث مع حكومة مانيلا، كما طلب المؤتمر من اندونيسيا وماليزيا بحكم صلتهم بالفلبين في رابطة جنوب شرق آسيا بذل مساعيهما لدى مانيلا، كما حث على انشاء صندوق تموله الحكومات الاسلامية والتبرعات الشعبية لصالح هذه الاقلية. وقد استمرت المساعي الاسلامية لمساندة المسلمين في الفلبين فتشكلت لجنة وزارية رباعية، اضافة الى الأمين العام للمؤتمر الاسلامي، لمتابعة قضيتهم. ومنحت منظمة المؤتمر الاســـلامي جبهة تحرير مورو وضع المراقب في كل اجتماعاتها، لكنها شددت على انها تسعى لتسوية المشكلة على اساس منح الحكم الذاتي للأقلية المسلمة في إطار السيادة الوطنية للفلبين ووحدة أراضيها دون تدخل في شؤونها الداخلية. وقد تم توقيع اتفاق العام 1976بين ممثلي جبهة تحرير مورو وممثلي حكومة مانيلا بحضور اعضاء اللجنة الرباعية الوزارية والأمين العام للمؤتمر الاسلامي، ونص ذلك الاتفاق على التزام حكومة مانيلا بمنح الحكم الذاتي لأربع عشرة منطقة من مناطق المسلمين، وتقرر توزيع الاختصاص بين سلطات مانيلا وسلطات الحكم الذاتي، كما نص الاتفاق على تشكيل لجنة مختلطة من ممثلي الجانبين لمناقشة تفاصيل برنامج اقامة الحكم الذاتي.
وفقنا الله لخدمة ديننا، والتمسك به، وهو نعم الناصر والمُعين.
لكن البنود النهائية للاتفاقية خيبت آمال شعب مورو، وأفرغت الاتفاق من مضمونه. هذا الاتفاق أدى لانشقاقات كبيرة في جبهة تحرير مورو الوطنية، حتى ينتهي الأمر بتأسيس "جبهة تحرير مورو الإسلامية" عام 1983م، وتستمر المعارك بين شعب مورو والحكومة الفلبينية، والتي تسببت في مقتل أكثر من 150 ألف مسلم منذ الاستقلال، بالإضافة لمئات الآلاف من الجرحى وملايين المهاجرين. في عام 1997م، دخلت الحكومة في مفاوضات مع جبهة تحرير مورو الإسلامية استمرت طوال 16 عامًا، حتى تمكن الطرفان من الوصول إلى "اتفاقية إطارية" جديدة عام 2012م. المسلمون في الفلبين، اضطهاد وصراع طويل مع الحكومة - ساسة بوست. هذه الاتفاقية جددت الآمال في انتهاء فترات الصراع المسلح في الفلبين. جدير بالذكر أن الحكومة الفلبينية خرقت أكثر من مرة الهدنة بين الجانبين أثناء عمليات التفاوض، كان أبرزها عام 2003م عندما شنت القوات الفلبينية حربًا شاملة جديدة بدأت خلال صلاة عيد الأضحى. اتفاقية بانجسامورو للسلام منذ عام 1997م وحتى عام 2000م، كانت المفاوضات داخلية بين الحكومة وزعماء الجبهة، والتي تخللتها الكثير من الخروقات من قبل الحكومة الفلبينية، حتى رأت الجبهة أنه لا فائدة من التفاوض. في عام 2001م، لجأت الحكومة الفلبينية إلى وساطة ماليزيا لإقناع الجبهة بالعودة للتفاوض، وهو ما قبلته الجبهة لكن بشرط أن تكون المفاوضات خارجية.
27 شوال 1428 ( 08-11-2007) بسم الله الرحمن الرحيم قامت في الفلبين حضارة إسلامية عامرة منذ أكثر من ثمانية قرون.. ويوجد هناك اليوم أكثر من (12) مليون نسمة من المسلمين، ينتشرون في 13 ولاية.. ويتركز أغلبهم في المناطق الجنوبية التي نشرت هدايات الإسلام وتعاليمه في كافة المناطق الفلبينية.. كما قامت هناك العديد من الممالك الإسلامية التي دافعت عن جميع الجزر ضد غزوات وأطماع المستعمرين.. وقد ساهمت هذه الممالك في تأصيل الوجود الإسلامي والحفاظ على العقيدة والهوية الإسلامية. والمسلمون في الفلبين هم أول مجتمع إنساني منظم في هذه الدولة.. فحينما توجه أسطول الكشوف الجغرافية إلى هذه الجزر بقيادة "ماجلان" في عام 1521 ميلادية.. وجد مقاومة شرسة من المسلمين.. حيث لقي " ماجلان" مصرعه في إحدى المعارك بجزيرة " ماكستان".. وقد استطاع الأسبان فرض سيطرتهم على هذه الجزر مدة (377) عاماً.. وأطلقوا عليها اسم " الفلبين" نسبة إلى الملك الأسباني "فيليب الثاني".. بينما ظلّت مناطق المسلمين في الجنوب متمتعة بالاستقلال الذاتي. الإمارات الإسلامية وقد أكّدت الدراسات التاريخية أن الإمارات الإسلامية هناك.. قامت بدور مهم في إبلاغ دعوة الإسلام وتجلية تعاليمه السمحة، وبيان مزاياه التشريعية وسهولة تعاليمه الربانية.. ومن أشهر هذه الممالك الإسلامية.. إمارة الشريف أبو بكر في جزيرة "صُولُو"، وإمارة الشريف محمد بن على في جزيرة " ميندناو".. وجزيرة "ميندناو" غنيّة بالثروات.. فتنتج وحدها 56% من إجمالي الذرة الفلبيني و55% من البن و55% من جوز الهند و50% من الأسماك و39% من اللحوم و29% من الأرز و50% من الفاكهة وكل الموز والمطاط الفلبيني.
ومن أشهر هذه الممالك الإسلامية: إمارة الشريف أبو بكر في جزيرة "صُولُو"، وإمارة الشريف محمد بن علي في جزيرة " ميندناو"، وجزيرة "ميندناو" غنيّة بالثروات؛ فتنتج وحدها 56% من إجمالي الذرة الفلبيني و55% من البن و55% من جوز الهند و50% من الأسماك و39% من اللحوم و29% من الأرز و50% من الفاكهة وكل الموز والمطاط الفلبيني. مناطق المسلمين وقد حصلت المناطق الإسلامية في جنوب الفلبين على الحكم الذاتي بموجب الاتفاقية التي أشرفت عليها منظمة المؤتمر الإسلامي في عام 1976 ميلادية، حيث يعيش في هذه المنطقة شعب مسلم ترجع أصوله التاريخية إلى العرب الذين استقروا هناك منذ ثمانية قرون، وقامت بينهم وبين سكان البلاد علاقات تزاوج ومصاهرة. ولكن السلطات الفلبينية تؤرخ للإسلام هناك منذ أكثر من ستة قرون، حيث أُقيم احتفال بالعاصمة مانيلا بمناسبة مرور (600) عام على دخول الإسلام هناك في عام 1380 ميلادية.. ويُعرف الشعب المسلم بالفلبين بأنه شعب المورو. الجزر والناس وتتكون الفلبين من سبعة آلاف ومائة جزيرة. مساحتها الإجمالية (300) ألف كيلو متر مربع، ويبلغ عدد سكانها أكثر من (51) مليون نسمة من بينهم (8) ملايين مسلم. وقد أشارت مصادر شعب المورو أن أعداد المسلمين قد بلغت حوالي (12) مليون نسمة بسبب الإقبال على اعتناق الإسلام.
ثاني أكبر جزيرة هي جزيرة "ميندناو" الجنوبية التي تبلغ مساحتها 140 ألف كيلومتر مربع، وهي كانت وما تزال من أكثر الجزر كثافةً بالمسلمين، والذين يطلق عليهم شعب مورو. بداية الصراع مع سقوط الأندلس عام 1492م تراجعت هيبة المسلمين بشدة، وبدأت سلسلة من الحملات الاستعمارية على جزر "عذراء ماليزيا" لتصل طلائع القوات الإسبانية إلى الجزر عام 1521م بقيادة المستكشف الشهير ماجلان. وبعدما سقطت الجزر في قبضة الإسبان حولوا اسمها إلى جزر "الفلبين"، وذلك نسبة للملك الإسباني "فيليب الثاني" ملك إسبانيا في ذلك الوقت. مع سقوط الجزر في قبضة الإسبان اضطر العديد من السكان للتنصر، ومن كان يرفض منهم كان مصيره الموت (مثلما فعل الإسبان في مسلمي الأندلس)، لتصبح المسيحية الكاثوليكية هي الدين الغالب على الجزر. ومن بين الفظائع التي ارتكبت كان حرق مدينة "أمان الله" وتدميرها بالكامل، ثم تم إعادة بنائها دون ترك أي من معالمها الإسلامية، لتصبح مدينة "مانيلا" عاصمة الفلبين حاليًا. وجدير بالذكر أن المقاومة الإسلامية في هذه الجزر تمكنت من قتل قائد الإسبان ماجيلان في إحدى المعارك، لكن التفوق الإسباني ظل مهيمنًا. عندما وصل الإسبان إلى جزيرة "ميندناو" الجنوبية انتفض سكانها الكثيرون ضد هذا الغزو، لتتكون مقاومة إسلامية شرسة ألحقت خسائر فادحة بالإسبان وأجبرتهم على التراجع والانسحاب من الجزيرة.