من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه الله تعالى أفضل مما أعطي الأنبياء من المعجزات الحسية قال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: (أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناء وهو بالزوراء، فوضع يده في الإناء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضأ القوم، قال قتادة: قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثمائة أو زُهاء ثلاثمائة)؛ متفق عليه. والرواية الأخرى المذكورة عن أنس بن مالك قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر، والتمس الناس الوضوء، فلم يجدوه، فأُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الإناء، وأمر الناس أن يتوضؤوا منه، قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه، فتوضأ الناس حتى توضَّؤوا من عند آخرهم)؛ صحيح؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وصحَّحه الألباني في صحيح سنن الترمذي.
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: أكرمه الله تعالى بخير الشرائع وأفضلها وأيسرها وأدومها عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: (قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ)؛ صحيح، رواه أحمد (2108)، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (881). وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الدين يسرٌ ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسدِّدوا وقاربوا، وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدُّلجة)؛ رواه البخاري.
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط
ـ ومنها أن الله ـ عز وجل ـ رفع له ذكره في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: { وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ}(الشرح الآية: 4)، قال ابن كثير: " قال مجاهد: لا أُذكر إلا ذكِرْتَ معي، أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله ". وقال القرطبي: " وروي عن الضحاك عن ابن عباس قال: " يقول له: ما ذُكِرْتُ إلا ذكِرْتَ معي في الأذان، والإقامة والتشهد، ويوم الجمعة على المنابر، ويوم الفطر، ويوم الأضحى، وأيام التشريق، ويوم عرفة وعند الجمار، وعلى الصفا والمروة، وفي خطبة النكاح، وفي مشارق الأرض ومغاربها ".