وتتجلى هذه الأهمية في قدرتها الخارقة على الحفاظ على أصالتها التي كانت تتميز بها لغتها الأم منذ عشرات القرون، إضافة إلى غنى معجمها اللغوي وثرائه، الأمر الذي يسمح للمتكلم بها أن يعبر عن كل ما يخطر بباله ويطوف بمخيلته بدقة متناهية. إضافة إلى ذلك؛ تتوفر اللغة العربية على أنظمة دقيقة للنحو والصرف تميزها عن باقي اللغات الأخرى، وتجذب إليها اهتمام الباحثين في مجال اللغة واللسانيات. ففي النظام الصوتي تتوفر على نظام ثابت لم يتغير عبر الزمن عكس اللغات الأخرى، الأمر الذي ساهم في تواصل الأجيال لعدة قرون، حيث بإمكان شخص اليوم من القرن الواحد والعشرين أن يفهم ويستوعب نصا يعود إلى القرن الثامن ميلادي. أهمية اللغة العربية ومميزاتها .. وكيفية الحفاظ عليها | Sotor. وإلى جانب ذلك؛ تنفرد اللغة العربية بعدة خصائص تجعلها في مقدمة النظم الكتابية بين لغات اليوم، حيث أن كل حرف فيها يمثل صوتا واحد، وهو ما لا يتوفر في اللغات الأخرى، إضافة إلى وجود نهج متوازن بين المبنى والمعنى في معالجة الجوانب النحوية، وفي جانب الصرف تمكن اللغة العربية من تحويل الكلمة إلى أبنية مختلفة باختلاف المعاني وبالتالي التوسع في الأساليب. أهمية اللغة العربية ومكانتها في العصر الوسيط ازدادت أهمية اللغة العربية ومكانتها بشكل كبير بعد ظهور الإسلام، حيث أصبحت لغة الدين والأمة نظرا لنزول القرآن الكريم بها، الأمر الذي ساهم في تعزيز الاهتمام بها، حيث أولتها جميع الدول التي تولت حكم العالم الإسلامي من وادي السند شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا اهتماما كبيرا، كما أن المدارس اللغوية والدينية التي انتشرت في العالم الإسلامي عملت على تطوير هذه اللغة ووضع قواعدها.
لغة مُوجِزة، ويتَّضحُ ذلك من خلال ما يأتي: قواعد الإعراب، والنَّحو العربيِّ؛ فالإعراب هو أهم خصائص العربيّة، وهو تشكيلُ نهاية الكلمات وِفقَ موقعِها في الكلام على الوجه الصحيح، وسواء أكانت العلامات الإعرابيّة حركات، أم حروفاً، فإنّ العلامات الإعرابيّة تُغني عن تغيير ترتيب الجملة، ولها دورٌ في توضيح المعنى، فعلى سبيل المثال، عند القول: أوصلْنا سعيداً، فإنّ بناء الفعل الماضي (أوصل) على السكون، ونَصْبَ المفعول به (سعيداً) بتنوين الفتح، هو الذي دلَّ على موقع سعيد من الإعراب، وبالمُقارنة مع الجملة: أخبرَنا سعيدٌ، فإنّ رَفْعَ (سعيد) بتنوين الضم، يدلُّ على أنّه الفاعل. الاشتقاق؛ فاللغة العربيّة غنيّة باشتقاقاتِها؛ إذ تُشتَقُّ الكلمات من الحروف نفسِها، وتتغيَّر من وَزنٍ إلى آخر دون الحاجة إلى كلمة مُساعِدة، مثل: كاتِب، مَكتوب، مَكتب، ومَكتبة. غنى أفعالِها؛ فالفعل العربيُّ يحافظُ على حروفه مهما تغيَّر زمنُه، ولكلِّ حَدَثٍ أو معنى لفظ خاصّ به، ويدلُّ عليه بإيجاز، ومثال ذلك من يستيقظُ مريضاً مثلاً فيقول: أصبحتُ مريضاً، أي استيقظتُ صباحاً، أمّا إذا قِيل مثلاً: أصبحَت الأمور أفضل، فإنّ المقصود أنّ الأمور صارَت أفضل في وقت الصباح؛ فالفعل الواحد قد يُؤدّي معانٍ مُختلِفة حسب الجملة.
مقدمة عن اللغة العربية: اللغة هي الركن الاول من اجل التفكير، وهي بمثابة وعاء للخبرات والمعارف وهي بالطبع الوسيلة الاولى للتواصل بين الاشخاص، وفهم مشاعرهم واحاسيسهم، وهذا القدر من اهمية اللغة العربية مشترك بين بني الإنسان وبين كافة اللغات في كل مكان، إلا ان اللغة العربية تميزت عن غيرها من اللغات لما خصها الله بمزايا. اللغة العربية من اقدم اللغات، وهي لغة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهي جزء لا يتجزأ من ديننا، ولا يمكن ان يقوم الإسلام دون اللغة العربية، ولا يصح ان يقرأ اي مسلم القرآن إلا باللغة العربية، وقراءة القرآن ركن من اركان الصلاة ، ولا تصح الصلاة إلا بذلك، ولم ينزل القرآن الكريم إلا باللغة العربية، قال تعالى (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) سورة الشعراء، وهذا يدل على ان جميع اللغات الاخرى دونًا عن اللغة العربية من حيث مكانة اللغة العربية في الإسلام. واللغة العربية هي الوسيلة من اجل الوصول إلى اسرار القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وفهم مقاصدهما، وارتباط اللغة العربية بالقرآن الكريم كان سببًا في انتشارها، لذلك حث السلف على التمعن باللغة العربية وحثوا على تعلمها، والنيل منها، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تعلموا العربية، فإنها من دينكم، وتعلموا الفرائض، فإنها من دينكم.
نشأة اللغة العربية ذهب البعض أن اللغة العربية لغة سامية أي تنسب لسام بن نوح عليه السلام وذهب البعض الآخر أنها كانت لغة سيدنا آدم عليه السلام من قبل نزوله على الأرض لأنها لسان أهل الجنة ، وقيل أنها كانت من ضمن اللغات التي علمها الله رب العزة لآدم عن طريق الإيحاء والإلهام فقد قال تعالى " وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (سورة البقرة آية:31). وللبعض رأى آخر أن أول نبي نطق بها كان سيدنا إسماعيل عليه السلام بن سيدنا إبراهيم عليه السلام ، فقد اكتسبها من سكان شبه الجزيرة العربية عندما تركه والده هناك. مميزات اللغة العربية الإعراب: فعلى الرغم من وجود علم الإعراب في لغات أخرى إلا انه في العربية يشمل ك أنواع الكلمات والمواطن فكل كلمة في جمله ها موقعها من الإعراب السلم الصوتي: تحتوي علي اكبر سلم صوتي لمخارج الحروف بداية من الشفاة إلي أقصى الحلق المشتقات: اللغة العربية ثرية بالمشتقات فلكل كلمة مشتقات كثيرة (شرب -يشرب-شراب -مشروب-شارب). ثرائها بالمترادفات: على غير المعتاد في اللغات الأخري نجد اللغة العربية ثرية بتعدد المعاني للكلمة الواحدة.
ومن الأمثلة على ذلك كتاب العلامة إسماعيل بن أبي بكر المقري الذي جاء عنوانه "عنوان الشّرف الوافي في علم الفقه والعروض والتّاريخ والنحو والقوافي" الذي يجمع ما بين علوم الفقه وعلم العروض والقوافي الشعرية والعديد من المجالات المتعددة. اللغة العربية من اللغات المرنة التي تعطي عند استخدامها قدرةً كبيرة على التعبير عن المعاني والسرد بشكل يسير وأكثر إمتاعاً عن اللغات الأخرى ، لذلك يُعد تعلم العلوم المختلفة من خلال اللغة العربية أكثر سهولة ووقوعاً في نفس المتعلمين. تتضمن اللغة العربية مجموعة من الأسس تساعد على فهم مختلف القضايا اللغوية بسهولة. ساعدت العلوم المكتوبة باللغة العربية مثل الكيمياء والفيزياء على تطور ونهوض المجتمعات التي نقلت تلك العلوم من مصادرها العربية الأصلية. لم تقتصر الفوائد التي حققتها اللغة العربية وقت ظهورها فقط، بل ظلت آثار تلك الفوائد ظاهرة حتى يومنا هذا، ومن أبرزها ما يلي: هي اللغة التي يمكن من خلالها الإنسان أن يُبدع في في مجالات متعددة مثل الثقافة والأدب. تحافظ على الهوية العربية التي حاولت الدول الاستعمارية طمسها عن طريق تدمير تلك اللغة. ألفاظها واضحة سواء في المعنى أو القول، مما ينتج عنه استقامة اللسان وعدم اعوجاجه.
التخفيف؛ فقد لجأ العرب للحَذف أحياناً؛ بهدف التخفيف في النُّطق، مثل: كلمة (ميعاد)؛ حيث إنّ أصلَها بحسب الميزان الصرفيّ (مِوْعاد)، إلّا أنّهم حَذفوا الواو، وأبدلوها بالياء؛ لتسهيل، وتخفيف النُّطق. وظائف اللغة العربية تتميز اللغة العربية بمجموعة من الوظائف منها: التعبير: تعتبر اللغة الأداة التي تتم من خلالها ترجمة، ونقل الأفكار، والمشاعر، ويتمّ من خلالها التعبير عنها. التواصل: يتمّ التواصل مع الآخرين من خلال استخدام اللغة. التعليم: يتمّ من خلال استخدام اللغة التعليم، واكتساب المهارات، والمعارف. التدوين: يتم تدوين، وكتابة الأفكار، وتسجيل الوقائع، والأحداث، والظواهر من خلال استخدام اللغة. الاستمتاع: تعد اللغة وسيلةَ استمتاعٍ للفرد، من خلال قراءة المجلات، والكتب، والروايات. المصدر:
سعة اللغة العربيّة؛ فمفرداتها كثيرة، ولكلِّ مُفرَدة دلالة، أو معنى يختلفُ عن الآخر، فهناك معانٍ عدّة للحزن، كالأسى، والتَّرَح، والشَّجَن، والغَمّ، والوَجْد، والكآبة، والجَزَع، والأسف، واللهفة، والحسرة، والجوى، والحُرقة، واللوعة. تناسُق الأوزان العربيّة؛ فالأوزان في أغلبها مُتشابِهة، فقد تأتي على وزن مُعيَّن، مثل: فرِح يفرَحُ افرحْ، ولعِب يلعَبُ العَبْ، أو على الوزن الآتي: خرجَ يخرُجُ اخرُجْ، ودخلَ يدخُلُ ادخُلْ. قدرة اللغة العربية على التمييز بين المُذكَّر، والمُؤنَّث في اللفظ، وذلك بزيادة التاء المربوطة؛ إذ يُقال: قارئ، وقارئة، أمّا اللغة الإنجليزيّة، فهي تستخدم اللفظ ذاته للمُذكَّر، والمُؤنَّث، كما في كلمة (reader)، وفي المُثنّى والجَمع؛ إذ يُقال في العربيّة: قارئان، وقُرّاء، بينما تَرِدُ في الإنجليزيّة في الحالَتين readers. عِلم العَروض: وهو عِلم تُعرَف به أوزان الشعر العربي. الثبات الحُرّ؛ فقد امتازَت اللغة العربيّة بثباتِها عبر العُصور؛ فهي صالحة لكلِّ زمان، ومكان؛ إذ ما زال العربيُّ قادراً على قراءة النصوص القديمة، وفَهمِها، على عَكس اللغة اللاتينيّة التي اندثرَت، ونشأَت منها اللغات الأوروبيّة.