تاريخ النشر: 2008-02-18 19:59:44 المجيب: الشيخ / موافي عزب تــقيـيـم: السؤال أريد أن أعرف المقصود تحديداً من (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)؟ وهل المقصود أن كل بني آدم يخطئون؟ وهل الخطأ يكون إثماً صغيراً أم كبيراً؟ وشكراً. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة / مروة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق وأن يرزقك الاستقامة على دينه وأن يفقهك في الدين وأن يجعلك من المؤمنات الصالحات.
وجاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ) 2. وقد وضح النبي صلى الله عليه وسلم أن كل الناس يخطئون وأن خيرهم من يتوب إلى الله ويرجع إليه كلما حصل منه خطأ، كما في حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) 3 ، وليس المقصود من هذا أن الإنسان يقحم نفسه في الخطأ إقحاماً ويرتكب المنكرات ثم يقول: كلنا أصحاب خطأ وسنتوب! فيسوِّف هذا المسكين في التوبة وربما اخترمه الموت وهو على حاله السيئ! عياذا بالله. ففرق بين من هو غريق في الذنوب لغفلة ولطغيان ثم يفيق منها ويستغفر، وفرق بين من يصر على الذنوب والمعاصي وهو يعلم حرمتها وهو مع ذلك يتساهل في الاستمرار عليها، ولا يعجل بالتوبة. ولهذا جاء في الآية السابقة قول الله تعالى: { فاستغفروا لذنوبهم … ولم يصروا} فجمع بين أمرين مهمين هنا وهما: سرعة الإفاقة من الذنب وسرعة الاستغفار قبل فوات الأوان، ويدل عليه الإتيان بالفاء ( فاستغفروا) وهي تفيد الترتيب والتعقيب، يعني حصول الاستغفار مباشرة عقب الذنب، فلم يحصل من الشخص تمادٍ وإصرار، الأمر الثاني: قوله: ( ولم يصروا) أي تابوا سريعاً ولم يتمادوا في الذنب.
الخطبة الأولى ( كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون يقول الله تعالى في محكم آياته: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (222) البقرة ، وقال الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) (25) الشورى ، وعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ} أَخْرَجَهُ َابْنُ مَاجَهْ ، وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.
2 ارفع يدك الى الغفور الغفار و اعلم انه يغفر الذنوب ان ربك و اسع المغفرة)[النجم:32]. 3 ابتعد عن جميع اسباب يوقعك فالذنوب حتي لا يتكرر منك الذنب مرة اخرى. 4 احزن على ذنبك و ابك على خطيئتك لعل الله ان يري دموعك الصادقة فيرحمك رحمة و اسعة. 5 اجعل ذنبك امام عينيك و اجعل حسناتك خلف ظهرك لتبقي دائما مسباقا للخيرات و مبادرا الى الحسنات. 6 لا تحتقر معصية و لو كانت صغيرة، فلعلها تكون كبار عند الله (وتحسبونة هينا و هو عند الله عظيم)[النور:15]. 7 اجلس مع نفسك و حاسبها و عاتبها لعلها تتعظ و ترتدع و رضى الله عن عمر لما قال: " حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا ". 8 كن متوازنا بين الخوف و الرجاء، وليكن خوفك و انت فالحياة اكثر من رجائك كما قال السلف، لكي تجتهد فالطاعات و تترك الذنوب و السيئات. 9 احذر من الاصرار على الذنوب فالاصرار على الذنب يجعلة من الكبائر حتي لو كان هذا الذنب من الصغائر، وربنا يقول فعبادة المتقين: (ولم يصروا على ما فعلوا)[ال عمران:135]. 10 اجعل ذنبك كالجبل فوق راسك الذي تخشي ان يسقط عليك، ولا تجعلة كذباب مر على انفك و ذهب. 11 اقرا فحياة السلف و كيف كانوا يحذرون الذنوب. 12 ابشر برحمة الله و مغفرتة و عليك بدوام الاستغفار و ستجد من الله التوبة و الغفران و هو الذي يقبل التوبة عن عبادة)[الشورى:25] و انني لغفار لمن تاب و امن و عمل صالحا بعدها اهتدي)[طه:82].
يَا ابنَ آدَمَ، لَو بَلَغَت ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ استَغفَرتَني غَفَرتُ لَكَ. يَا ابنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَو أَتَيتَني بِقُرَابِ الأَرضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَني لا تُشرِكُ بي شَيئًا لأَتيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغفِرَةً " أَخرَجَهُ التِّرمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ، الدعاء