ماهي اعظم مراتب الدين: الإحسان وهى من أعظم و أعلى المراتب ولا يمكن ان يصل إليها العبد إلا حينَ يُخلص قلبهُ لله والاكثار من طاعته وتتحقّق لديهِ التقوى، والمقصود بها ان تعبد الله كأنّكَ تراه، فإن لم تكُن تراه فإنّهُ يراك، وهو ما يُعلّق قلبَ العبد بربّه، وعلى اساسه تبنى خشية الله تعالى ووجود القلب في العبادة، والتقُرب من الله تعالى وهوَ المُطّلعُ عليك في كُلّ أمور حياتك. حيث مراتب الدين ثلاثُ مراتب؛ فمنهم من وصلَ إلى مرتبة الإحسان فقد آمنَ وأسلم، فكُلّ مؤمن مُسلم وليسَ كُلّ مُسلمٍ مؤمن، وهذهِ المراتب الثلاثة بيّنها رسولُ الله صلّى الله عليهِ وسلّم حيث قال فى الحديث الطويل الذي فيه سؤال جبريل للنبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأماراتها.
الإبـــاء/متابعة تمرّ علينا اليوم ذكرى أعظم فاجعةٍ بعد فقد الرسول الأكرم محمد (صلّى الله عليه وآله)، ألا وهي ذكرى استشهاد يعسوب الدين وقائد الغرّ المحجّلين أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وزير رسول الله ووصيّه وخليفته من بعده على الخلق أجمعين، وذلك في الواحد والعشرين من شهر رمضان المبارك عام أربعين من الهجرة الشريفة. ومما قاله رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) في علي (عليه السلام): إنَّ اللهَ تَعالى عَهِدَ إلَيَّ عَهدا في عَلِيٍّ، فَقُلتُ: يا رَبِّ بَيِّنهُ لي فَقالَ: اِسمَع، فَقُلتُ: سَمِعتُ فَقالَ: إنَّ عَلِيّا رايَةُ الهُدى، وإمامُ أولِيائي، ونورُ مَن أطاعَني، وهُوَ الكَلِمَةُ الَّتي ألزَمتُهَا المُتَّقينَ، مَن أحَبَّهُ أحَبَّني، ومَن أبغَضَهُ أبغَضَني (الأمالي، الشيخ الصدوق: ص565). k
وقد وضع أهل العلم ضوابط وأحكاما لهذه الكيفية وصنفوها ضمن ما يعرف بعلم التجويد، نسبةً لتجويد الصوت وتحسين الكلام وإتقان النطق وجعله في غاية الجودة والكمال أثناء قراءة كتاب الله عز وجل. والتجويد بهذا المعنى يعطي الحروف حقوقَها وترتيبَها، ويردها إلى مخارجها وأصولها، ويلطف النُّطق بها على كمال هيئتها، بلا إفراط أو تفريط ودون تقصير أو مبالغة. وينقسم التجويد حسب أهل العلم إلى ثلاثة مراتب أساسية هي الترتيل، والحدر، والتدوير. فالترتيل هو قراءة القرآن الكريم بتدبر تام واطمئنان كامل مع الالتزام بأحكام التلاوة ومخارج الحروف. والحدر وهو قراءة القرآن بشكل سريع والحرص في نفس الوقت على الالتزام بأحكام التلاوة وقواعدها، أما التدوير فهو مرتبة متوسطة بين الترتيل والحدر لا استعجال فيها ولا تباطئ. ويرى أهل العلم أن قراءة القرآن الكريم بالتجويد لا تخرج عن هذه المراتب الثلاثة، وإن كانت مرتبة الترتيل أفضل وأرقى لقوله تعالى في سورة المزمل: [ورتل القرآن ترتيلا]. وإذا كان القرآن الكريم وسيلة يخاطب بها الله عز وجل الناس ويبين لهم من خلالها ما خفي عنهم، فإن التجويد غايةٌ يُراد بها صون اللسان عن الزلل، وحفظه من الانزلاق نحو اللحن في القرآن الكريم.