حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) قال: رؤيا الأنبياء حق إذا رأوا فى المنام شيئا فعلوه. حدثنا مجاهد بن موسى، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير، قال: رؤيا الأنبياء وحي، ثم تلا هذه الآية: ( إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ). ان الله مع الصابرين مزخرفة. قوله ( فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى): اختلفت القرّاء في قراءة قوله ( مَاذَا تَرَى ؟) ، فقرأته عامة قرّاء أهل المدينة والبصرة، وبعض قراء أهل الكوفة: ( فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ؟) بفتح التاء، بمعنى: أي شيء تأمر، أو فانظر ما الذي تأمر، وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة: " مَاذَا تُرَى " بضم التاء، بمعنى: ماذا تُشير، وماذا تُرَى من صبرك أو جزعك من الذبح؟. والذي هو أولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب قراءة من قرأه: ( مَاذَا تَرَى) بفتح التاء، بمعنى: ماذا ترى من الرأي. فإن قال قائل: أو كان إبراهيم يؤامر ابنه في المضيّ لأمر الله، والانتهاء إلى طاعته؟ قيل: لم يكن ذلك منه مشاورة لابنه في طاعة الله، ولكنه كان منه ليعلم ما عند ابنه من العَزْم: هل هو من الصبر على أمر الله على مثل الذي هو عليه، فيسر بذلك أم لا وهو في الأحوال كلها ماض لأمر الله.
(٢) في الأصل: "بعدها": والتصويب من النسخ الأخرى. (٣) رواه مسلم في "صحيحه" رقم (٥٩٥) من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه. ورواه البخاري في "صحيحه" رقم (٨٤٣) دون فوله: "فلما سمع الأغنياء... " الخ.
(10) 16170 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد, في قوله: " ولا تنازعوا فتفشلوا " ، قال: الفشل، الضعف عن جهاد عدوه والانكسار لهم, فذلك " الفشل ". -------------- الهوامش: (1) انظر تفسير " التنازع " فيما سلف ص: 569 ، تعليق: 5 ، والمراجع هناك. (2) انظر تفسير " الفشل " ص: 569 ، تعليق: 4 ، والمراجع هناك. حكم عن الصبر - موضوع. (3) في المطبوعة: " مقبلا عليه ما يحبه " ، زاد " عليه " ، وليست في المخطوطة. (4) ديوانه: 49 ، من أبيات قبله ، يقول: دَعَــا مَعَاشِـرَ فَاسْـتَكَّتْ مَسَـامِعُهُمْ يَـا لَهْـفَ نَفْسِـي لَـوْ تَدْعُو بَني أَسَدٍ لا يَدَّعُــونَ إذَا خَــامَ الكُمَــاةُ ولا إذَا السُّــيُوفُ بِـأَيْدِي القَـوْمِ كـالْوَقْدِ لَـوْ هُـمْ حُمَـاتُكَ بالمحْمَى حَمَوْكَ وَلَمْ تُـتْرَكْ لِيَـوْمٍ أقَـامَ النَّـاسَ فــي كَبَدِ كَمَــا حَمَيْنَـاكَ.............................. والبيت الثاني من هذه الأبيات جاء في مخطوطة الديوان: " لا يدَّعوا إذا حام الكماة ولا إذا.. " ، فصححه الناشر المستشرق " تدعوا إذن حامي الكماة لا كسلا " ، فجاء بالغثاثة كلها في شطر واحد. فيصحح كما أثبته. ويعني بقوله: " لا يدعون إذا خام الكماة " ، أي: لا يتنادون بترك الفرار ، و " خام " نكص ، كما قال الآخر: تَنَـادَوْا: يَـا آلَ عَمْـروٍ لا تَفِـرُّوا!
والابتلاء واقعٌ للمؤمن لا محالة، من أجل أنْ يمتحن صبره؛ قال تعالى: ﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [آل عمران: 186]. يقول ابن الرومي: أرى الصَّبرَ مَحمودًا وعنهُ مذاهب فكيفَ إذا ما لم يَكُن عنهُ مذهَبُ هناكَ يحقُّ الصَّبرُ والصبرُ واجب وما كانَ منهُ كالضَّرورةِ أوجبُ فشدَّ امرؤٌ بالصبرِ كَفًّا فإنَّهُ لهُ عصمةٌ أسبابُها لا تُقضَّبُ [1] أساس البلاغة؛ الزمخشري، (1 / 346). [2] صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب الاستعفاف عن المسألة، (2 / 534)، حديث: 1400. الله يحب الصابرين. [3] صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب الجلوس على الحصير ونحوه، (5 / 2201)، حديث: 5523. [4] عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، ابن قيم الجوزية، (ص: 11).
والصدق: الذي هو ملاك الاستقامة وبث الثقة بين أفراد الأمة. والقنوت: وهو ملازمة العبادات في أوقاتها ، وإتقانها ، وهو عبادة نفسية جسدية. واصبروا ان الله مع الصابرين. والإنفاق: وهو أصل إقامة أَوَد الأمة بكفاية حاجة المحتاجين ، وهو قربة مالية ، والمال شقيق النفس. وزاد الاستغفار بالأسحار: وهو الدعاء والصلاة المشتملة عليه في أواخر الليل ، والسحر سدس الليل الأخير ؛ لأن العبادة فيه أشد إخلاصا ، لما في ذلك الوقت من هدوء النفوس ، ولدلالته على اهتمام صاحبه بأمر آخرته ، فاختار له هؤلاء الصادقون آخر الليل لأنه وقت صفاء السرائر ، والتجرد عن الشواغل " انتهى. "التحرير والتنوير" (3/43). 2- لماذا جاءت هذه الأوصاف بالترتيب المذكور ، هل لذلك سبب معين ، وهل يدل ذلك على تفاضل هذه المقامات ، أم أنها مقامات متساوية ؟ قد يبدو للمتأمل أن هذا الترتيب جاء بسبب تفاضل المقامات المذكورة: فالصبر يقتضي حبس النفس على الطاعات وترك المعاصي ، ولكن حبس النفس لا يؤجر عليه المرء إلا إذا كان صادقا مخلصا لله تعالى ، فبدأ بـ " الصابرين " ثم: " والصادقين ". ثم قد ينقطع العبد عن صبره وصدقه ، فيكسل عن العبادة ، ويتأخر عن الترقي في مراتبها ، فجاء وصف القنوت ، وهو الدوام على العبادة والاستقامة ، فقال سبحانه: " والقانتين " ، ثم سمى سبحانه وتعالى بعض الطاعات التي أوجبت لهم أوصاف التقوى والصبر والمرتبة العالية: فذكر عز وجل: ( المنفقين والمستغفرين بالأسحار).
وقوله ( قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ) يقول تعالى ذكره: قال إسحاق لأبيه: يا أبت افعل ما يأمرك به ربك من ذبحي. ( سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) يقول: ستجدني إن شاء الله صابرا من الصابرين لما يأمرنا به ربنا، وقال: (افعل ما تُؤْمَرُ، ولم يقل: ما تؤمر به، لأن المعنى: افعل الأمر الذي تؤمره، وذكر أن ذلك في قراءة عبد الله: " إني أرى في المنام: افعل ما أُمِرْت به ".
ابو النواس المشاعر الانسانية وشفافية الروح "كان أبو نواس ٍ عالماً فقيهاً عارفاً بالأحكام و الفتيا ، بصيراً بالاختلاف ، صاحب حفظٍ و نظرٍ و معرفةٍ بطرق الحديث، يعرف محكم القرآن و متشابهه ، و ناسخه و منسوخه. " و في البصرة شغف أبو نواسٍ بجاريةٍ تدعى 'جَنان' و غناها بشعرٍ كثيرٍ يعبر عن عمق شعوره نحوها. و قد قصد أبو نواسٍ بغداد و امتدح الرشيد و نال مكانةً مرموقةً لديه ، و لكنه ـ أي الرشيد ـ كان كثيراً ما يحبسه عقاباً له على ما يورد في شعره من المباذل و المجون. و قد أطال الرشيد حبسه حتى عفا عنه بشفاعةٍ من البرامكة الذين كان أبو نواسٍ قد اتصل بهم و مدحهم. ابو النواس شعر قصير. و لعل صلته الوثيقة بهم هي التي دفعته إلى الفرار حين نكبهم الرشيد فيما عرف فيما بعد بنكبة البرامكة. ذهب أبو نواسٍ إلى دمشق ثم إلى مصر متجهاً إلى الفسطاط ، عاصمتها يومذاك ، و اتصل بوالي الخراج فيها الخصيب بن عبد الحميد فأحسن وفادته و غمره بالعطاء فمدحه بقصائد مشهورة. توفي هارون الرشيد و خلفه ابنه الأمين ، فعاد أبو نواسٍ إلى بغداد متصلاً به ، فاتخذه الأمين نديماً له يمدحه و يُسمعه من طرائف شعره. غير أن سيرة أبي نواسٍ و مجاهرته بمباذله جعلتا منادمته الأمين تشيع بين الناس.
من أشهر الشّعراء في العصر العبّاسي، عرف بحبّه الشديد للخمر، حتّى اقترن اسمه به حتى يومنا هذا. وفي مقالنا هذا سنتحدّث عن أبو نوّاس شاعر الخمر، ونذكر بعضاً من أشعاره. أبو نوّاس شاعر الخمر هو الحسن بن هانئ بن عبد الله بن الصباح الحكمي ، ولد في الأهواز سنة 762م. من أبٍ دمشقي قيل أنّه كان من جند مروان آخر خلفاء بني أميّة، ومن أمّ أهوازيّة. جمع هذا الشاعر في حياته بين العلم والأدب، واللهو والمجون، وكان للخمرة مكانة عالية عنده وصلت إلى حدّ التقديس والتعظيم. نبذة عن حياة أبو نوّاس نشأ أبو النوّاس في البصرة، ولمّا توفي والده وهو في السادسة من عمره،أرسلته أمّه ليعمل في أسواق البصرة عند أحد العطّارين هناك. من أجمل أشعار وقصائد أبو نواس | المرسال. كما أنّه جانب عمله عند العطّار، اندفع أبو النوّاس إلى مجالس العلم والأدب في البصرة،وكان منهم الراوية عمر بن العلاء. كما مال إلى جانب هذا إلى حياة اللهو والخمّارات،واختلط بالمجّان وكان منهم والبة بن الحباب، والذي أعجب بأبي النوّاس وطلب منه مرافقته إلى الكوفة ، ولم يتردّد أبو النوّاس في ذلك، فقد كان ميالاً لذلك. بعد الكوفة غادر إلى بغداد وهناك مدح هارون الرشيد ، وتنعّم بعطاياه، قبل أن يسجنه بسبب هجائه لقريش.
ولد " الحسن بن هانئ " الذي عرف فيما بعد باسمه المحبب " أبو نواس " عام 154 هجريًا في عهد ثاني الخلفاء العباسيين أبي جعفر المنصور بباب النار في خورستان لأمٍ فارسية وأب دمشقي، ولما شب "الحسن" أرسلته أمه إلى عطّار ليعمل عنده أجيرًا، وشغلت عنه بغرام جديد بمن يدعي "العباس"، فتولى العطّار تربيته ورعايته، وكان أبو نوّاس يحب ارتياد مجالس العلم والشعر بعد انتهاء العمل مع العطّار، ثم التقى بالشاعر "آلبة بن الحبّاب" فصحب أبو نوّاس معه إلى الكوفة، تولى "آلبة" تعليمه الشعر وحرص على اصطحابه في المجالس العلمية والأدبية والشعرية التي كانت تتنوع بين الشعر القديم والتفاسير والنقد الأدبي. مكث أبو نوّاس سنةً كاملةً في الكوفة ثم رجع للبصرة مرةً أخرى بعد أن بالكوفة وما فيها ثم التقى بأستاذه الثاني الشاعر " خلف الأحمر " فتعلم منه الكثير في العلم والأدب وتزود من ثقافته. ارتحل أبو نوّاس إلى بغداد ليلتقي باللخليفة هارون الرشيد ويمدحه ونال مكانةً مرموقةً عنده، لكن كان يحبسه هارون الرشيد كثيرًا بسبب شعره الذي احتوى الكثير من المجون، ويُحكى أن هارون الرشيد أمر بقتل أبي نواس: فقال: أتقتلني شهوةً لقتلي؟ فقال: لا، بل أنت مستحق للقتل.
معلومات عن ابو نواس ابو نواس العصر العباسي poet-abu-nawas@ الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكميّ بالولاء، أبو نواس. (146هـ-198هـ/763م-813م) شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز (من بلاد خوزستان) ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها الخصيب، وعاد إلى بغداد فأقام إلى أن توفي فيها. كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه. وفى تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، من الجُند، من رجال مروان بن محمد، انتقل إلى الأهواز فتزوج امرأة من أهلها اسمها جلبان فولدت له ولدين أحدهما أبو نواس. قال الجاحظ: ما رأيت رجلا أعلم باللغة ولا أفصح لهجة من أبي نواس. وقال أبو عبيدة: كان أبو نواس للمحدثين كامرئ القيس للمتقدمين. وأنشد له النظَّام شعراَ ثم قال: هذا الذى جمع له الكلام فاختار أحسنه. ابو النواس شعر. وقال كلثوم العتابي: لو أدرك أبو نواس الجاهلية ما فضل عليه أحد. وقال الإمام الشافعي: لولا مجون أبي نواس لأخذت عنه العلم. وحكى أبو نواس عن نفسه قال: ما قلت الشعر حتى رويت لستين امرأة من العرب. فما طنك بالرجال؟ وهو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية.
توفي الرشيد وتولى ابنه الأمين الحكم من بعده فعاد أبو نواس إلى بغداد حيث كانت تربطه صداقة قديمة بالأمين: أبقاه الأمين بجواره يستمع إلى مدحه وطرائف شعره، لكن كانت سيرة أبو نواس غير الحميدة تدفع خصومه إلى لومه على اتخاذ شاعر غير سوي كهذا فكان يضطر إلى حبسه كثيرًا، قبل أن يتوفى الأمين ويرثاه أبو نواس بقصائد يتبين منها صدقه في صداقته إياه. ثانياً: ظواهر المجون في شعر أبو نواس لنتعرف سريعًا على ظاهرة المجون التي شاعت بشكل كبير بين الكثير من شعراء هذا العصر، والأسباب المؤدية لها، والذي عده بعض الأدباء والنقاد المحدثون هذا اللون فنًا قائمًا بذاته، ومن بينهم د. محمد مصطفى هدارة في كتابه " اتجاهات الشعر في القرن الهجري الثاني " حيث وضع يده على جملة من الأسباب التي جعلت من المجون تيارًا فنيًا جارفًا، وقد حدد أولًا الإطار الزّمني لهذه الظاهرة بالقرن الهجري الثاني، ثم حدد مفهوم المجون بقوله: "هو ارتكاب المآثم والدعوة إلى التحلل الأخلاقي، ومجانبة الآداب بدعوى الحرية الفكرية". اجمل شعر ابو النواس. أما "طه حسين" فيري: أنّ التماجن في الشعر قد بدأ بتحول السلطة من الأمويين إلى العباسيين، ويرمي من وراء ذلك إلى أنّ العنصر الفارسي كان له الأثر البارز في نشوء هذه الظاهرة، ثم تبنّى هدارة هذا الرأي عندما لاحظ أنّ أغلب الشعراء المُجّان كانوا من الموالي.