عنوان الكتاب: الإحكام في أصول الأحكام (ط. المكتب الإسلامي) المؤلف: علي بن محمد التغلبي الآمدي سيف الدين أبو الحسن المحقق: عبد الرزاق عفيفي حالة الفهرسة: مفهرس فهرسة كاملة الناشر: المكتب الإسلامي سنة النشر: 1402 عدد المجلدات: 4 رقم الطبعة: 2 الحجم (بالميجا): 35 نبذة عن الكتاب: – 4 أجزاء في مجلدين
الكتاب: الإحكام في أصول الأحكام المؤلف: علي بن محمد الآمدي علق عليه: عبد الرزاق عفيفي الناشر: المكتب الإسلامي، (دمشق - بيروت) الطبعة: الثانية، ١٤٠٢ هـ عدد الأجزاء: ٤ [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] صفحة المؤلف: [ الآمدي، أبو الحسن]
وتجدر الإشارة إلى أنه تمّ الاعتناء بهذا الكتاب من حيث تصحيح النص وتنقيحه وضبطه، وتخريج الأحاديث بالإضافة إلى ذلك أغنى المحقق الكتاب بإيراد آراء الكثير من العلماء مقارنة مع الإمام ابن حزم. ومما جعل هذا الكتاب من المصادر الهامة في موضوعه. هذا الكتاب من تأليف ابن حزم الأندلسي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
والمصدر المؤوّل (ما هداكم) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق ب (اذكروه) أي لأجل هدايته إيّاكم. الواو استئنافيّة (إن) مخفّفة من الثقيلة، وهي هنا مهملة وجوبا... (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير اسم كان (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف دلّ عليه لفظ الضالّين.. أو متعلّق بالضالّين المذكور، والهاء ضمير مضاف إليه اللام هي الفارقة التي تميّز بين إن النافية والمخفّفة من الثقيلة (من الضالّين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كنتم، وعلامة الجرّ الياء. جملة: (ليس عليكم جناح) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (تبتغوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن). وجملة: (أفضتم. ) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (اذكروا اللّه) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: (اذكروه) لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكروا اللّه. وجملة: (كنتم.. ) لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (تبتغوا)، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف جرى فيه مجرى تشتروا في الآية (41) وزنه تفتعوا. (أفضتم)، فيه إعلال بالحذف أصله أفاضتم- والألف فيه منقلبة عن ياء- فلمّا جاءت الألف ساكنة قبل الضاد الساكنة لمناسبة البناء حذفت، وزنه أفلتم. (عرفات)، اسم جمع سمي به مكان بعينه كأذرعات، وإنّما صرف وفيه علّتان لأن تنوينه تنوين المقابلة لا تنوين التمكين، أي أن هذا التنوين هو نظير النون في (مسلمون) وليس دليل الصرف.
كان للعرب في أيام جاهليتهم أسواق موسمية منتظمة، يتبادلون فيها السلع، ويعقدون فيها التجارات، وكان من أهم تلك الأسواق سوق عكاظ، ومَجِنَّة، وذي المجاز وغيرها. وكانت هذه الأسواق قريبة من مكة، وكان من عادة أهل الجاهلية أنهم إذا خرجوا من أسواقهم إلى مكة حرم عندهم البيع والشراء. واستمر انعقاد هذه الأسواق مع مجيء الإسلام، واستمر تحرج الناس من البيع والشراء في مواسم الحج، وذهب بهم الظن إلى عدم مشروعية التجارة في أيام موسم الحج، إلى أن أنزل الله سبحانه قوله: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} (البقرة:198). وقد جاء في سبب نزول هذه الآية بضع روايات، نقف على أهمها، ونذكر بعض الفوائد منها: الرواية الأولى: روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان ذو المجاز وعكاظ متجر الناس في الجاهلية، فلما جاء الإسلام كأنهم كرهوا ذلك حتى نزلت: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} في مواسم الحج. وهذه الرواية أصح ما جاء في سبب نزول هذه الآية. الرواية الثانية: روى الإمام أحمد وغيره عن أبي أمامة التيمي، قال: قلت لـ ابن عمر رضي الله عنهما: إنا نكري، فهل لنا من حج؟ قال: أليس تطوفون بالبيت، وتأتون (المُعَرَّف)، وترمون الجمار، وتحلقون رءوسكم؟ قال: قلنا: بلى، فقال ابن عمر: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله عن الذي سألتني، فلم يجبه حتى نزل عليه جبريل عليه السلام بهذه الآية: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم}، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم: فقال: (أنتم حجاج).
( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين) قوله تعالى: ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين) فيه مسائل: المسألة الأولى: في الآية حذف والتقدير: ليس عليكم جناح في أن تبتغوا فضلا والله أعلم. المسألة الثانية: اعلم أن الشبهة كانت حاصلة في حرمة التجارة في الحج من وجوه: أحدها: أنه تعالى منع عن الجدال فيما قبل هذه الآية ، والتجارة كثيرة الإفضاء إلى المنازعة بسبب المنازعة في قلة القيمة وكثرتها ، فوجب أن تكون التجارة محرمة وقت الحج. وثانيها: أن التجارة كانت محرمة وقت الحج في دين أهل الجاهلية ، فظاهر ذلك شيء مستحسن ؛ لأن المشتغل بالحج مشتغل بخدمة الله تعالى ، فوجب أن لا يتلطخ هذا العمل منه بالأطماع الدنيوية. وثالثها: أن المسلمين لما علموا أنه صار كثير من المباحات محرمة عليهم في وقت الحج ، كاللبس والطيب والاصطياد والمباشرة مع الأهل غلب على ظنهم أن الحج لما صار سببا لحرمة اللبس مع مساس الحاجة إليه فبأن يصير سببا لحرمة التجارة مع قلة الحاجة إليها كان أولى.
القول في تأويل قوله تعالى ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ذكره: ليس عليكم أيها المؤمنون جناح. و"الجناح" ، الحرج ، كما: - 3761 - حدثني المثنى ، قال: حدثنا عبد الله بن صالح ، قال: حدثني معاوية ، عن [ ص: 163] علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: " ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم " ، وهو لا حرج عليكم في الشراء والبيع قبل الإحرام وبعده. وقوله: " أن تبتغوا فضلا من ربكم " ، يعني: أن تلتمسوا فضلا من عند ربكم. يقال منه: ابتغيت فضلا من الله - ومن فضل الله - أبتغيه ابتغاء" ، إذا طلبته والتمسته ، " وبغيته أبغيه بغيا" ، كما قال عبد بني الحسحاس: بغاك ، وما تبغيه حتى وجدته كأنك قد واعدته أمس موعدا يعني طلبك والتمسك. وقيل: إن معنى" ابتغاء الفضل من الله" ، التماس رزق الله بالتجارة ، وأن هذه الآية نزلت في قوم كانوا لا يرون أن يتجروا إذا أحرموا يلتمسون البر بذلك ، فأعلمهم جل ثناؤه أن لا بر في ذلك ، وأن لهم التماس فضله بالبيع والشراء. ذكر من قال ذلك: [ ص: 164] 3762 - حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي ، قال: حدثنا المحاربي ، عن عمر بن ذر ، عن مجاهد ، قال: كانوا يحجون ولا يتجرون ، فأنزل الله: " ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم " ، قال: في الموسم.
جملة: (قضيتم. ) في محلّ جرّ بإضافة إذا إليها. وجملة: (من الناس) من يقول لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (يقول.. ) لا محلّ لها صلة الموصول أو في محلّ رفع نعت من. وجملة: (النداء وجوابها) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (آتنا في الدنيا) لا محلّ لها جواب النداء (استئنافيّة). وجملة: (ما له في الآخرة من خلاق) لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة أي: فيعطى وما له.. من خلاق. الصرف: (ذكر)، مصدر سماعيّ لفعل ذكر يذكر باب نصر، وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين. (آتنا)، في الكلمة إعلال بالحذف لمناسبة البناء في الأمر، أصله في المضارع يؤتي. حذفت الياء- حرف العلّة- لبناء الفعل على حذف حرف العلّة.. وزنه أفعنا (انظر الآية 43 من هذه السورة لمعرفة تركيب المدّ). البلاغة: - (أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) أي اذكروا الله ذكرا كذكركم آباءكم أو كذكر أشدّ منه وأبلغ، وذلك بجعل الذكر ذاكرا على سبيل المجاز العقلي. الفوائد: 1- قوله: (أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً). لقد قام النحاة وقعدوا في إعراب هذا العطف وحاولوا إيضاحه فأبهموه وأوقعوا الطالب في حيرة، إن منهم من جعل العطف على الكاف ومنهم من جعله على (الآباء) ومنهم من عطف (أشد) على نفس (الذكر) ومنهم من قال: إن الكلام محمول على المعنى والتقدير أو كونوا ذكرا للّه مثلكم لآبائكم أما أبو حيان فقد استعرض هذه الآراء واستضعفها ثم قال: طالما ساغ لنا حمل الآية على أنهم أمروا بأن يذكروا اللّه ذكرا يماثل ذكر آبائهم أو أشد، وقد كان حريّا بهم أن يجعلوا (أشدّ) منصوبا على الحال لأنه تقدم ولو تأخر لكان نعتا لقوله: (ذكرا) كقول القائل: لميّه موحشا طلل ** يلوح كأنه خلل.