وفضيلة الشيخ/ الإمام والخطيب بمسجد مريم العتيقي الشيخ إبراهيم الأنصاري. حفظه الله.. الكويت. فريق عمل موقع وذكــــــــر الإسلامي المصدر: موقع وذكر الإسلامي 16 4 309, 268
• فقال ابن المنير: وفي مشروعية التلبية تَنبيه على إكرام الله تعالى لعباده بأن وفودهم على بيته إنما كان باستدعاء منه سبحانه وتعالى. • قوله: (إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك). • قال ابن المنير في الحاشية: قرن الحمد والنعمة وأفرَد الملك؛ لأن الحمد متعلق النعمة، ولهذا يقال: الحمد لله على نِعَمه، فجمع بينهما كأنه قال: لا حمد إلا لك؛ لأنه لا نعمة إلا لك، وأما الملك فهو معنى مستقل بنفسه، ذُكر لتحقيق أن النعمة كلها لله؛ لأنه صاحب الملك.
قيل: اتفق أن كان عشرة منها بالليل ، وعشرة بالنهار ، وعشرة بالسر ، وعشرة بالعلانية ، ونقل الألوسي عن السيوطي أن خبر تصدقه بأربعين ألفا رواه ابن عساكر في تاريخه عن عائشة ، ولكن ليس فيه أن الآية نزلت في ذلك. وأخرج عبد الرازق وابن جرير وغيرهما بسند ضعيف عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنها نزلت في علي - كرم الله وجهه - كانت له أربعة دراهم فأنفق بالليل درهما ، وبالنهار درهما ، وسرا درهما ، وعلانية درهما. وفي رواية الكلبي: فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما حملك على هذا ؟ قال: حملني أن أستوجب على الله الذي وعدني ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا إن ذلك لك والعبارة تدل على أنه أنفق ذلك بعد نزول الآية. وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن المسيب أنها نزلت في [ ص: 78] عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف إذ أنفقا في جيش العسرة. «الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار» | صحيفة الخليج. وأخرج الطبراني وابن أبى حاتم: أنها نزلت في أصحاب الخيل ، وفي إسناد هذه الرواية مجهولان فلم يصح في سبب نزولها شيء. ومعناها عام: أي الذين ينفقون أموالهم في كل وقت وكل حال ، لا يحصرون الصدقة في الأيام الفاضلة أو رءوس الأعوام ولا يمتنعون عن الصدقة في العلانية إذا اقتضت الحال العلانية ، وإنما يجعلون لكل وقت حكمة ولكل حال حكمها; إذ الأوقات والأحوال لا تقصد لذاتها ، وقوله: فلهم أجرهم عند ربهم يشعر أن هذا الأجر عظيم ، وفي إضافتهم إلى الرب ما فيها من التكريم ، ولا خوف عليهم يوم يخاف البخلاء الممسكون من تبعة بخلهم ولا هم يحزنون وقد تقدم تفسير مثل هذا الوعد الكريم.
الجهاد بالمال والنفقة في الجهاد في سبيل الله من أعظم ما بذلت فيه الأموال، فإن الله تعالى أمر بذلك في غير ما موضع من كتابه، وقدم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في أكثر الآيات ومن ذلك قوله سبحانه: «انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون»، وقال سبحانه مبيناً صفات المؤمنين الصادقين: «إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون». والصدقة تباهي غيرها من الأعمال وتفخر عليها، وفضل الصدقة لا يصل إلى مثله غيرها من الأعمال، حتى قال عمر رضي الله عنه: «ذكر لي أن الأعمال تباهى، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم»، والصدقة تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى»، وهي تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه وسلم: والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار، وهي ترفع صاحبها، وتضعه بأفضل المنازل». ويكفي أن صاحب الصدقة يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة: يا عبد الله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟» قال: «نعم، وأرجو أن تكون منهم».
تفسير القرآن الكريم مرحباً بالضيف
ابن جريج: نزلت في رجل فعل ذلك ، ولم يسم عليا ولا غيره. وقال قتادة. هذه الآية نزلت في المنفقين من غير تبذير ولا تقتير. ومعنى ( بالليل والنهار) في الليل والنهار ، ودخلت الفاء في قوله تعالى: ( فلهم) لأن في الكلام معنى الجزاء. وقد تقدم. ولا يجوز زيد فمنطلق.