عرفت المنطقة التاريخية في جدة بأبنية تزين واجهتها الزخارف والنقوش التي اشتهر بها الطراز المعماري الإسلامي، بجانب الإرث الحجازي، لاسيما المداخل الرئيسية لهذه المباني المصممة بطريقة فنية باستخدام الأخشاب، مكونةً أشكالاً خشبية جميلة تغطي تلك المداخل ومعظم أجزاء المباني من الخارج، وتجسد فن عمارة بات خاصاً بها، مما جعلها محط أنظار الباحثين في مجال العمارة العربية والإسلامية. ويعد البيت الحجازي الذي تسمى به بيوت جدة التاريخية تحفة معمارية يعكس ثقافة سكان تلك المباني، ويصف شيئاً من الحياة المجتمعية التي عاشوها، إلى جانب عاداتهم وتقاليديهم، ومجال خصب للباحثين في التراث، ومن تستهويهم أعمال الديكور والبناء. وتبرز في واجهة البيت الحجازي النوافذ الخشبية المسماة بـ "الروشان"، وهي التغطية الخشبية البارزة للنوافذ والفتحات الخارجية التي تصنع من الخشب الفاخر، والنقوش الإسلامية والألوان الترابية الهادئة، وتعرجات مهمة جداً لعملية التهوية إلى المنزل وتحجب الرؤية من الخارج، كما يمنع دخول الأتربة المحملة في الرياح بالسموم بعد اصطدامها بالواجهات الخشبية الكبيرة المساحة التي تقلل من سرعة الرياح وبالتالي من تساقط حبات الرمل المحملة مع الرياح خارج الفتحات الصغيرة في الروشان.
بيوت جدة القديمة ذلك التراث الأصيل بحجارته البحرية الموغلة في أعماق التاريخ, الصامد في وجه الزمن وتحدياته وعثراته رغم ابتعاد أهلها ونسيانهم لها, تقف هذه البيوت شامخة بكل فخر و اعتزاز فقد شيدها ذلك الجيل العتيد, فتقف هذه البيوت القديمة بأعمارها الطويلة وأزمنتها المديدة والتي يبلغ عم ر بعضها أكثر من ثلاثة قرون من الزمان شامخة صامدة تماما مثل رجالها القدماء في الشدة والصلابة. لم تكن بيوت جدة القديمة عبارة عن بيوتات متراصة للسكن فقط, بل كانت وما زالت تنبئ عن براعة البنائين الذين أشادوها وأقاموها منذ مئات السنين بمواصفات عبقرية رغم انحسار موارد البناء وندرة وجودها, بالإضافة إلى محدودية أدوات البناء ومع ذلك نجد أن تصميم البيت الجداوي القديم بما يحمله من رواشين وأحجار منقبية متراصة بمهارة ونقوض متميزة يوحي لك أنك أمام لوحة فنية متكاملة, ولو قارنت تصميم البيوت القديمة في المملكة أو الجزيرة العربية لبرز لك البيت الحجازي من بين كل المباني التي شُيدت في تلك المرحلة. بيوت جدة القديمة هي الأثر الوحيد المتبقي والممتد منذ زمن الآباء والأجداد إلى عصرنا الحاضر, فتحمل لنا رائحة ذلك الزمن الجميل بكل ذكرياته و تاريخ أهله.
ومن البيوت الشهيرة في جدة التاريخية بيت سلوم الذي تأسس في العام 1301هـ ويقع في حارة المظلوم الشهيرة وعلى بعد خطوات من بيت باعشن العريق، وتم ترميمه مؤخرًا وفق المواصفات والمعايير المعتمدة بإشراف الهيئة العامة للسياحة والآثار بترخيص من أمانة محافظة جدة وبلدية المنطقة التاريخية. وأطلق اسم "بيت جدة وأيامنا الحلوة " على بيت سلوم بغرض جعله موقع يخدم جدة التاريخية ويمثل أحد الروافد التي تصب في مصلحة نشر الثقافة والفنون والتراث بالمنطقة وليصبح منارة وإشعاع ومقرا يبحث فيه المؤرخون والباحثون سبل حماية التراث العمراني لجدة التاريخية. ويتكون بيت سلوم أو "بيت جدة وأيامنا الحلوة" الذي تبلغ مساحته 497 مترًا مربعًا من أربع طوابق الدور الأرضي منه يتكون من مقعد حجازي وجناح مكتبي ودور أول وثاني مكررة في كل دور جناحان ودور ثالث عبارة عن سطوح مجهز ومطل على أسطح بيوت جدة التاريخية.
يلتقي مشروع «إعادة إحياء جدة التاريخية» الذي أعلن عنه ولي العهد، مع الجهود التي تبذلها المملكة لدعم القضايا البيئية وخلق حاضنات تتوفر فيها معايير الحِفاظ الطبيعي، حيث ستصبح جدة التاريخية بهذا التوجه ومن خلال هذا المشروع مكاناً صحياً تتوفر فيه كافة متطلبات البيئة الآمنة والداعمة للإبداع والإنتاج الثقافي. ويسعى المشروع ضمن استراتيجيته إلى توفير مقوّمات طبيعية متعددة تشمل واجهات بحرية مطورة بطول 5 كلم، ومساحات خضراء وحدائق مفتوحة تغطي 15% من إجمالي مساحة جدة البلد ضمن مساحة المشروع البالغة 2. 5 كلم مربع. وهو ما سيجعل من جدة التاريخية واحدة من المحطات المهمة في مشاريع التنمية الخضراء التي يأخذ التطور العقاري فيها مفهوماً جديداً يدرس من خلاله مدى التأثيرات البيئية والاجتماعية على التنمية، للتقليل من الضرر البيئي من خلال استخدام أقل للمصادر من أجل الحفاظ على الطاقة وحماية البيئة، وكذلك مراعاة الحساسية الاجتماعية والقيم الثقافية الفريدة لكل مجتمع واحتسابها خلال عملية التطور العمراني، ويرتكز مفهوم التنمية الخضراء بشكل عام على مضاعفة الحلول؛ أي التركيز على ميزات المشروع التي توفر فوائد إضافية، لتقلل من تأثيراتها تجاه البيئة.
لا يمكن أن يحل شهر رمضان الكريم دون أن تغيب عن مخيلاتنا جدة التاريخية ، التي تحمل طابعاً مختلفا ورونقا خاص. فأزقتها القديمة ومنازلها الأثرية أضفت عليها قيمة وموروث حفر في ذاكرة الأجيال وصورة حية للجيل الجديد للعادات وعيشة الأجداد، مما أكسبها قيمة تراثية لوجود بعض الآثار إضافة إلى منازلها ويشار إلى أن إجمالي المباني التاريخية الموجودة بجدة التاريخية حوالي 1886مَبْنَى، منها 606 مبانٍ تاريخية تقليدية معمولة من الحجر المنقبي والطين البحري والأخشاب، و100مَبْنَى مسلح حديث. و تضم جدة التاريخية العديد من المساجد الأثرية ذات القيمة التاريخية، التي شهدت على حضارة المنطقة وتاريخها كا: مسجد الشافعي يقع المسجد في حارة المظلوم، داخل مدينة جدة التاريخية؛ يقال إنّ منارته بنيت في القرن السابع الهجري الموافق للقرن الثالث عشر ميلادي، مع الإشارة إلى أن المسجد عرف أعمال الترميم لصيانته، حيث تقام الصلاة فيه حتى وقتنا الحاضر.. مسجد عكاش تأسس في سنة 1200هـ. وبني على أرضية مرتفعة عن مستوى الشارع بخمسة أبواب صنعت من خشب الجوز القديم المميز بلونه البني المحروق. وتقام به الصلوات وحلقات تحفيظ القرآن الكريم في الوقت الراهن.
ولم يصدر عن إدارة الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة أي تعليق رسمي عن حادثة الانهيار والتي لم يكشف عن مسبباتها حتى الساعة، فيما روى شهود العيان أن المنزل من المباني القديمة التي تعاني من ضعف البناء وكان معرضًا للانهيار بسبب عمره الزمني القديم. وتعود ملكية المنزل إلى محمد ذاكر النجار أحد أقدم نجاري ومعلمي الرواشين في جدة التاريخية، توفي في شهر رجب الماضي، واشتهر ذاكر بكونه قام ببناء رواشين مسكنه وعدد من المنازل الأثرية، فيما دخل مسكنه والمكون من الحجر المنقبي الذي يستخرجونه من بحيرة الأربعين والأخشاب التي ترد لهم من المناطق المجاورة كوادي فاطمة أو ما كانوا يستوردونه من الهند. وعرف بيت ذاكر بكونه موقعا لمركاز ومنجرة عمر ذاكر ثم سكنه العم محمد ذاكر وبه منجرته العتيقة التي تعتمد على الأدوات التقليدية القديمة واتخذ أمام البيت مركازًا له يجتمع فيه هو وأصدقاؤه كل يوم قبل أن يشارك في مهرجان جدة التاريخية حيث كان يعرض حرفة صناعة الرواشين، بأجرة لم تتجاوز الريال الواحد في تلك الأيام. وفقدت جدة التاريخية العديد من المنازل الأثرية خلال السنوات الماضية وكان أول حريق في ستينات القرن الماضي بمنزل الصنيع، وتدافع المواطنون وقتها لإخماد الحريق، وتواصل النزف باحتراق منازل الحجازي، وسلامة، وآل شحاتة الأثري في حرائق منفصلة.
حكم البكاء على الميت في الإسلام: رأي العلماء في حكم البكاء على الميت: حكم البكاء على الميت في الإسلام: يصحُ للمسلم أن يبكي على الميت؛ وذلك لما وردَ عن أنسٍ رضي الله عنه، قال: "شهدتُ بنتاً للنبي عليه الصلاة والسلام تُدفن ونبي الله محمد عليه الصلاة والسلام جالسٌ عند القبر، فرأيتُ عينيهِ تدمعانِ" رواه البخاري. والبُكاء الذي مُنعهُ الإسلام هو بكاء النُواح، والنواح هو رفعُ الصوتِ عند البكاء وشقّ الثوب ولطم الخدّ، وهذا ممنوعٌ في الشريعة الإسلامية ، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول: "ليس منا من لطم الخدود، أو شقّ الجيوب، أو دعا بدعوى الجاهلية، ويقول عليه الصلاة والسلام: أنا بريءٌ من الصالقة والحالقة والشاقة" وتسمى الصالقة: وهي المرأة التي ترفع صوتها عند حُلول مُصيبة ما، أمّا الشاقة، وهي التي تشقُ ثوبها عند حلول المُصيبة، أمّا الحالقة، وهي التي تحلقُ شعرها عند المُصيبة أو تنتقيه. أمّا دمعُ العين والبُكاء بدمع العين فهذا الأمرُ لا بأس فيه، فيقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح حينما توفي ابنه إبراهيم عليه السلام. هل يجوز البكاء على الميت بيت العلم. فعن انس بن مالك رضي الله عنه قال: دخلنا مَعَ رَسُولِ عَلَى أَبِي سَيْفٍ القَيْنِ، وَكَانَ ظِئْراً لإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَم، فَأَخذ رَسولُ إِبرَاهِيمَ فقَبله وشمّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعدَ ذَلِكَ، وَإِبرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ تَذْرِفَانِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ الله؟ فَقَالَ: " يَا ابْنَ عَوْفٍ، إِنَّهَا رَحْمَةٌ".
البكاء في حد ذاته مباح شرعا ، بل هو رحمة، ولا يعذب به الميت، وأما ما يصاحبه من ندب أو نياحة أو أي مخالفة كشق الثياب مثلا فهو الممنوع، ويعذب به الميت لو كان له سبب فيه كأن وصى به أو أقره في حياته ولم ينكره. يقول الشيخ عطية صقر ـ رحمه الله ـ: لقد أمرنا الله بالصبر والرِّضا بقضائه عند وُقُوع أيِّ مكروه، كما قال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. هل يجوز البكاء على الميت على شاطئ تركي. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) ( سورة البقرة:155-157)، وحَرَّم كل قول أو فعل يتنافى مع الإيمان بالله فيما قضاه وقدَّره، فقد صح فيما رواه البخاري ومسلم: " ليس منَّا من لَطَم الخُدود وشقَّ الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية"، والمعنى أنه ليس بمؤمن مَن فَعَل ذلك معتقدًا أنه حلال. وأما من فعله على أنه حرام فهو مؤمن عاص ناقص الإيمان. وجاء في تأثُّر الميت بمظاهر الحُزن عليه التي لا يُقرِّها الدين قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "ما مِن ميِّت يَمُوت فيَقُوم باكِيهم فيقول: واجَبَلاه واسيِّداهْ أو نَحْو ذلك إلا وُكِّلَ بِهِ مَلَكَانِ يَلْهَزَانِهِ: أهكذا كنت"؟ رواه ابن ماجه والتِّرمذي وقال: حديث حسن، واللهْز هو الدفْع في الصدر بجميع اليد.
روى مسلم (976) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ، فقال: ( استأذنت ربي في أن استغفر لها فلم يؤذن لي ، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي ، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت). النياحـــــة النياحة؛ مأخوذة من النوح؛ وهو رفع الصوت بالبكاء وقد جاءت الأحاديث مصرحة بتحريمها؛ فعن أبي مالك الأشعري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أربع في أمتي من أمرالجاهلية لا يتركونهن؛ الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب، ("الفخر في الأحساب": التعاظم بمناقب الآباء، و"الطعن في الأنساب": نسبة الرجل المرء لغير أبيه)، والاستسقاء بالنجوم، "(اعتقاد أنها المؤثرة في نزول المطر) والنياحة. وقال: "النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب. السربال: القميص. والجرب: تقرح الجلد. والقطران: يقوي شعلة النار، فيكون عذاب النائحة بالنار بسبب هذين القميصين أشد عذاب. حكم النياحة على الميت. (( رواه أحمد، ومسلم)) وعن أم عطية، قالت: أخذ علينا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ألا ننوح … ((رواه البخاري، ومسلم)). وروى البزار بسند رواته ثقات، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة.
"هذا هو ما ينفعها بعد موتها، أما إزاحة التراب عنها بعد دفنها فلا يجوز، سواء كان ذلك للتقبيل أو غيره، وذلك لما ثبت من النهي عن كل ما يؤذي كالقعود والوطء ونحوهما، روى جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم: " نهى أن يجصص القبر وأن يبنى عليه وأن يقعد عليه. "أما مجرد التمني فلا مؤاخذة عليه إن شاء الله تعالى، ونرجو الله جل وعلا أن يأجرك في مصيبتك وأن يغفر لوالدينا ولجميع المسلمين. والله أعلم.
5- إذا صَحِبَ البُكَاء قولٌ أو فعْلٌ يَتَنَافى مع الإيمان بقضاء الله كان معصية.