• ربما تعاني أمك من مشكلات بداخلها تجعلها تتصرف معك بهذه الصورة، ولكن بكل الأحوال اسعي أنت لرضاها لتصلي لرضا الله، ولترد لك يومًا ما حينما تحتاجينها من أبنائك، ولتكوني مثالاً تفخَر به كل مسلمةٍ يعبِّر عن حَقيقة الإسلام وخلقِه. على كيف امك الدين. • كسبك لأمك وبرُّك لها سيوصلك لرضا والدك أيضًا، ولو لم تتقبَّل والدتك، ورفضت كل محاولاتك فلا تتوقفي، يكفيكِ أنك تبذلين ما تملكينه. يبقى الأمر غير سهلٍ ويحتاج منك ثقةً وهدوءًا، لكن تذكري أنه امتحان وعليك تجاوزه، وبقدر المشقة يكون الأجر بإذن الله. وفقك الله ورعاك وأعانك على برهما. وأهلا بك، الأخت المسلمة، وبجميع المسلمين والمسلمات، في موقع (الألوكة).
فلا ينتقل من حالة إلى حالة، إلا والله تعالى هو الذي دبّر ذلك لمصلحة موسى، ومن حسن تدبيره، أن موسى لما وقع في يد عدوه، قلقت أمه قلقا شديدا، وأصبح فؤادها فارغا، وكادت تخبر به، لولا أن الله ثبتها وربط على قلبها، ففي هذه الحالة، حرم الله على موسى المراضع، فلا يقبل ثدي امرأة قط، ليكون مآله إلى أمه فترضعه، ويكون عندها، مطمئنة ساكنة، قريرة العين، فجعلوا يعرضون عليه المراضع، فلا يقبل ثديا. فجاءت أخت موسى، فقالت لهم: { هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون} { فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا} وهو القبطي لما دخل المدينة وقت غفلة من أهلها، وجد رجلين يقتتلان، واحد من شيعة موسى، والآخر من عدوه قبطي { فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه} فدعا الله وسأله المغفرة، فغفر له، ثم فر هاربا لما سمع أن الملأ طلبوه، يريدون قتله.
السؤال: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. السلام عليكم، منذ أن التزمت بدين الله وأنا أواجه مشاكل مع والدي؛ فهو صعبُ التعامل في أمور الدين ويعانِد بشدة حتى إنه سبَّ الدين أكثر من مرَّة عند الغضب، وازداد الأمر سوءًا بعد زواجي من شخصٍ ملتزمٍ، حسن الخُلُق ويحسن إلى والدَيَّ كثيرًا، ومع ذلك أمي دائمة الإساءة إليه وإلى أمِّه، وتريدني أن أعطيَها الحق في ذلك، وتريد الإطاحة بزوجي، وتشويه سمعته عند العائلة بطرق شتَّى، وخاصَّة مع والدي واستغلَّتْ أبي لفعل ذلك. ولعدة سنوات ظلَلْت صامتةً لا أنكر عليها إلا القليل، ومع ذلك فهي تسخَط عليَّ وتنتَقِم مني بطرق عديدة، وتشوِّه صورتي أمام والدي والعائلة. شرح حديث: لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها؟. وأخيرًا واجهتها، وأنكرت عليها فِعلها، وأفهمتها أن ذلك لمصلحتها، وأنني وزوجي لا نريد لها السوء؛ فمشكلتها ليست فقط معي ومع زوجي، فقد حرَّضَت والدي على جميع أخواتي، وعلى أخي، وأحدثت فتنةً بيننا وبين أبِينَا. شهدت أنا وإخوتي - للأسف الشديد - أنها تكذب وتختلق أمورًا لا أصل لها، وإذا أنكرنا عليها فِعلاً تقول بأنها لم تفعل، والكلام في هذا يطول. والآن والدي يتهمني بأنني ظلمتها، وأنه من العقوق، ويجب عليَّ أن أجد في طلب المغفرة منها وأن أخفض لها جناح الذل، وأني في خطر إن لم تسمح لي وترض عني.
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد. تربَّيت في بيئة إسلاميَّة - ولله الحمد - ونشأْتُ على الغيرة على الدِّين وعلى محارم الله وعلى محارمي، فمنذ نعومة أظفاري وأبي يعلِّمني أن الَّذي لا يغار على أهلِه ديّوث، وأنَّ الَّذي يرى على أهله خللاً ولا يتدخَّل لإصلاحه فليس فيه خير. هذا من جهة والدي. أمَّا جهة أمِّي - وهي صلب المشكلة - فإنَّها عكس ما يقول أبي تمامًا، وعكس ما تربَّيت عليه من جهة والدي، عندما أقول لها: إنَّ أخواتي لا يصلح أن يفعلن كذا، يسودُّ وجْهُها من الغيظ، ثمَّ تبدأ بِرَمي التُّهم إلي وإلى إخواني، وأنكم سفلة لا تَخافون الله، فكيف تنصح أخواتك؟! ثمَّ تَحمد الله أنَّ أبي مازال حيًّا وإلاَّ آذيْتُها أنا وإخواني - على حدِّ زعْمِها - مع أنَّ إخواني لا يعْلمون عن ذلك الموْضوع شيئًا، وترى أنَّني أكره أخواتي كثيرًا؛ لأنَّني فقط أقول: هذا لا يصلح. كيف ارضي امي - موضوع. ليت الأمر توقَّف عند هذا!
أخشى أنَّ تعاملك مع أمِّك يجعله يرى ذلك أكثر، فما قاله لك عن العقوق صحيح؛ فقَد أمرنا الله تعالى ببِرِّ الأمِّ مهما كانت، حتى الأم الكافرة نبرّها، فكيف بأمك المسلمة؟ أستطيع تقدير صعوبة والدتك، كثيرون غيرك يعانون من هذا؛ فبعض الشخصيات تتعامل بطريقة غير منطقية مع من حولها، وقد تكون نتيجة لمعاناتها أو لظروف مرت بها سابقًا. لكن بكل الأحوال، فكري أنت بداية بنفسك، يا مسلمة، هل ما تفعلينه يرضي الله عنك؟ وهل هذا ما تطمحين أن يرد لك غدًا من أولادك؟ أثق بحرصك على رضا الله، وأثق أنك إن كنت أمًّا تحبين من أولادك أن يكونوا معك أفضل. إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. فكيف السبيل لبرها دون أن تهين زوجك؟ ودون أن تتسبب بمشاكل لك بأي شكل؟ هنا أنت تحتاجين الكثير من الحكمة والدعاء. ابذُلي كل ما ما تملكين لإرضائها، شرط ألا يُغضِب الله، ولا يؤثر على علاقتك بزوجك. كوني قويةً من داخلك بحيث تقولين: "لا"، بلطفٍ وحزمٍ حينما يتجاوز الأمر خطوطًا حمراء تغضب الله بأي شكل. وازِني بين البِر والعطاء حتى بحال رفضت، بادري أنت وأصرِّي على عطائها وإشعارها باهتمامك وحبك: • قدمي لها الهدايا بكثرة؛ فقد أوصانا الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالتهادي لتزيد المحبة بالقلوب، فكيف بك وأنت تحتاجين لكسب قلب أمك؟ وتحيَّني الفرص المناسبة لذلك، ودعميها بعبارات تعبر عن حبك لها، وكرِّري دومًا المحاولة مهما صدتك.
أقرَّ الله عينَك بصلاح أهلك وهدايتهم، ورزقك الحكمة والرشاد، وجمعكم في مستقر رحمته، وأنتظر منك ما يبشِّرُنا بالخير مع أهلك بإذن الله - جلَّ وعلا.
مقالات اسلامية | فلا تغرنكم الحياة الدنيا
الرئيسية الأكثر مشاهدة حياتنا المسكوت عنه معا نربي أبنائنا 0 مشاهدات الأقسام قائمة المستشارين
وقوله: (إنَّ وَعْدَ اللهِ حَقّ) يقول: اعلموا أن مجيء هذا اليوم حقّ، وذلك أن الله قد وعد عباده ولا خلف لوعده (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَياةُ الدُّنْيا) يقول: فلا تخدعنكم زينة الحياة الدنيا ولذّاتها، فتميلوا إليها، وتدعوا الاستعداد لما فيه خلاصكم من عقاب الله ذلك اليوم. وقوله: (وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بالله الغَرُورُ) يقول: ولا يخدعنَّكم بالله خادع. والغَرور بفتح الغين: هو ما غرّ الإنسان من شيء كائنا ما كان شيطانا كان أو إنسانا، أو دنيا، وأما الغُرور بضم الغين: فهو مصدر من قول القائل: غررته غرورا. فلا تغرنكم الحياة الدنيا | تلاوة من جامع هيا بنت تركي آل تركي ، القارئ أحمد النفيس - YouTube. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: (ولا يَغُرَّنَّكُمْ باللهِ الغَرُورُ) قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: (الغَرُور) قال: الشيطان. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة قوله: (وَلا يَغُرنَّكُمْ باللهِ الغَرُور) ذاكم الشيطان. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد المروزي، يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (الغَرُورُ) قال: الشيطان.