ومن مقتضيات هذا الحديث ، أن يبغض المسلم لأخيه ما يبغضه لنفسه ، وهذا يقوده إلى ترك جملة من الصفات الذميمة ، كالحسد والحقد ، والبغض للآخرين ، والأنانية و الجشع ، وغيرها من الصفات الذميمة ، التي يكره أن يعامله الناس بها. وختاما: فإن من ثمرات العمل بهذا الحديث العظيم أن ينشأ في الأمة مجتمع فاضل ، ينعم أفراده فيه بأواصر المحبة ، وترتبط لبناته حتى تغدو قوية متماسكة ، كالجسد الواحد القوي ، الذي لا تقهره الحوادث ، ولا تغلبه النوائب ، فتتحقق للأمة سعادتها ، وهذا هو غاية ما نتمنى أن نراه على أرض الواقع ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
ترحيب بالأشقاء في التعليم السعودي
وفي هذا دليلٌ على وجوب نصر المظلوم، وعلى وجوب نصر الظالم، على هذا الوجه الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2/ 589 - 590). مرحباً بالضيف
ويدل على أن ذلك من كبائر الذنوب؛ إذا أحببتَ لأخيك ما تكره لنفسك، أو كرهتَ له ما تحب لنفسك. وعلى هذا؛ فيجب عليك - أخي المسلم - أن تربِّيَ نفسك على هذا، على أن تُحِبَّ لإخوانك ما تحب لنفسك حتى تحقِّق الإيمان، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أَحَبَّ أن يُزحزَح عن النار ويُدخَلَ الجنة، فلْتَأتِهِ مَنِيَّتُه وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، ويحب أن يأتي إلى الناس ما يُؤتى إليه))، الأول حقُّ الله، والثاني حقُّ العباد، تأتيك المنية وأنت تؤمن باليوم الآخر - نسأل الله أن يجعلنا وإياكم كذلك - وأن تحب أن يأتي لأخيك ما تحب أن يُؤتى إليك. شرح حديث لا يؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسِه. وأما حديث أنس الثاني من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((انصُرْ أخاك ظالمًا أو مظلومًا)). النصر بمعنى الدفاع عن الغير؛ أي: دفع ما يضره، "انصر أخاك"؛ أي: ادفع ما يضُرُّه، سواء كان ظالمًا أو مظلومًا، فقال رجل: يا رسول الله، أرأيت إن كان ظالمًا فكيف أنصُرُه؟ ولم يقل: فلا أنصره، بل قال: كيف أنصُرُه؟ يعني سأنصره ولكن أخبِرْني كيف أنصره، قال: ((تمنعه - أو قال: تحجُزُه - من الظلم؛ فإن ذلك نصرُه)). فإذا رأيت هذا الرجل يريد أن يعتدي على الناس فتمنعه، فهذا نصرُه؛ أي: بأن تمنعه، أما إذا كان مظلومًا، فنصرُه أن تدفع عنه الظالم.
وكما يحب للناس السعادة في دنياهم ، فإنه يحب لهم أن يكونوا من السعداء يوم القيامة ، لهذا فهو يسعى دائما إلى هداية البشرية ، وإرشادهم إلى طريق الهدى ، واضعا نصب عينيه قول الله تعالى: { ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين} ( فصلت: 33). ويتسع معنى الحديث ، ليشمل محبة الخير لغير المسلمين ، فيحب لهم أن يمنّ الله عليهم بنعمة الإيمان ، وأن ينقذهم الله من ظلمات الشرك والعصيان ، ويدل على هذا المعنى ما جاء في رواية الترمذي لهذا الحديث ، قال صلى الله عليه وسلم: ( وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما). ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أسوة في حب الخير للغير ، فهو عليه الصلاة والسلام لم يكن يدّخر جهدا في نصح الآخرين ، وإرشادهم إلى ما فيه صلاح الدنيا والآخرة ، روى الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر رضي الله عنه: ( يا أبا ذر إني أراك ضعيفا ، وإني أحب لك ما أحب لنفسي ، لا تأمرنّ على اثنين ، ولا تولين مال يتيم). حديث لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه - موقع مقالات إسلام ويب. أما سلفنا الصالح رحمهم الله ، فحملوا على عواتقهم هذه الوصية النبويّة ، وكانوا أمناء في أدائها على خير وجه ، فها هو ابن عباس رضي الله عنهما يقول: " إني لأمر على الآية من كتاب الله ، فأود أن الناس كلهم يعلمون منها ما أعلم " ، ولما أراد محمد بن واسع رحمه الله أن يبيع حمارا له ، قال له رجل: " أترضاه لي ؟ ، فردّ عليه: لو لم أرضه لك ، لم أبعه " ، وهذه الأمثلة وغيرها مؤشر على السمو الإيماني الذي وصلوا إليه ، والذي بدوره أثمر لنا هذه المواقف المشرفة.
لقد أصبحت متعودا على مشاهدة سلوكات فاسدة تصدر عن أناس أفسدوا في كثير من الإدارات بل عمل بعضهم على إفساد العدالة والقضاء كما صرح بهذا وعلانية وزير مسؤول ، ومن ذلك البعض بعض أصحاب المهن الحرة ومحلفين ياحسرتاه! يفترض فيهم الدفاع عن الحق والوقوف إلى جانب اهل الحق وليس عن الظلم ولا عن الظالمين وتقديم خدماتهم المسؤولين عنها وخبراتهم المؤدى عنها ولمن يطلبها بكل نزاهة وأمانة بعيدا عن أي تأثير من أية جهة أو اصطفاف مع اي كان ضد أي كان لان في ذلك خيانة لا تغتفر وظلما كبيرا، وبمناى عن أي طمع لأنه محرم بل هو كالطاعون ، أو بدافع الرغبة في الإثراء الغير مشروع بأسرع وقت على حساب الغير، وأن تتم بناء على دراسة عميقة معتمدة على الوسائل الضرورية وعلى العتاد اللازم العلمي والتقني الضروري لانجازها لان ذلك من صميم واجباته المهنية. ذلك النموذج من السلوكيات الذي يستوجب التنديد به علانية والتشهير به جهرا لان من رأى منكم فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان حسبما ورد عن الرسول محمد ( ص) ، وغيره من النماذج الأخرى لكائنات إدارية يجمع الفساد بينها في السلوك وفي الآثار على النفس وعلى المرفق لا تخلو إدارة او جماعة من أمثالها الا من بعض من صدقوا الله عليه وما بدلوا تبديلا يستحقون كل التنويه والشكر.