الأمن الاجتماعي والاقتصادي والصحي في حديث ((من أصبح منكم آمنًا في سرب ه)) نصُّ الحديث النبوي: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا)) [1]. لقد أسَّس الحديث النبويُّ مفهومًا للسعادة الدنيوية والشعور بالطمأنينة في الحياة؛ حيث نستشفُّ من الحديث النبويِّ دلالاتٍ ومعانيَ عظيمة، فالحديث فيه دعوة إلى القناعة والرضا بالقليل، وأن الدنيا مجرد حياة عابرة، فالذين يطمحون إلى اكتناز الثروات، ويعتقدون أن السعادة تتحقَّق بالمال الكثير، والتوسع في البنيان والعمران، وامتلاك الدُّور والمنازل - فهم مجانبون للصواب. فالإسلام حثَّ على تحقيق الأمن الاقتصادي والمادي - دون جشع ولا إفراط - الذي يظل مطمحَ كلِّ مؤمن؛ لتأمين الحياة وحفظ النفس، كما أن الأمن الاجتماعيَّ يعد من أولى الأولويات، فلولا السلم والأمان، لما كان هناك اقتصاد ولا تنمية اجتماعية، ولولا أيضًا نعمة الصحة والعافية في البدن، لما تحقَّقَ الأمن الاقتصادي، فهذا الأخير متوقف على حصول الأمنينِ معًا: الاجتماعي والصحي.
نشر في: 25 أبريل، 2022 - بواسطة: عزيز محمد يقول نبينا ﷺ: " من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا ". اللهم أدم علينا جميعاً نعمة الصحة والعافية والأمن والأمان والاستقرار. المصدر
من أصبح منكم آمنًا في سربه... الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد: فإن نعم الله جل وعلا على العبد كثيرة لا تحصى، والعبد يتقلب في هذه النعم، وربما لا يدري فضل هذه النعم التي هو منغمس فيها إلا عندما يفقدها أو تتناقص عنه، ونعم الله جل وعلا وأرزاقه ليست محصورة في المال فقط؛ فهي تتنوع وتتعدد بشتى صورها وأشكالها، أدرك ذلك العبد أم لم يدرك. وإن من هذه النعم التي تفضل الله تعالى بها على العباد نعمة الأمن والأمان في بيته على نفسه وأهله وأولاده، وكذلك نعمة الصحة والعافية من الأمراض والأوجاع، والآفات والآلام، صغيرها وكبيرها، وكذلك نعمة إيجاد القوت والطعام لليوم الذي تعيش فيه، كل هذه النعم وغيرها مما يتقلب بها العبد بفضل الله سبحانه وتعالى عليه، فواجب الشكر من العبد لربه وخالقه سبحانه أمر محتم ولازم، فاللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. وإن من النصوص والأحاديث الصحيحة التي ذكرت هذه النعم التي تم الإشارة إليها هي: عن عبيدالله بن محصن الأنصاري وأبي الدرداء وعبدالله بن عمر وعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أصبح منكم آمِنًا في سِرْبِهِ، معافًى في جسدِهِ، عنده قوتُ يومِهِ، فكأنما حِيزَتْ له الدنيا بحذافِيرها))؛ [أخرجه الترمذي (٢٣٤٦) بإسناد حسن].
اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دافورnet ياكاتب الموضوع جزاك الله خيرا يقول الشاعر لم ارى من عيوب الناس عيب.. كنقص القادرين على التمامي الإخوان يسألونك عمن نقلت عنه اضف اسمه نحن اهل السنه... والتخريج هو علمنا لايشاطرنا فيه احد.. ووالله اني سعيد بأن اجد مواضيع كموضوعك استمر وياليت تخريج احاديث التمائم أو التميمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد، فقالوا: يا رسول الله, بايعت تسعة وتركت هذا؟ قال: "إن عليه تميمة"، فأدخل يده فقطعها فبايعه، وقال: "من علق تميمة فقد أشرك". • أن عشرة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم يبايعون فبايع تسعة وأمسك عن واحد قالوا: يا رسول الله، بايعت تسعة وأمسكت عن هذا؟ قال: "إن هذا عليه تميمة"، فأدخل يده فقطعها فبايعه. • "من علق تميمة فلا أتم الله عليه، ومن علق ودعة فلا ودع الله له". من أصبح منكم آمنا في سربه... تخريج الحديث ودراسته: روي من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، وقد رواه عنه كل من: 1- دخين الحجري: أخرجه أحمد في "مسنده" (17694): حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (563 – بغية الباحث)، ومن طريقه ابن مخلد البزاز في "حديثه عن شيوخه" (3): حدثنا عبد العزيز بن أبان.
وسائلُ تحقيق الأمْن الصحي: الحرصُ على الوقاية من الأمراض، وعدم تعريض النفس للتهلكة: إنَّ اتخاذ منهج الوقاية المبكِّرة من الأمراض، وعدم تعريض الجسم لبعض الآفات - مسلكٌ قويم وصحيح، دعا إليه الإسلام؛ لتفادي الوقوع في الأمراض، فهناك طبٌّ وقائي، يشمل النظافة ومحاربة تلويث البيئة، وعدم مخالطة المرْضى المصابين بالعدْوى؛ تفاديًا لانتشار العدوى، كما رخَّص الإسلام في بعض العبادات، وجعل أداءها حسب استطاعة الإنسان؛ كي لا يجهد الإنسان نفسَه أو يتفاقم مرضه، فشرع الفطر في رمضان للمريض، وشرع التيمم بدل الطهارة، وغيرُ ذلك كثير من الرُّخص الشرعية. التغذية السليمة والمتوازنة: التغذية السليمة والمعتدلة، وتناول المأكولات الطبيعية - تُكسِب الجسم قوةً ومناعة، وتحميه من بعض الأمراض والتسممات، فتناول الأكل بِشَرَهٍ ونهَم يؤدي إلى التُّخمة، فيصبح جسم الإنسان معرَّضًا لبعض الأمراض الفتَّاكة التي تنخر الجسم وتضعف هياكله، فالتغذية السليمة كفيلةٌ بالحفاظ على البدن، ومساعدته على النمو بشكل سليم. التَّداوي المشروع: لقد حثَّ الرسول صلى الله عليه وسلم على التداوي والتَّطبيب الموافق للشرع، فالإنسان مسؤول عن بدنه، سواء تعلَّق الأمر بوقاية الجسم من الأمراض، أم القيام بالتداوي أثناء المرض، فعَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: قَالَتِ الأَعْرَابُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَتَدَاوَى؟ قَالَ: ((نَعَمْ، يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً - أَوْ دَوَاءً - إِلَّا دَاءً وَاحِدًا))، فقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُوَ؟ قَالَ: ((الهرمُ)) [3].