162 - باب الصدقة عن الميت والدعاء لَهُ قَالَ الله تَعَالَى: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإيمَانِ [الحشر:10]. 1/948- وعَنْ عائِشَةَ رَضيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَجُلًا قَالَ للنَّبيِّ ﷺ إنَّ أُمِّي افتُلتَتْ نَفْسُهَا وَأُرَاهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ، تَصَدَّقَتْ، فَهَل لهَا أَجْرٌ إنْ تصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فصل: الصدقة عن الميت:|نداء الإيمان. متفقٌ عَلَيْهِ. 2/949- وعن أَبي هُرَيْرَةَ أنَّ رسُول اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا مَاتَ الإنسَانُ انقطَعَ عمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاثٍ: صَدقَةٍ جاريَةٍ، أوْ عِلم يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالحٍ يَدعُو لَهُ رواه مسلم. الشيخ: الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه.
قال: إني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها (*) إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة في الصدقة عن الميت وانتفاعه بها. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي عضو: عبدالله بن قعود السؤال الثاني من الفتوى رقم (4966): س2: هل يجوز أن يتصدق للميت بثلاثة أيام أو بسبعة أيام أو بأربعين يوما؟ ج2: تشرع الصدقة عن الميت المسلم مطلقا، أي بدون أن يتحرى بها ثلاثة أيام من موته، أو سبعة أيام أو أربعين يوما؛ لورود السنة بالتصدق وعدم ورودها بتحري يوم معين من تاريخ موته. أفضل الصدقات عن الميت - إسلام ويب - مركز الفتوى. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي عضو: عبدالله بن غديان عضو: عبدالله بن قعود السؤال الأول من الفتوى رقم (4669): س1: إن بعض الناس يجعلون للميتين طعاما في شهر رمضان على كل فرد ميت، فهل هذا جائز أم لا؟ أفيدونا في هذا مع الدليل. ج1: تشرع الصدقة عن الميتين من المسلمين، وثبت شرعا أنها تنفعهم، وهذا هو مذهب أهل السنة، لكن ليس لها وقت معين، بل في أي وقت تصدق المسلم عن ميت مسلم نفعه ذلك، وإذا تصدق في أوقات الفضائل كرمضان وعشر ذي الحجة كان ذلك أفضل.
تجوز الصَّدقةُ عن الميِّت، ويصِلُ ثوابُها إليه. الأدلَّة: أوَّلًا: من السُّنَّة 1- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: ((أنَّ رجلًا قال للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: إنَّ أمِّي افتُلتَتْ افتُلِتَت نفسُها: ماتت فجأةً، وأُخِذَت نفسُها فلتةً. ((النهاية)) لابن الأثير (3/467).
ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم أنه دعا بصحابته على جنازة ما بعد الفراغ من الصلاة عليها، والثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقف على القبر بعد أن يسوى على صاحبه ويقول: «استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل» (*) ، وبما تقدم يتبين أن الصواب: القول بعدم جواز الدعاء بصفة جماعية بعد الفراغ من الصلاة على الميت، وأن ذلك بدعة. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي عضو: عبدالله بن قعود. الدعاء للميت: السؤال السادس من الفتوى رقم (2392): س6: على أي حال يدعى للميت بعد دفنه وتسوية التراب، أجالسا أم قائما؟ وأيهما أفضل؟ ج6: السنة لمن أراد أن يدعو للميت بعد دفنه وتسوية التراب عليه أن يدعو وهو قائم، والأصل في ذلك ما رواه أبو داود بسنده عن عثمان رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: «استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل» (*) ، وقد سكت عنه أبو داود والمنذري، وأخرجه أيضا الحاكم وصححه، والبزار وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه.
ومن أنواع الصدقة الجارية والأعمال الفاضلة بناء المساجد لمن يحتاج إليها من المسلمين، فقد روى الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من بنى مسجدا لله ولو كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة. قال الشيخ الألباني: صحيح. وأما الصدقة بالفلوس أو الحج عنه وهو قد حج فهما من الأعمال الفاضلة ولكنهما لا يعتبران من الصدقة الجارية التي يدوم ثوابها للميت. والله أعلم.
((فتح الباري)) لابن حجر (5/386). صدقةٌ عنها)) رواه البخاري (2756) ثانيًا: مِنَ الإجماعِ نقل الإجماعَ على جوازِ الصَّدَقةِ عَنِ الميِّت، ووصولِ ثَوابِها إليه قصَر بعضُ العُلَماءِ جوازَ الصَّدقةِ ووصولَ ثوابِها على الوالدَينِ فقط، انظر: ((نيل الأوطار)) للشوكاني (4/112)، ((أحكام الجنائز)) للألباني (ص: 173). : ابنُ عَبدِ البَرِّ قال ابنُ عبد البَرِّ: (أمَّا الصَّدقةُ عَنِ الميِّت؛ فمُجتَمَعٌ على جوازِها، لا خلاف بين العُلَماءِ فيها) ((التمهيد)) (20/27). ، والنوويُّ قال النوويُّ: (أجمع المسلمونَ على أنَّ الصَّدقةَ عن الميِّتِ تَنفَعُه وتَصِلُه). ((المجموع)) (5/323). وقال أيضًا وهو يتكلَّم عن حديث: ((إنَّ أمِّي افتُلِتَت نفسُها)): (في هذا الحديث أنَّ الصَّدَقةَ عَنِ الميِّتِ تَنفَعُ الميِّتَ ويَصِلُه ثوابُها، وهو كذلك بإجماعِ العُلَماءِ) ((شرح النووي على مسلم)) (7/90). ، وابنُ تيميَّة قال ابنُ تيميَّة: (أمَّا الصَّدقةُ عَنِ الميِّتِ، فإنَّه يُنتَفَعُ بها باتِّفاقِ المُسلمين). ((مجموع الفتاوى)) (24/314). وقال أيضًا: (الأئمَّة اتَّفقوا على أنَّ الصَّدَقةَ تَصِلُ إلى الميِّتِ، وكذلك العباداتُ الماليَّةُ: كالعتق).