وإلَّا ستة ملايين زائرٍ في يومٍ واحدٍ على صعيدٍ واحد يقضي - بحسب الموازين العلمية - إلى عشرات الآلاف من الإصابات، ولكن لم يحدث هذا الشيء، بل حدث عكسه، وعلى العلم أن يُفسِّر هذه الظاهر، وليس أهلاً لتفسيرها لأن شغله المختبر والتحليلات ولا تطال يده عالَم الغيب. كان بعضهم يقول: اليس الأنبياء يمرضون؟ وبالتالي فهم ما داموا لا يستطيعون حماية أنفسهم من المرض فمن بابٍ أولى لا يستطيعون حماية زوَّارهم منه!! شبهةٌ سخيفة مثل عقولهم. هذا أيوب - عليه السَّلام - ابتلاه الله بالمرض الشديد حتى صار يُضرب بصبره المثل، ثم شفاه بالمعجزة لا بالأسباب الطبيعية: ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ. فبمجرد قوله أركض كانت الولاية التكوينية الالهية عملت عملها في شفائه - عليه السلام - وهذا يوسف بقميصه شفى الله به عمى أبيه يعقوب - عليه السلام -، افلم يكن يعقوب - عليه السلام - مؤهلاً لشفاء عينيه بقميصه هو؟ بلى، ولكن أراد الله أن تجري المعجزة على يد الابن لا الاب، وكلاهما من نورٍ واحد. ألم يكن عيسى يشفي الأكمه والأعمى، ويحيي الموتى بإذن الله؟ ومع أنه يُحي الموتى سيموت - عليه السلام - المهم كانت الإصابات في كربلاء المقدَّسة - موطن الحدث - بالمئات، وبالأمس 31 إصابة فقط.
ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) حدثني بشر بن آدم, قال: ثنا أبو قُتيبة, قال: ثنا أبو هلال, قال: سمعت الحسن, في قول الله: ( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ) فركض برجله, فنبعت عين فاغتسل منها, ثم مشى نحوا من أربعين ذراعا, ثم ركض برجله, فنبعت عين, فشرب منها, فذلك قوله ( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) وعنى بقوله ( مُغْتَسَلٌ): ما يُغْتَسل به من الماء, يقال منه: هذا مُغْتَسل, وغسول للذي يَغْتسل به من الماء. وقوله ( وَشَرَابٌ) يعني: ويشرب منه, والموضع الذي يغتسل فيه يسمى مغتسلا.