* * * *ذكر من قال: قائل ذلك له المرأة. 19444- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي: ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ ، قال: قاله يوسف حين جيء به، ليعلم العزيز أنه لم يخنه بالغيب في أهله، وأن الله لا يهدي كيد الخائنين. فقالت امرأة العزيز: يا يوسف، ولا يوم حللت سراويلك؟ فقال يوسف: (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء). * * * * ذكر من قال: قائل ذلك يوسف لنفسه ، من غير تذكير مذكّر ذكره ولكنه تذكّر ما كان سلف منه في ذلك. ان النفس امارة بالسوء - الطير الأبابيل. 19445- حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله: ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ، هو قول يوسف لمليكه، حين أراه الله عذره ، فذكر أنه قد همَّ بها وهمت به ، فقال يوسف: (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء) ، الآية. ---------------------- الهوامش: (1) في المطبوعة: " لما جمع الملك" ، وأثبت ما في المخطوطة.
فالطمأنينة إلى الله سبحانه حقيقة، ترد منه سبحانه على قلب عبده تجمعه عليه، وترد قلبه الشارد إليه، حتى كأنه جالس بين يديه؛ فتسري تلك الطمأنينة في نفسه، وقلبه ومفاصله وقواه الظاهرة والباطنة، ولا يمكن حصول الطمأنينة الحقيقية إلا بالله وبذكره: { الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ الله أَلَا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (4). وأما النفس اللوامة، وهي التي أقسم بها سبحانه في قوله: { وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} فاختلف فيها، فقالت طائفة: هي التي لا تثبت على حال واحدة؛ أخذوا اللفظة من التلوم، وهو التردد، فهي كثيرة التقلب والتلون، وهي من أعظم آيات الله، فإنها مخلوق من مخلوقاته تتقلب، وتتلون في الساعة الواحدة -فضلاً عن اليوم والشهر والعام والعمر- ألوانًا عديدة؛ فتذكر وتغفل، وتقبل وتعرض، وتلطف وتكثف، وتنيب وتجفو، وتحب وتبغض، وتفرح وتحزن، وترضى وتغضب، وتطيع وتعصي، وتتقي وتفجر، إلى أضعاف أضعاف ذلك من حالاتها وتلونها، فهي تتلون كل وقت ألوانًا كثيرة، فهذا قولٌ. علاج النفس الأمارة بالسوء - موضوع. وقالت طائفة: اللفظة مأخوذة من اللوم. قال الحسن البصري: إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه دائمًا، يقول: ما أردت بهذا؟ لم فعلت هذا؟ كان غير هذا أولى، أو نحو هذا من الكلام.
[٦] معاني المفرادات في آية: إن النفس لأمارة بالسوء بعد الوقوف على معنى آية: إن النفس لأمارة بالسوء، بالشرح التفصيلي، لا بدّ من معرفة معاني مفرداتها من معاجم اللّغة العربيّة وسيتمّ اعتماد معجم المعاني الجامع في اللّغة العربيّة، لاستخلاص معاني مفرداتها، الآية وهي قوله تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. [٧] و مفردات الآية المراد شرح معانيها، هي: أبرّئ: فعل مضارع، برّأ يبرِّئ تبرئة، فهو مبرِّئ، ومبرَّأ، برَّأ الشَّخصَ من التُّهمة ونحوها: قضى القاضي ببراءَة المتّهم من التهم المنسوبة إليه، برأه منها وأبعد عنه الشُّبهة، ونزَّهه وزكّاه، وبرّأ ذمّته: خلَّصها. [٨] النّفْس: ومعناها: الرّوح ، ويقال خرجت نفْسه، وجاد بنفسه، أي: مات وفارق الحياة، وزهقتْ نّفْسه أو روحه، أي: خرجت وهلكت وماتت، والجمع: أنْفسٌ ونفوس، ومن معاني النّفْس أيضًا: الدّمّ، والنّفْس أيضًا: ذاتُ الشّيء وعينُه، النَّفْسُ النَّاطقة: نفس الإنسان وذات الجسم والرُّوح. [٩] أمّارة: من الفعل أمر يأمر، فهو أمّار، فمعنى كلمة "أمّارة" في الآية الكريمة السّابقة: قيامها بالإغراء بِارْتِكَابِ السُّوءِ وَالشَّرِّ وكلّ ما هو مستقبح.