اخت النبي في الرضاعه
قال: وما علامة ذلك قالت: عضة عضضتها في ظهري ، وأنا متوركتك تعني خلال جلوسه صلي الله عليه وسلم علي فخذها. رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك العلامة ، فبسط لها رداءه ، ثم قال لها: ههنا ، فأجلسها عليه ، وخيّرها ، فقال: إن أحببت فأقيمي عندي محببة مكرمة ، وإن أحببت أن أمتعك فارجعي إلى قومك ، الشيماء حسمت أمرها بقبول الخيار الثاني قائلة: بل تمتعني وتردني إلى قومي و أسلمت رضي الله عنها ، فأعطاها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة عبيد و جارية و أجزل لها العطاء ثم ردها إلى قومها. إكرام النبي صلى الله عليه وسلم للشيماء لم يقتصر عليها وحدها ، بل شمل ذلك بني سعد جميعهم إكراما لها ولمرضعته حليمة السعدية وبشكل أكد وفاءه صلي الله عليهم وسلم لقوم نشأ وترعرع بينهم لفترة ليست بالقصيرة وهي قيمة حرص الإسلام علي تثبيتها بين عموم المسلمين والحض علي التعامل بها مع المسلم والكافر علي السواء.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وما علامة ذلك؟، قالت: عضة عَضَضْتنيها في ظهري وأنا متوركتك. فعرف رسول الله أنها أخته فعلاً فبسط لها رداءه وقال: ههنا، ثم أجلسها على ردائه، وخيرها بين البقاء معززة مكرمة في جواره أو العودة إلى قومها، وقال لها: إن أحببت فعندي محببة مكرمة، وإن أحببت أمتعك وترجعي إلى قومك. أخت الرسول في الرضاعة ..تشفعت لقومها فعفي عنهم .. اسمها غريب. فاختارت الشيماء أن تعود إلى قومها، قزودها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالدابة والزاد والماء لترجع إلى قومها، وأسلمت الشيماء رضي الله عنها، فاعطاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أعبد وجارية وأجزل لها العطاء ثم ردها إلى قومها الذين أسلموا بعد أن حررهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأسر ورد عليهم أبناءهم ونسائهم وأموالهم. وبعد انتقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى، ارتدت هوازن، فوقفت الشيماء موقفًا شجاعًا تدافع عن الإسلام بكل جهدها حتى أذهب الله الفتنه عن قومها. وكانت الشيماء رضي الله عنها عابدة زاهدة ناسكة، واشتهرت بأشعارها في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونصرة دين الإسلام، وقد توفيت بعد العام الثامن من الهجرة النبوية الشريفة، الموافق عام 630 ميلادية.
من هم إخوة الرسول من الرضاعة عدد إخوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الرضاعة من الذكور ثلاثة، وهم: حمزة بن عبد المطلب: وهو أخو النبيِّ من الرضاعة من أمِّهم ثويبة، كما وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ابنة حمزة: "لا تَحِلُّ لِي، يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ ما يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ، هي بنْتُ أخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ". أبو سلمة: ودليل ذلك قول ما روي عن أبو سلمة -رضي الله عنها-: "أنَّ أمَّ حبيبةَ قالَت: يا رسولَ اللَّهِ هل لَكَ في أختي ؟ قالَ: فأفعلُ ماذا ؟ قالَت: فتَنكحُها قالَ: أختَكِ ؟، قالَت: نعَم، قالَ: أوتحبِّينَ ذلِكَ ؟ قالَت: لَستُ بمخْليَةٍ بِكَ وأحَبُّ مَن شَركَني في خَيرٍ أختي، قالَ: فإنَّها لا تحلُّ لي قالَت: فواللَّهِ لقد أخبِرتُ أنَّكَ تخطب درَّةَ أو ذرَّةَ شَكَّ زهَيْرٌ بنتَ أبي سلمةَ قالَ: بنتَ أمِّ سلمةَ ؟ قالَت: نعَم قالَ: أما واللَّهِ لو لم تَكن رَبيبتي في حِجري، ما حلَّت لي إنَّها ابنة أَخي منَ الرَّضاعةِ، كما أرضَعتني وأباها ثوَيْبةُ، فلا تعرضْنَ عليَّ بَناتِكُنَّ ولا أخواتِكُنَّ". [5] عبدالله بن الحارث: وهو أخيه من حليمة السعدية. عدد الرضعات الموجبة للتحريم تنوعت مذاهب الأئمة الأربعة في عدد الرضعات الموجبة للتحريم على قولين، كما وفيما يأتي بيان هذين القولين:[6] القول الأول: يثبت التحريم برضعةٍ واحدة؛ إذ أنَّ كثير الرضاع وقليله سواء، وهذا مذهب فقهاء الحنفية والمالكية، ودليلهم في ذلك قوله تعالى: {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ}، ووجه الدلالة من الآية الكريمة أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أطلق الرضاع هنا ولم يحدده في عددس معين.