توفي مهندس بئر زمزم الدكتور يحيى حمزة كوشك، مدير عام مصلحة المياه والصرف في السعودية سابقاً عضو مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر، عن عمر ناهز الـ80 عاماً. وشغل الفقيد منصب مدير عام مصلحة المياه والصرف الصحي بالمنطقة الغربية ووكيل الشؤون الفنية لأمانة العاصمة المقدسة ومهندس مدني لشؤون البلديات في وزارة الداخلية، كما إنه كان عضواً في مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين والغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة. وقاد "كوشك" فريق تنظيف بئر زمزم قبل 4 عقود، وكتب المهندس يحيى كوشك كتاباً عن زمزم، قيد فيه مشاهداته داخل البئر. وتحدث داخل كتابه عن بئر زمزم وقال: تبين بالمشاهدة إن هناك مصدرين أساسيين فقط، أحدهما تجاه الكعبة، والآخر تجاه أجياد، أما المصدر الثالث الذي قالت الروايات التاريخية أنه في جهة جبل أبي قبيس والصفا، فقد وجدت بدلاً منه تلك الفتحات الصغيرة بين أحجار البناء وعددها 12 فتحة، نقلاً عن حساب "قناة بينونة" على "تويتر".
تاريخ البئر من جهته أكد أحمد صالح حلبي المتخصص في خدمات المعتمرين والحجاج أن هناك وقفات عدة ومهمة في تاريخ بئر زمزم في عهد الدولة السعودية، لكن أبرزها ما سجل في عام 1383 هـ، عندما انتهت مرحلة استخدام الدلاء نهائياً لانتشال الماء من البئر، واستبدلت بالصنابير، بعدما أمر الملك سعود رحمه الله بتوسيع المطاف، فخفضت فوهة البئر أسفل المطاف في قبو عمقه (7. 2 م)، يتم النـزول إليه بدرج ينقسم إلى قسمين: أحدهما للرجال، والآخر للنساء، وتم تطوير البئر إلى أبدع ما يكون. وفي عام 1399هـ صدر أمر الملك خالد رحمه الله أمره الكريم بالعمل على تنظيف بئر زمزم، وتمت الاستعانة بغواصين مهرة عملوا على تنفيذ هذا العمل. ويروي د. يحيى كوشك أنه تم استخراج عملات معدنية وأواني من قاع البئر كان البعض يقذف بها تبركاً، وفي عام 1400 هـ والتي عرفت بمرحلة قياس عمق البئر جرى تنظيف البئر وقياسه من عدة اتجاهات، فاتضح أنه يتراوح بين 20. 19 متراً و 80. 19 متراً.
والمحطة الثالثة كانت في مطلع العام 1400 م، وهي محطة التنظيف الثاني للبئر. وعن المحطتين الأخيرتين تحدث الدكتور المهندس يحيى كوشك لجريدة «عكاظ» السعودية إنه جرى تنظيف البئر مرتين في عصرنا الحاضر وأتيحت لي فرصة المشاركة في المرتين، مشيرا إلى أن بئر زمزم ليست كغيرها من الآبار التي يمكن وقف استعمالها لفترة لتنظيفها. وعن المرة الأولى قال «بدأنا بقياس عمق البئر من عدة اتجاهات وكان العمق يتراوح بين 19. 20 مترا و 19. 80 مترا، ثم قمنا بوضع ثقل بطرف حبل سميك وإنزاله رأسيا في البئر لارشاد الغواصين اللذين ارتديا ثياب الغوص كاملة، حيث نزلا البئر وهما يحملان الكشافات وبعدما مكثا في الداخل نصف ساعة قدما تصورا لداخل البئر، وأفادا أن البئر مليسة من الداخل بعمق تسعة أمتار، وتوجد فتحتان تحت منسوب التلييس لم يستطيعا تحديد اتجاهاتهما وذلك لتوقف البوصلة، والبوصلة سليمة وتم توجيههما إلى استكشاف قاع البئر، فغاصا ثانية وعادا وأفادا أن هناك كميات كبيرة من المواسير الحديدية والسطول وأوعية من الصفيح وكان هذا سبب عدم اشتغال البوصلة».