فاستقر به المقام أمام قصر فرعون حتى أخذته السيدة آسيا زوجة فرعون وتمسكت به كوليد لها ويحكي لنا القرآن الكريم كيف آل مصير هذا المولود فيقول تعالى «وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون». فرجع إلى أمه مع رواتب ونفقات وهبات وجمع الله شملهما وجزاها خيرا عن صبرها فسبحان القادر الوهاب. إعداد: جيهان متولي
تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز
اسم والد سيدنا موسى عليه السلام - موضوع
وفي هذه الظروف الصعبة حملت السيدة «أيارخا» بابنها الأول «هارون» وكانت سيدة مؤمنة على ملة أبينا إبراهيم عليه السلام فظلت طوال أشهر حملها تدعو ربها وتبتهل إليه ليلا ونهارا أن يحفظ جنينها من أيدي الظلمة والقتلة. واستجاب ربنا سبحانه وتعالى لدعاء هذه السيدة الصالحة فقبل أن تلد بعدة أشهر شكا رجال فرعون إليه خوفهم من أن قلة الصغار في بني إسرائيل بسبب قتل ولدانهم الذكور قد يؤدي إلى تعطل الأحوال وعدم وجود من يمتهن أعمالا لا يصلح لها علية القوم من أمثال رجال فرعون فأمر فرعون بقتل الأبناء عاما وأن يتركوا عاما فولدت هارون في عام المسامحة عن قتل الأبناء. ميلاد موسى وما لبثت أم موسى تهنأ بوليدها وتفرح بأنه لم يذبح كغيره حتى عاد إليها القلق من جديد بعد أن شعرت أن هناك جنينا جديدا يتحرك في أحشائها... اسم والد سيدنا موسى عليه السلام - موضوع. فيا له من اختبار توضع فيه هذه السيدة الكريمة مرة أخرى وكانت لها ابنة كبرى اسمها كلثم فأخبرتها بأمر الحمل واتفقتا على ألا يذكرا للقابلة أنها حامل وأن تتوارى وترتدي الأثواب الفضفاضة حتى لا يظهر من حملها شيء. وعندما أتى المخاض إلى السيدة «يارخا» تحاملت على نفسها وانتظرت حتى أتى الليل فولدت ابنها موسى عليه السلام وأوحى إليها ربها وحي إلهام وإرشاد لا بوحي جبريل عليه السلام الذي لا يأتي إلا للأنبياء.
ت + ت - الحجم الطبيعي
على ضفاف نهر النيل العظيم... عاشت هذه السيدة الفاضلة في زمن صعب تحت وطأة حاكم ظالم حّرم عليها وعلى كل الأمهات في عصرها أغلى ما يرزقه الله سبحانه وتعالى لكل امرأة وهو جنينها ووليدها فكان رجال فرعون والقابلات في ذلك العصر يرصدون كل امرأة يشتبه بأنها «حامل» ويعلمون ميقات وضعها فلا تلد امرأة ذكرا إلا ذبحه أولئك القتلة ساعة مولده. فكيف حافظت السيدة «أيارخا» أم موسى على جنينها وكيف كان لها ابن آخر وهو هارون وحافظت عليهما معا وعاشا حتى أصبحا نبيين من أنبياء الله الصالحين وكيف وصلت بهما إلى بر الأمان وحافظت عليهما من بطش فرعون. وقصة هذه الأم الصبورة الرحيمة والحكيمة تنقلنا إلى أجواء أشبه ما تكون بالخيال فمن الطبيعي في أي عصر من العصور عندما تبشر المرأة أنها تحمل جنينا في أحشائها تعمها السعادة والفرحة إلا أن وجود حاكم مثل فرعون وأد الفرحة في قلوب كل الأمهات في ذلك الوقت.. فما أن تعرف المرأة أنها ستلد أو في بطنها جنين كان الحزن يكسو المكان والزمان لأن مصير هذا المولود هو الذبح لو كان ذكرا والاستعباد والخدمة كالرقيق لو كانت أنثى. فأي مصير هذا الذي ينتظر هؤلاء المواليد وأي حياة هذه التي عاشتها أم موسى في عصر هذا الحاكم اللعين.