ومن عادة الإنسان وطبعة أن يحافظ على نظافة بيته ومكتبه ومتجره, يزيل عنه الغبار والأوساخ, ويرفع عنه ما وقع به من أذى, فهل يفعل مثل ذلك في المساجد التي تعتبر بيوت الله تعالى في الأرض ؟؟!! لقد تشرفت بالدخول إلى كثير من المساجد في بعض البلدان الإسلامية الكبرى, ولاحظت التقصير والإهمال في نظافة المسجد وترتيبه وأناقته بشكل عام, وفي أكثر من مرة قمت بما أستطيع من التنظيف والترتيب رجاء أن أرى بيوت الله تعالى في أحسن حال, نظافة ورائحة وترتيبا, ولكن العمل الفردي العابر في مثل هذا المجال لا يكفي, ولا بد من حل عملي سريع وفعال, يجعل من بيوت الله تعالى لآلئ في الأرض مضيئة. لقد أمرنا الإسلام بالطهارة والنظافة, قال تعالى: ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) البقرة /222 وقال تعالى: ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) الأعراف /31 وقال تعالى ( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين) التوبة /108 وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ( الطهور شطر الإيمان) وإذا لم تكن العبارة المشهورة المتداولة عالميا: النظافة من الإيمان حديثا نبويا, فإن المعنى الذي تتضمنه العبارة صحيح بلا شك, وهو مقتبس من نصوص صحيحة.
وقوله: "تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض"، أي أنها تملأ ما بين السماء والأرض في كل المناطق وإن المسافة بينهما لا يعلمها إلا الله عز وجل. وقوله: "الصلاة نور" أي صلاة الفرض وصلاة النافلة هي نور، فهي نور في القلب والوجه والقبر وأيضاً نور في الحشر، فإن في الصلاة الحقيقة التي يتم فيها استحضار القلب والجوارح يشعر المسلم بأن قلبه استنار وتلذذ بحلاوة الخشوع، ولهذا قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: " جُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ ". وزير الأوقاف: حق الضعفاء من أوجب الحقوق وأشدها حرمة. وقوله: "الصدقة" أي هي المال الذي يخرجه المسلم للمحتاج والهدف من الصدقة هو التقرب من الله سبحانه وتعالى. وقوله: "برهان" أي دليل على صدق إيمان المسلم الذي يتصدق، حيث أن المال هو قريب للنفس ومحبوب وإن المحبوب لا يُبذل إلا في طلب من هو أحب، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على صدق وإيمان المتصدق ولهذا سمي نبينا عليه الصلاة والسلام بأن الصدقة برهان. وقوله: " الصبر ضياء" أي يجب أن يحبس المسلم نفسه عما يجب الصبر عنه وعليه، وإن الصبر ضياء لأن الضياء فيه حرارة، وهنا نجد أن رسولنا الكريم لم يقل نور بل قال ضياء، لأن الصبر فيه حرارة مرارة وهو شاق على المسلم ولهذا جُعلت الصلاة نور أما الصبر فهو ضياء، وإن الصبر له ثلاثة أنوع: النوع الأول هو الصبر عن معصية الله وهو حبس النفس عن فعل المحرمات حتى مع وجود السبب، كالرجل الذي حدثته نفسه أن يزني ولكن نفسه قد منعته فهنا نقول بأنه هذا صبر عن معصية الله تعالى.
((والصلاة نورٌ))؛ لأنها تمنع عن المعاصي، و تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وتهدي إلى الصواب، كما أن النور يستضاء به، وهي كذلك نور يوم القيامة؛ كما قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ﴾ [الحديد: 12]. ((والصدقة برهانٌ))؛ أي: دليل على صحة إيمان صاحبها، وسميت صدقة؛ لأنها دليل على صدق إيمانه، وبرهان على قوة يقينه. حفظ النفس مطلب شرعي - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار. ((والصبر ضياءٌ)) فمعناه: الصبر المحبوب في الشرع، وهو الصبر على طاعة الله تعالى، والصبر عن معصيته، والصبر أيضًا على النائبات وأنواع المكاره في الدنيا، والمراد أن الصبر محمود لا يزال صاحبه مستضيئًا مستهديًا مستمرًّا على الصواب. قال ابن عطاء: الصبر: الوقوف مع البلاء بحسن الأدب، وقال أبو علي الدقاق: حقيقة الصبر ألا يعترض على المقدور، فأما إظهار البلاء لا على وجه الشكوى، فلا ينافي الصبر؛ قال الله تعالى في أيوب عليه السلام: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ [ص: 44]، مع أنه قال: ﴿ مَسَّنِيَ الضُّرُّ ﴾ [الأنبياء: 83]؛ قاله النووي [5] ، والله أعلم. ((والقرآن حجةٌ لك أو عليك)) والقرآن حجة لك أي عند الله عز وجل، أو حجة عليك، فإن عملت به كان لك، وإن أعرضت عنه كان حجة عليك.
[2] مسلم شرح النووي (3/ 85 ح 223). [3] فتح المبين (169). [4] رواه البخاري (4/ 419ح7563). [5] شرح مسلم للنووي (3/ 86 ح 223) مدارج السالكين (2/ 168).
«والقُرْآنُ حُجَّةٌ لكَ أو علَيْكَ»، أي: يَكونُ بتِلاوتِه والعملِ به حُجَّةً مع صاحبِه يومَ القيامةِ، ويَكونُ بِتَركِه دُونَ عَملٍ أو تِلاوةٍ حُجَّةً وخُسرانًا على صاحبِه. الطهور شطر الإيمان artinya. وأخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ «كلَّ النَّاسِ يَغْدُو» بمَعنَى يُبَكِّر، والغُدُوُّ: سَيرُ أوَّلِ النَّهارِ، «فَبايِعٌ نَفْسَه؛ فَمُعْتِقُها أَوْ مُوبِقُها»، أي: كلُّ إنسانٍ يَسعى بنفسِه إلى طاعةِ اللهِ، فيكونُ مُنقِذًا لها منَ النَّار، أو يَسعَى بنفسِه إلى طاعةِ الشَّيطانِ وهَواه، فَيُهلِكُها بدُخولِها النَّارَ. وفي الحديثِ: فضلُ الوُضوءِ والطَّهارةِ وبَيانُ ما لهما من الأجرِ. وفيه: بَيانُ بعضِ الأقوالِ والأعمالِ الإيمانيَّةِ التي تُعتِقُ صاحبَها من النَّارِ. وفيه: تَنبيهٌ على أنَّ الإنسانَ يُؤخَذُ بجَريرةِ عملِه؛ فليَعمَل لنَفسِه ما أرادَ.
وقدِ اختُلِفَ في المُرادِ بكَونِ الطُّهورِ شَطرَ الإيمانِ؛ فقيل: المُرادُ أنَّ خِصالَ الإيمانِ منَ الأعمالِ والأقوالِ كلُّها تُطهِّرُ القَلبَ وتُزَكِّيه، وأمَّا الطَّهارةُ بالماءِ فهي تَختصُّ بتَطهيرِ الجسَدِ وتَنظيفِه؛ فصارَت خِصالُ الإيمانِ قِسمَينِ: أحدُهما يُطهِّرُ الظَّاهِرَ، والآخَرُ يُطهِّرُ الباطِنَ؛ فهُما نِصفانِ بهذا الاعتبارِ. أوِ المُرادُ بالإيمانِ هنا الصَّلاةُ، كما في قَولِ اللهِ تَعالَى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143]، والكَلامُ على تَقديرِ مُضافٍ، أي: إكمالُ الوُضوءِ شَطرُ كَمالِ الصَّلاةِ، والصلاةُ لا تُقبَلُ إلَّا بطُهورٍ؛ فصار الطُّهورُ شَطرَ الإيمانِ بهذا الاعتِبارِ، وليس يَلزَمُ في الشَّطرِ أن يكونَ نِصفًا حَقيقيًّا.
وأوضح وزير الأوقاف: فمن علم كل ذلك أعطى الحقوق لأصحابها، والحقوق نوعان: حقٌ لله عز وجل من صلاة، وصيام، وزكاة، وحج لمن استطاع إليه سبيلًا وسائر الأعمال والطاعات، وهناك حقوقٌ للعباد. وأكد وزير الأوقاف: وحقوق العباد هي: أصعب ما يحاسب عليه الإنسان، ذلك أن الإنسان كما علمنا نبينا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام، وزكاة، وذكر، وتسبيح، وغير ذلك، ثم إذا جاء يوم القيامة صار كل ذلك هباءً منثورًا؛ فيُؤخذ لهذا من حسناته، ولهذا من حسناته، ولهذا من حسناته، لأنه كان قد شتم هذا، وسب هذا، وضرب هذا، وأخذ مال هذا.