انتهى كلام ابن القيم. وتابعه على ذلك الحافظ عماد الدين بن كثير فقال في كتابه البداية والنهاية: قصة عوج بن عنق وجميع ما يحكون عنه هذيان لا أصل له وهو من مختلقات زنادقة أهل الكتاب ، ولم يكن قط على عهد نوح ، ولم يسلم من الغرق من الكفار أحد. قلت: وقد أخرج ابن المنذر في تفسيره بسنده عن ابن عمرو قال: طول عوج ثلاثة عشر ألف ذراع ، وعوج رجل من قوم عاد يغدو مع الشمس ويروح معها. وقد أورد بعض المصنفين هذا في تأليفه ثم قال: وهذا مما يستحي الشخص أن ينسبه إلى ابن عمرو لضعفه عنه قال: ورد ذلك آخرون بما ثبت في الصحيح أن الله تعالى خلق آدم ستين ذراعا ثم ما زال الناس ينقصون حتى اليوم قال: وأجاب بعضهم عن هذا بأنه على الغالب والأكثر وغير منكر أن يطول الأولاد عن آبائهم. قصة عوج بن عنق ، حفيد ادم المخيف و حقائق صادمة. وقال صاحب القاموس: عوج بن عنق بضمهما رجل ولد في منزل آدم فعاش إلى زمن موسى وذكر من عظم خلقه بشاعة. وقال الطبراني في المعجم الكبير: حدثنا أبو مسلم الكجي ثنا معمر بن عبد الله الأنصاري ثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن عن عبد الله بن مسعود قال: كان طول موسى عليه السلام اثني عشر ذراعا وعصاه اثني عشر ووثبته اثني عشر فضرب عوج بن عنق فما أصاب منه إلا كعبه ، وقال أبو الشيخ ابن حيان في كتاب العظمة: حدثنا إسحاق بن جميل ثنا أبو هشام الرفاعي ثنا أبو بكر بن عياش ثنا الكلبي [ ص: 412] عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان أقصر قوم عاد سبعين ذراعا ، وأطولهم مائة ذراع ، وكان طول موسى سبع أذرع ، وطول عصاه سبع أذرع ، ووثب في السماء سبع أذرع ، فأصاب كعب عوج فقتله.
سمعت الحديث عنه صغيرا، كنا ونحن نتجمع تحت أضواء مصابيح الشارع في أماسي الصيف هربا من حرارة بيوتنا تأخذنا الحكايات العجيبة التي يسمعها كل واحد من والديه أو أحد جدّيه فيأتي ليرويها لنا، وكان تأثيرها فينا يتوقف على قدرة الراوي الصغير وبراعته وما يضيفه للحكاية أو يحذفه منها إذ لا أحد فينا ينقل الحكاية كما سمعها بل كأنّ الحذف والإضافة لازمان لإنضاجها وجعل تأثيرها أكبر. قصة عوج بن عنق - هوامير البورصة السعودية. ولكن حديث عوج ابن عنق ظلّ حيّا في ذاكرتي لاسيما وأن جدتي قد حدثتني عنه بين من تحدثت عنهم من شخصيات تتناهبها الخرافة والخيال والقليل من الحقيقة، إذ أنّ الشخصية في أية حكاية لا بدّ لها من جذر حتى لو كان هذا الجذر بالاسم فقط ثم يجري تركيب الأحداث والزج بالأوصاف. لكن عوج ابن عنق اتفقت كل الأحاديث التي سمعتها عنه أنه كان طويلا بحيث لا يستطيع أحد أن يقدر طوله، ولم يستطع أحد وصف ملامح وجهه إذ كان رأسه بعيدا جدا عنا نحن البشر حتى لو تسلقنا أعلى النخلات واستعملنا أطول السلالم فلن نستطيع الوصول إليه. كما أنّ عوج ابن عنق لا يعرف النوم حتى يمدّد جسده الطويل فوق ثرى أرض أو على ضفة نهر أو في رحبة بستان. وقد اتفقت الحكايات على أنه عندما يجوع يمد يده في النهر فيستخرج سمكة كبيرة، يرفعها إلى أعلى ليتمّ شيّها على أشعة الشمس ثم يلتهمها.
كان ينوي عوج قتلهم لكن امرأته قالت له اتركهم يرحلون حتى يخبروا الناس بقوتنا وكيف أننا جبارين.. عادوا إلى موسى واخبروا سيدنا موسى بما حدث وأمرهم بكتمان الخبر حتى لا ينشر الذعر في قلوب بني اسرائيل.. لكن بعض " النقباء " الذين كانوا اسرى عند عوج اخبروا ماحدث فثاروا بني اسرائيل على نبي الله موسى ورفضوا دخلو الارض المقدسة "فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ " قرر موسى عليه السلام قتال عوج فجتمعوا جيش موسى وكانوا 600 الف مقاتل.. ظهر عليهم عوج وهو يحمل صخرة لو القاها لسحقت الجيش كله. قصة موسى والعملاق عوج بن عنق اشهر 3 تفسيرات قرآنية لها. لكن الله تعالى ارسل طيراً ينقر تلك الصخرة حتى نقبها فسقطت على راس عوج. فوثب عليه سيدنا موسى وضربه بعصاه وكان طول عسى موسى عشرة أذرع فقتله، تعاون بني اسرائيل على قطع عنقه بالسلاح وقيل من ضخامته انه عندما سقط وقع بعض جسده على نهر النيل. اشهر 3 تفسيرات للقصة اختلف المفسرين حول حقيقة تلك الشخصية وعلاقة تلك الشخصية بالآيات التي تذكر " الجبارين.. ابن كثير في كتابه البداية والنهاية:الذي رفض تلك القصة والسبب أن طوفان نوح لم يبقى كافر على الارض فكيف نجى عوج ؟! تفسير القرطبي لسورة القمر: وَمَا نَجَا مِنَ الْغَرَقِ غَيْرُ عُوجِ بْنِ عُنُقٍ; كَانَ الْمَاءُ إِلَى حُجْزَتِهِ.
صفنت قليلا إذ لم أكن مقتنعا في داخلي بما أسمع، وعندما رأى معلمي حميدي الشطري الحيرة على وجهي توجه لي بالسؤال: – ما قولك يا عبدالله؟ ولم أجد ردّا سريعا لسؤاله هذا، لكنني وجدت نفسي أتمتم بتردّد: – لكن الديناصورات كانت نباتية وعوج ابن عنق كان يأكل السمك والخراف والطيور؟ صفن قليلا وقال: – معك حق، ولكن كل حكاية من الممكن أن يتم تحويرها، فالله وهب الإنسان خيالا واسعا، وليس عجيبا أن يأكل عوج ابن عنق حتى الأبقار والجمال. وضحكنا ممّا سمعناه، ولكنني في داخلي كان لديّ ما يشبه القناعة التي تكونت نتيجة لتراكم الحكايات عن عوج ابن عنق أنه قد وجد ذات يوم على هذه الأرض وسيعثرون على هيكله حتما في أنقاض إحدى المدن المنقرضة. كأنّ ما أعتقده شكـّل لي يقينا لا يدحضه الشك. خبر (1) تناهى خبر بأن هناك من روى أن عوج ابن عنق عاش في زمن النبيّ نوح، وأن النبي نوح استعان به لبناء سفينته التي أبحر بها حاملا من كل المخلوقات زوجين حفاظا عليها من هجمة الطوفان. وكان شرط عوج ابن عنق على النبيّ نوح أن يشبعه فقط، فبناء السفينة يتطلب منه جهدا، وقبل نوح بشرطه ودبّ الحماس في جسده وصار يطبق أصابعه على أشجار الجوز والحور والقيقاب والسنديان والزيتون والنخيل فيقتلعها كما نقتلع نحن أبناء هذا الزمان بأيادينا الصغيرة نبتات الفجل والحلباء والحندقوق والرشّاد من حقول مدينتنا.