رؤية نقدية // كتاب التخلف الاجتماعي لمؤلفه د. مصطفى حجازي. بقلم: مجاهد منعثر منشد المؤلف د. مصطفى حجازي مواليد مدينة صيدا 1936 كاتب وعالم نفس لبناني/حاصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة ليون بفرنسا، وعمل أستاذًا للصحة الذهنية بجامعة البحرين. وتبلغ عدد مؤلفاته وترجماته أكثر من 30 كتاباً. و عدد مقالاته وأبحاثه 50 بحثاً ومقالة، يتمحور معظمها حول علم النفس التطبيقي، لا سيما الصحة النفسية والإرشاد الأسري وقضايا الطفولة والشباب والجنوح وغيرها. مؤلف كتاب (التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور) نُشر عام 2001جمع في كتابه كل مظاهر وألوان التخلف ثم عالج قضية التخلف في أبعاده المختلفة, فحديثه يدور حول الإنسان المتخلف بشكل عام؛ إلا أن المادة مستقاة أساسا من واقع الإنسان العربي عامة، واللبناني خاصة, لذا يعتبر هذا المنجز العلمي من المراجع الطليعية في علم النفس ووجبة فكرية علمية نفسية تحليلية دسمة يقدمها الكاتب على طبق من ذهب إلى المجتمع العربي. قسم الأستاذ الكتاب إلى قسمين: يبحث في القسم الأول الملامح النفسية الأساسية للإنسان المقهور، أما القسم الثاني فيعرض أبرز الأساليب الدفاعية التي يجابه بها هذا الإنسان وضعيته في تفاعلها وتناقضها وتغيرها.
أراء القراء علي الجودريدز حول الكتاب كتبت الكاتبة الكويتية الشهيرة بثينة العيسي " it was amazing ثمة كتب تقرأ ولا يعود العالم بعدها كما كانت. كتبٌ قليلة تحقق هذا الشرط، تحدثُ انقلابًا وجوديًا في داخلك لتصير بعدها شخصًا آخر. بالنسبة لي، تضمّ القائمة "دين الإنسان" و"لغز عشتار" لـ فراس السواح، "البطل بألف وجه" لـ جوزيف كامبل، "الجريمة والعقاب" لـ دوستويفيسكي، في "انتظار البرابرة" لـ ج. م. كويتزي، "حيث تركت روحي" لـ جيروم فيراري، و"سيكولوجيا الجماهير" لـ غوستاف لوبون. أنا سعيدة، سعيدة جدًا، لأن القائمة أعلاه ازدادت كتابًا. كتاب التخلّف الاجتماعي للدكتور مصطفى حجاري من الكتب التي تضيئك، وحتى لو قرأت فيه أشياء تعرفها، أو تحدسُ بها، بشكلٍ مسبق. فهو يقوم بتشريحها وترتيبها في داخلك بشكلٍ معقول ومريح. إنه يفسر الغالبية العظمى من الظواهر المتفشية في هذا الجزء المنكوب من العالم، منذ قمع المتظاهرين وشرعنة الفساد، مرورًا بالرشوة، والفهلوة، الكسل، غياب الإنتاجية، التمييز الجنسي، وحتى السعي وراء الخرافة. قراءة التخلف الاجتماعي تشبه النظر في مجهر فاحص للنسيج المجتمعي الذي يلفّك، إنه يجعلك تفهم، والفهم شرط التعاطف.
شرح مصطفى حجازي، في كتابه "التخلف الاجتماعي. سيكولوجية الإنسان المقهور، قهر المرأة من خلال إستلابها عقائدياً. ويتحقق هذا الإستلاب حين تتبنى المرأة اعتقادات الرجل تجاهها، بدونيتها وضرورة تبعيتها له بحكم تفوقه عليها وبأن جسدها عورة. فتتعايش مع هذا القهر وترضى به لردجة تطمس إمكانات الوعي لديها وتجعل من الرغبة في التغيير والتحرر صعبة التحقق. وهنا تصير المرأة عدوة نفسها والمتواطئة الأولى ضد نفسها. التغيير الإجتماعي الحقيقي لن يتحقق إلا بكسر هذا الرضوخ الكامل للرجل وكسر التابوهات والمسكوت عنه في ما يخص وضع المرأة وعلاقتها بالرجل. الكاتب محمد جميل خضر قدم مراجعة نقدية للكتاب كتب فيها: "في سياق إيضاحه لمبررات بحثه الذي جمعه في كتاب، يرى حجازي أن إنسان المجتمعات المتخلفة (أو ما أطلق عليه مجتمعات العالم الثالث)، لم ينظر إليه باعتباره عنصرا أساسيا ومحوريا في أي خطة تنموية. ويذهب إلى أن التنمية "مهما كان ميدانها"، تمس تغير الإنسان ونظرته إلى الأمور في المقام الأول. ويصل بناء على ما تقدم إلى نتيجة مفادها ضرورة وضع الأمور في إطارها البشري الصحيح، ودراسة خصائص الفئة السكانية التي يراد تطوير أنماط حياتها، ومعرفة بناها ودينامياتها، وهو ما "ندر الاهتمام به إلى الآن"، كما يؤكد حجازي.