ويضيف: «بعد فترة بدأت تستهويني مهنة تصليح أقفال السيارات التي كانت تستخدم في البلد بتلك الفترة مثل "الدوج" و"المرسيدس" و"الفوكس فاكن" و"البوزنغ"، وبدأت أتردد إلى سوق "الشقيف" لشراء الأقفال المستعملة للسيارات كي أعيد فرطها وتصليحها من جديد، ورويداً رويداً زادت خبرتي، وبعد فترة تفارقنا أنا وأخي وأصبح لكل واحد منا محله الخاص به».
- محل تصليح مفاتيح الدول
محل تصليح مفاتيح الدول
بينما يتذكر "يوسف حلاق" كيف كان شكل الأقفال والمفاتيح سابقاً، فكان لدى والده محل نجارة في "باب الحديد" وبابه خشبي وبداخله قفل (جوزة) ومفتاحه من الحجم الكبير مصنوع من الحديد وبطول ثلاثين سم، والمفتاح عبارة عن حلقة في الأعلى ملحومة على وصلة وفي الأسفل المسننات، كان المفتاح يطلق عليه "الساقط " والقفل "الدقر"، ويضيف: «مع كثرة الاستعمال تذوب بعض المسننات فكنا نأتي لمحل والد "أبو ديبو بابللي" لصب مفتاح جديد مع فك القفل المركب بغية تجريبه للتأكد من صلاحيته، وكان يستغرق تصنيع المفتاح الحديدي أربع ساعات ثم الصب على الرمل مدة أقل بينما الآن لا يستغرق الأمر سوى دقائق معدودة». جرى اللقاء والتصوير داخل محلي "بابللي" و"حجار" لتصليح الأقفال وصب المفاتيح بحي "ميسلون" بتاريخ الخامس والعاشر من شهر تشرين الأول لعام 2021.
بين الماضي والحاضر ويشير "بابللي" إلى أن شكل المفاتيح والأقفال تبدل مع مرور الزمن، ففي السابق كانت المفاتيح مصنوعة من الحديد والنحاس، وهي طويلة وتم صبها على الرمل من نوع (قلابة)، واشتهر سابقاً بمدينة "دمشق" محل "أنيس" على طريق المطار بصناعة وصب المفاتيح للأبواب والمنازل والسيارات بشكل جيد وكان يغذي ببضاعته أغلب المحافظات السورية. ويتابع "البابللي": «كانت الأقفال سابقاً مصنوعة من الحديد، وكان يصل وزن أحدها للربع كيلو وهي تناسب ضخامة الأبواب الخشبية الثقيلة المدججة سواء لأبواب الخانات أو المحلات أو المنازل، فكان يلزمها أقفال ثقيلة تصب وتبرد عند الحدادين في حي "باب الحديد"، ثم تطور العمل وأصبحت تصب على الرمل، بينما تغيرت في الوقت الحالي وأصبحت أصغر في القفل والمفتاح ولها سهولة في الحمل وأغلبها مستورد وبتكلفة أقل من تصنيعها». محل تصليح مفاتيح على. ويشكو الحرفي "أبو ديبو" من بعض الركود الحالي في سوق مهنته والمصاريف الزائدة نتيجة ارتفاع تكاليف مستلزمات العمل وارتفاع المحروقات وانقطاع الكهرباء ما يضطره لتشغيل مولدة الكهرباء التي تحتاج لمصروف كبير للمحروقات. ويقول: «بعكس الأعوام السابقة التي كانت تشهد ازدحاماً للسيارات أمام المحل للحصول على دور لتصليح الأقفال وصب المفاتيح، بتنا نغلق باكراً لقلة الزبائن ولتخفيف المصاريف، إضافة إلى أن أغلب أصحاب السيارات لا يعمدون إلى تحريك آلياتهم إلا عند الضرورة مما يقلل أعطال الأقفال، كما أن نوعية السيارات الحديثة التي لا تحتاج للمفاتيح فهي تعتمد على البصمة والأرقام، فضلاً عن أن الإقبال على تعلم المهنة قد تراجع نظراً لضعف مرودها المالي».