كلمات_اغنية_هذه_ليلتي _ كلمات أغاني مكتوبة _ هذه ليلتي كلمات _ ام كلثوم _ تعليق صوتي تحميل كلمات مهرجان موالي تيم مادو الفظيع كلمات كرم عنتر و هشام البوكس.
شيّدت كريمة السعيدي منزلاً لذاكرة والدتها، ومنحتنا ـ بالحركة السخية نفسها ـ فيلماً وثائقياً كبيراً، ما يحيل إلى هذه الجملة المفتاحية من الحوار " أحبّكِ لأنّك تتذكّرينني". التقت "العربي الجديد" كريمة السعيدي عبر سكايب ، وكان معها هذا الحوار. (*) نسمعك في الفيلم تقولين لأمّك: "يأتي وقتٌ ترغب فيه الابنة أنْ تفهم والدتها". كيف تحول هذا السعي إلى الفهم إلى رغبة في إنجاز فيلم؟ عندما بدأتْ والدتي تعاني ألزهايمر، توقّفتُ عن العمل. تبعاً لتكويني، أشتغل مونتيرة و"سكريبت" في أفلام التخييل بالتمرّس. كانت مسيرتي المهنية في طور الإقلاع دولياً، نوعاً ما، في تلك الفترة. كنتُ أسافر في أنحاء العالم، وأحصل على فرص عملٍ في مشاريع أكبر، كلّ مرّة. أصيبَتْ والدتي بالمرض، فقرّرتُ الاعتناء بها. كلمات اغنيه ام كلثوم هذه ليلتي. أردتُ البقاء إلى جانبها، لذلك أوقفت كلّ أنشطتي، واحتفظتُ فقط بعملي في التلفزيون البلجيكي، تأميناً لمورد رزق. قرّرتُ تمضية الوقت مع والدتي للاعتناء بها، ولمرافقتها إلى الطبيب، ولدعمها، ولمعرفة ما يحدث لها. في بدايات هذه المرافقة، رأيتُ أمّي تضعف أمام عينيّ، فصدمني هذا. كنتُ أنظر إليها وأنظر. كان يهزّني أنْ أراها هشّة للغاية، هي التي كانت مفعمة بالقوّة.
يجب أنْ أترك أثراً لكلّ هذا". (*) الجميل أيضاً أنّك تمكّنتِ من العمل على ذاكرة الأم كمساحة نتجوّل فيها، عندما تستعينين مثلاً بالفكرة الرائعة المتمثلة في ربط محاولتك الرجوع بوالدتك لتتذكّر طفولتها، بلقطة المشي في أروقة المستشفى، بالموازاة مع الكاميرا التي تتجوّل في أزقّة المدينة القديمة لطنجة. هل أتتك هذه الفكرة في وقتٍ باكر من المونتاج؟ هذه أشياء جاءت باكراً جداً. هناك أفكار عدّة داهمتني بسرعة كبيرة، رغم أنّي اشتغلتُ على المونتاج 9 أشهر، موزّعة على عام كامل. أول ما فعلته أنْ أعمل على الشريط الصوتي، أو الحوارات مع أمي. بعد ذلك، شيئاً فشيئاً، بدأتُ في بناء الصورة، وكان واضحاً لي منذ البداية أنّي سأستعمل الصُور الثابتة لإنشاء هذه الطبقة الأولى، المُعتمدة على حركة حديث أمّي، بينما أحاولُ اللّحاق بها. كلمات هذه ليلتي ام كلثوم. يبدو لي أنّ هذا كان المُراد من المشهد. كيف تُترجم فكرة شخص في طور المغادرة من خلال الصورة، أي انطلاقاً من صورته المُجمّدة، التي ترمز فعلياً إلى الموت، بحدّ ذاتها. كلّ صورة تحمل الموت بداخلها، لأنها ترتبط بزمن معيّن. معروفٌ أنّ أيّ صورة، بمجرد التقاطها، تحيل إلى شيءٍ من زمن مضى. كنتُ مدركةً تماماً أنّي أردتُ أنْ أعبثَ بالزّمن، انطلاقاً من مفهوم الفرق الزمني، أو الموت المتأصّل في الصورة.
كانت قوية في حياتها واختياراتها. نصحتني صحافية صديقة بقراءة كتاب آنّي أرنو. إنّها إحدى أعظم الكتّاب الأحياء في فرنسا، ولها مؤلَّف بعنوان "لم أخرج من ليلتي"، تُسجِّل فيه يوميات مرض والدتها المُصابة بألزهايمر. ما أدهشني عند قراءته، أنّ أرنو كانت تُدوِّن ببساطة كلّ ما كانت تلاحظه في نفسها ووالدتها. شرعتُ في كتابة يومياتي. بفضل هذا، بدأتُ في أخذ مسافة مع الأشياء، وبدأ المرض الذي أصاب ذاكرة أمّي في إيقاظ ذاكرة العائلة. كريمة السعيدي (1/ 2): الصوت لا الصُور أكثر حميمية في الفيلم. (*) كلُّ غياب يستدعي حضوراً آخر. نعم. كنتُ أمضي الوقت مع أمي. بدأتُ أتساءل: ما الذي مرّت به في حياتها؟ ماذا واجهت؟ كيف تعاملت مع ما واجهته بالوسائل التي كانت لديها؟ لا أشعر أنّ الفيلم الذي صنعته يُصدر أي أحكام، بل بالأحرى يطرح أسئلة. بهذه الروح حقّقته. هذا فيلم يدخل في مواجهة أيضاً: يواجه أحكام المجتمع، وماهية مسألة الاختيار وعواقبها، والسؤال الثقافي، ومسألة الذاكرة والتاريخ. يواجه أيضاً أسئلة، مثل: "متى تعلم حقاً أنّ الآخر سيغادر؟"، و"ماذا تريد أن تخبره؟"، و"ماذا تريد أن تسأله؟". إذاً، مرض أمّي كان نقطة الانطلاق، وحقيقة أنّي أرافقها وأضع نفسي بتصرّفها. عبر تسجيل يومياتي، بتأنٍّ شديد، بدأتُ ألتقط الصُّور.