ملخص رواية ساعي بريد نيرودا بداية رواية ساعي بريد نيرودا كانت بداية الأحداث الخاصة بها في تاريخ 11 من سبتمبر لعام 1973 حيث كانت محاولة الانقلاب التي قام بها وزير الدفاع التشيلي "الجنرال أوجستو بينوشيه" بمحاصرة قصر الرئاسة ومطالبة الرئيس آنذاك بالتنازل عن السلطة والتخلي عنها حيث أن الأخير "سلفادور الليندي" رفض الاستلام وآثر المقاومة لآخر مدى. حتى تم قتله على أبواب القصر بعد مرور 12 يوم على الحصار ثم تلاه صديقه الذي يعد أفضل شعراء أمريكا اللاتينية في القرن العشرين، فقد حاز على جائزة نوبر حينها، والجدير بالذكر أن رواية ساعي بريد نيرودا قد تم تجسيدها على هيئة فيلم و حاز على جائزة الأوسكار عام 1995، وأشار الكاتب أنه قد تأخر كثيرًا في كتابة تلك الرواية مما يشعره بالأسف على ذلك. شخصيات رواية ساعي بريد نيرودا ساعي البريد هو "ماريو خيميث" هو أحد الأشخاص القلائل المتعلمين في قريته التي تعد أحد القرى الأمية التي يعتمد أهلها على الكسب من حرفة الصيد بشكل خاص وبالتالي لا يوجد أي سبب يجعل أهلها يتعلمون أي شيء آخر، لكن رفض ماريو ذلك الوضع ورفض بأي حال أن يكون هو ذلك الشخص السلبي الذي يعمل ما يعملون أهله دون أي طموح.
رواية ساعي بريد نيرودا تأليف انطونيو سكارميتا.. ماريو خيمينث صياد شاب يقرر أن يهجر مهنته ليصبح ساعي بريد في ايسلانيغرا ، حيث الشخص الوحيد الذي يتلقى ويبعث رسائل هو الشاعر بابلو نيرودا. الشاب خيمينث معجب بنيرودا ، وينتظر بلهفة أن يكتب له الشاعر إهداء على أحد كتبه ، أو أن يحدث شيء بينهما شيء أكثر من مجرد تبادل الكلمات العابرة ، وتتحقق أمنيته في النهاية ، وتقوم بينهما علاقة خاصة جداً ولكن الأوضاع القلقة التي تعيشها تشيلي آنذاك تسرع في التفريق بينهما بصورة مأساوية.. من خلال قصة شديدة الأصالة ، يتمكن أنطونيو سكارميتا من رسم صورة مكثفة لحقبة السبعينات المؤثرة في تشيلي ، ويعيد في الوقت نفسه بأسلوب شاعري سرد حياة بابلو نيرودا. في عام 1994 ، نقل هذه ارواية إلى السينما المخرج ميشيل رادفورد ، وأدى الدورين الرئيسين في الفيلم الممثلان فيليب نواريه وماسيمو ترويسي الذي مات بعد يوم واحد من انتهاء التصوير. وقد نال الفيلم جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي لعام 1995. أقرأ المزيد... شارك الكتاب مع اصدقائك
وبعد ذلك حين تأتي ساعة الحقيقة، لحظة العودة إلى الواقع، تكتشفين أن الكلمات لم تكن إلا شيكًا بلا رصيد. إنني أفضّل ألف مرة أن يلمس سكّير مؤخرتك في الحانة، على أن يقال لك إن ابتسامتك تطير عاليًا مثل فراشة (... ) لا تكوني غبية! الآن ابتسامتك فراشة، لكن نهديكِ سيكونان غدًا حمامتين تريدان من يهدل لهما، وستكون حلمتاك حبتي توت بري مترعتين بالرحيق، وسيكون لسانك سجّادة الآلهة الدافئة، وستكون مؤخرتك شراع سفينة، والشيء الذي ينفث رطوبة بين ساقيك الآن سيكون فرن الكهرمان الذي يصاغ فيه معدن السلالة المنتصب! طابت ليلتك! " الحيلة الثالثة الناجعة التي استخدمها سكارميتا هي إبعاد نيرودا عن مركز السرد وتغييبه لفترات زمنية تستهلك صفحات كثيرة من الرواية وكثيرًا من الوقت السيكولوجي والكرونولوجي، وهذا نوع من التبجيل يستحقه نيرودا سواء كشاعر أو كشخصيةً روائية، فالغياب يضفي نوعًا من الجلال والهيبة على الغائب. وقد جاء إبعاد نيرودا عن مسار الأحداث عبر تلك الفترة التي عمل فيها الشاعر الكبير كسفير لتشيلي في باريس (1970 – 1973)، والتي تُوّجت بحصوله على نوبل في 1971. لقد خطف ماريو خمينيث الأضواء في النصف الثاني من الرواية بمناوشاته مع دونا روسا، ومغازلاته لبياتريث غونثالث وعلاقته بالسياسيين اليمينيين الذين يؤيدون انقلاب أوغستو بينوشيه على الرئيس الاشتراكي سيلفادور ألليندي، وسعيه الدؤوب للصرف على ابنه الشقي كثير الإصابات.
هذا بخلاف مراسلات ماريو مع نيرودا أثناء وجود الأخير في باريس. قصة حب ساذجة وعامرة بالرموز ماريو خمينيث ابن الصيادين، عاطل، يمتلك دراجة، مكّنته من الهروب من مهنة الصيد التي يكرهها والتي اعتاد على التظاهر بالنوم خصيصًا كي لا يُجبر على مباشرتها. مكّنت الدراجة ماريو من أن يكون ساعي البريد الوحيد بمدينة إيسلا نيغرا الساحلية التي يقطنها الصيادون، ويسكن فيها بابلو نيرودا في عزلة وهدوء. ماريو استغل لقاءاته النادرة مع نيرودا، فتح معه كلامًا عن الشعر، والمجازات، تقاربا وصارا صديقين، صارحه ماريو بحبه للمراهقة التي تعمل في الحانة، بياتريث ابنة دونا روسا، لينخرط الشاعر في مؤامرة طفولية وتواطؤ سرّي لمساعدة ماريو على الظفر بحبيبته وصد معارضة والدتها للعلاقة. ربط سكارميتا الحب بالشعر، لا شيء أغوى بياتريث بحب ساعي البريد الشاب سوى مجموعة من المجازات، تلك التي فسّرها نيرودا لصاحبه على أنها "بصورة تقريبية غير دقيقة، أساليب لقول شيء ما بمقارنته بشيء آخر". هوية تشيلي الاشتراكية قبل الانقلاب أيضًا أوردها سكارميتا مرتبطة بالشعر، فقد كان سيلفادور ألليندي على رأس السلطة حينها، كرئيس منتخب، لكن قبل ذلك كان على نيرودا، مرشح الحزب الاشتراكي، أن يتنازل عن الترشح لصالح ألليندي.