تفسير و معنى الآية 35 من سورة فصلت عدة تفاسير - سورة فصلت: عدد الآيات 54 - - الصفحة 480 - الجزء 24. ﴿ التفسير الميسر ﴾ ولا تستوي حسنة الذين آمنوا بالله، واستقاموا على شرعه، وأحسنوا إلى خلقه، وسيئة الذين كفروا به وخالفوا أمره، وأساؤوا إلى خلقه. ادفع بعفوك وحلمك وإحسانك مَن أساء إليك، وقابل إساءته لك بالإحسان إليه، فبذلك يصير المسيء إليك الذي بينك وبينه عداوة كأنه قريب لك شفيق عليك. تفسير قوله تعالى: وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها. وما يُوفَّق لهذه الخصلة الحميدة إلا الذين صبروا أنفسهم على ما تكره، وأجبروها على ما يحبه الله، وما يُوفَّق لها إلا ذو نصيب وافر من السعادة في الدنيا والآخرة. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «وما يلقاها» أي يؤتى الخصلة التي هي أحسن «إلا الذين صبروا وما يُلقاها إلا ذو حظ» ثواب «عظيم». ﴿ تفسير السعدي ﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا أي: وما يوفق لهذه الخصلة الحميدة إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا نفوسهم على ما تكره، وأجبروها على ما يحبه الله، فإن النفوس مجبولة على مقابلة المسيء بإساءته وعدم العفو عنه، فكيف بالإحسان؟". فإذا صبر الإنسان نفسه، وامتثل أمر ربه، وعرف جزيل الثواب، وعلم أن مقابلته للمسيء بجنس عمله، لا يفيده شيئًا، ولا يزيد العداوة إلا شدة، وأن إحسانه إليه، ليس بواضع قدره، بل من تواضع للّه رفعه، هان عليه الأمر، وفعل ذلك، متلذذًا مستحليًا له.
حدثني علي ، قال: ثنا أبو صالح قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله: ( وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) يقول: الذين أعد الله لهم الجنة. وما يلقّاها إلا الذين صبروا .. – صحيفة البلاد. وقوله: ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله)... الآية ، يقول - تعالى ذكره -: وإما يلقين الشيطان يا محمد في نفسك وسوسة من حديث النفس إرادة حملك على مجازاة المسيء بالإساءة ، ودعائك إلى مساءته ، فاستجر بالله واعتصم من خطواته ، إن الله هو السميع لاستعاذتك منه واستجارتك به من نزغاته ، ولغير ذلك من كلامك وكلام غيرك ، العليم بما ألقى في نفسك من نزغاته ، وحدثتك به نفسك ومما يذهب ذلك من قبلك ، وغير ذلك من أمورك وأمور خلقه. كما حدثنا محمد قال: ثنا أحمد قال: ثنا أسباط ، عن السدي ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ) قال: وسوسة وحديث النفس ( فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم). حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ) هذا الغضب.
﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ [ فصلت: 35] سورة: فصلت - Fuṣṣilat - الجزء: ( 24) - الصفحة: ( 480) ﴿ But none is granted it (the above quality) except those who are patient, and none is granted it except the owner of the great portion (of the happiness in the Hereafter i. e. Paradise and in this world of a high moral character). ﴾ ما يلقـّـاها: ما يُؤتـَى هذه الخصلة الشريفة ولا تستوي حسنة الذين آمنوا بالله، واستقاموا على شرعه، وأحسنوا إلى خلقه، وسيئة الذين كفروا به وخالفوا أمره، وأساؤوا إلى خلقه. ادفع بعفوك وحلمك وإحسانك مَن أساء إليك، وقابل إساءته لك بالإحسان إليه، فبذلك يصير المسيء إليك الذي بينك وبينه عداوة كأنه قريب لك شفيق عليك. وما يُوفَّق لهذه الخصلة الحميدة إلا الذين صبروا أنفسهم على ما تكره، وأجبروها على ما يحبه الله، وما يُوفَّق لها إلا ذو نصيب وافر من السعادة في الدنيا والآخرة. الآية مشكولة تفسير الآية استماع mp3 الرسم العثماني تفسير الصفحة فهرس القرآن | سور القرآن الكريم: سورة فصلت Fuṣṣilat الآية رقم 35, مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها, مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب.
إن دفع السوء بالحسنى، وابتلاع الشتائم أو الإعراض عنها، لمطلب شدّ ما نحتاجه اليوم، فمع انحسار الأخلاق عن أزقة شوارعنا، صار لنا في كل ركن شجار وعنف وقذائف ألسنة تهوي كيف تشاء فوق من تشاء! الكل يزعق ويحتج صارخًا، العرباتُ في الطرقات، الصفوف الممتلئة حتى آخرها، البيوت المغلقة بين أفرادها، صارت صفة الحِلْم ضربًا من الخيال، والصبر على الأذى استحال إلى سلعة نادرة، وقصص الأولياء الصالحين الذين عاملوا مسيؤوهم بكل حسنى وابتسموا في وجه الباصقين عليهم، هاته الحكايا بات تدوالها كتدوال الأساطير، قصصًا منسيّة، حكايا غريبة تمامًا عن وجه واقعنا المعاصر. {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}، إن الثبات في الأذى ليست صفة أو طبعًا يهبط من السماء على القلوب فيسكنها، بل هو أولًا وآخرًا جهاد، وصبر، واحتساب أجر، وإمساك لسانٍ وجوارح، ثم هو قبل أي شيء إيمان عميق يتغلغل إلى الروح فيبهت على كل عملها وقولها، حتى يعوّد الإنسان لسانه ألا يقول سوى ما يرضي بارئه وتألف الجوارح المكث في ظلال الرحمن، لا شيء عنها يصدر فيه غضبة له تعالى، أبدًا. نسأل المولى أن يجعلنا منهم، من ثلة الآخرين، السابقون السابقون، المقربون إلى رحمة الله تعالى الفائزون بفردوسه الأعلى، الذين يسيرون في الأرض عفوًا وعن الجاهلين إعراضًا وللإسلام خير واجهة وعلامة وتمثيلا.