اقرأ أيضا: تفسير سورة النبأ تفسير سورة النازعات شرح سورة عبس تفسير سورة التكوير تفسير سورة الانفطار سورة المطففين تفسير سورة الانشقاق تفسير سورة البروج مسابقة القرآن الكريم الماء في القرآن والسنة
سورة النبأ مكررة للأطفال مشاهدة و تحميل الحلقة الثلاثون تحفيظ وتعليم قراءة ( سورة النبأ) واحكامها learn reading surah An-Naba for kids تعليم سورة النبأ مكررة للأطفال فيديو تعليم سورة النبأ للأطفال الصغار وللكبار بالتجويد مع التكرار والترديد تعليم سور جزء عم للأطفال - برنامج خلونا معاه للشيخ مشاري راشد العفاسي قناة العفاسي - رمضان 1428 هـ تعليم سورة النبأ للأطفال بالتكرار mp3 استماع: الفيديو:
تفسير جزء عم للأطفال سورة النبأ أحبابنا القراء نقدم لكم اليوم تفسير جزء عم للأطفال وسوف نبدأ في تفسير سورة النبأ.. هل تعرفون لماذا سميت هذه السورة الكريمة بسورة النبأ؟ الجواب: لأنها تتحدث عن خبر ونبأ يوم القيامة و بد ذلك اليوم العظيم الذي يجمع الله فيه الناس أجمعين. ليحاسبهم على ما فعلوه في الحياة الدنيا فمن فعل الخير دخل الجنة ومن فعل الشر دخل النار. ولكن لا بد أن نعلم أن المؤمن إذا وقع في المعاصی ومات علی الإيمان قبل أن يتوب فإنه يكون في مشيئة الله جل وعلا.. فإذا أراد الله أن يعفو عنه عفا عنه وإذا أراد أن يعاقبه فإنه يعاقبه ولكنه لا يخلد في النار. فتعالوا بنا لنتعايش بقلوبنا مع تفسير سورة النبأ: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ) تبدأ السورة بهذا الاستفهام عم يَتَسَاءَلُونَ.. أي: عن أي شيء يتساءل المشركون ويجادلون؟ (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) أي: أنهم يتساءلون عن الحبر العظيم وهو أمر البعث يوم القيامة. (الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) أي: أنهم يتساءلون عن أمر البعث الذي اختلفوا فيه ما بين شاك في وقوعه، وما بين مكذب منكر لحصوله. فمنهم من يشك في وقوع يوم القيامة ومنهم من ينكر ذلك اليوم ولا يعتقد فيه أبدا.. وهنا يتوعد الله المشركين بوعيد بعد وعيد فيقول: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) أي: سيعلمون حين يرون البعث أمرا واقعا ويرون عاقبة شكهم وإنكارهم واستهزائهم.
[٣] وذكر الإمام الطبري أثرًا عن الحسن البصري رحمه الله، وهو أنّه لما بُعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، صار القوم يتساءلون فيما بينهم فنزلت هذه السورة، ومن خلال الآثار الواردة يتبيّن أنّ سورة النبأ نزلت في مكة، [٤] وقد ذكر الإمام الرازي تعدّد الأقوال في تفسير المقصود بالمتسائلين في هذه السورة، فالقول الأول أنّهم الكافرون، وقيل هم المؤمنون والكافرون، وأيضًا فقد تعدّدت أقوال المفسّرين في بيان معنى النبأ العظيم، فمنهم من قال أنّه يوم القيامة، وهو ما رجّحه الإمام الفخر الرازي، وقيل هو القرآن الكريم، وقيل أيضًا إنّه نبوّة النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، وقيل هو البعث بعد الموت، وقيل غير ذلك.
(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا) أي: وكل ما فعلوه من جرائم وآثام ضبطناه في كتاب؛ ليجازيهم عليه. (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا) أی: فذوقوا يا معشر الكفار فلن نزيدكم على استغاثتكم إلا عذابا فوق عذابكم. قال المفسرون: ليس في القرآن على أهل النار آية هي أشد من هذه الآية، كلما استغاثوا بنوع من العذاب أغيثوا بأشد منه. ولما ذكر الله تعالى أحوال الأشقياء أهل النار ذكر بعدها أحوال السعداء الأبرار أهل الجنة، فقال تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا) أي: إن للمؤمنين الأبرار الذين أطاعوا ربهم في الدنيا، موضع ظفر وفوز بجنات النعيم، وخلاص من عذاب الجحيم. (حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا) أي: بساتين ناضرة فيها من جميع الأشجار والأزهار، وفيها كروم الأعناب الطيبة المتنوعة، من كل ما تشتهيه النفوس. (وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا) أي: ونساء عذاري، وهن في سنة واحدة. (وَكَأْسًا دِهَاقًا) أي: وكأسا من الخمر ممتلئة صافية. (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا) أي: لا يسمعون في الجنة كلاما فارغا لا فائدة فيه، ولا كذبا من القول؛ لأن الجنة دار السلام، وكل ما فيها سالم من الباطل والنقص. (جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا) أي: جازاهم الله بذلك الثواب العظيم، تفضلا منه، وإحسانا كافيا على حسب أعمالهم.
(ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) أي: سيعلمون في هذا اليوم ما يحل بهم من العذاب على إنكارهم لهذا اليوم وعنادهم واستمرارهم على الكفر بالله جل وعلا. وبعدما توعد الله المشركين على إنكارهم للبعث ذكر لهم الأدلة على قدرته ليقيم عليهم الحجة فيما أنكروه من أمر البعث. وكأنه يقول لهم: إن الإله الذي خلق وأوجد كل هذه المخلوقات قادر على إحيائهم وبعثهم بعد موتهما. (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا) أي: ألم نجعل هذه الأرض التي تسكنونها ممهدة للاستقرار عليها، فأصبحت كالفراش والبساط لتستقروا عليها وتستفيدوا من سهولها الواسعة بأنواع المزروعات. (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) أي: وجعلنا الجبال كالأوتاد للأرض تثبتها حتى لا تميد بكم كما يثبت البيت بالأعمدة. (وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا) أي: جعلناكم أيها الناس أصنافا.. ذكورا وإناثا ليستمر التناسل وتعمر البلدان ولا تنقطع الحياة عن ظهر هذا الكوكب الأرضي. (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا) أي: وجعلنا النوم راحة لأبدانكم قاطعا لأشغالكم تتخلصون به من مشاق العمل بالنهار. (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا) أی: جعلنا الليل كاللباس يغشاكم ويستركم بظلامه كما يستركم اللباس وتغطيكم ظلمته كما يعطى الثوب من پلیسه.
(إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا) أي: إن جهنم تنتظر وتترقب نزلاءها الكفار، كما يترصد الإنسان، ويترقب عدوه؛ ليأخذه على حين غرة، وهي مترقبة ومتطلعة لمن يمر عليها من الكفار الفجار؛ لتلتقطهم إليها. (لِلطَّاغِينَ مَآبًا) أي: هي مرجع ومأوى ومنزل للطغاة المجرمین. (لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا) أي: ماكثين في النار دهورا متابعة، لا نهاية لها، وهي لا تنقطع، كلما مضى حقب جاء حقب؛ لأن أحقاب الآخرة لا نهاية لها. (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا) أي: لا يذوقون في جهنم برودة تخفف عنهم حر النار، ولا شرابا يسكن عطشهم فيها. (إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا) أي: لا يجدون ما يشربونه إلا ماء حارا بالغا الغاية في الحرارة، وغساقا أي: صديد يسيل من جلود أهل النار. (جَزَاءً وِفَاقًا) أي: عاقبهم الله بذلك جزاء موافقا لأعمالهم السيئة. فإنهم أنكروا البعث وكفروا بالله وحاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان هذا جزاء عادلا من الله جل وعلا لهؤلاء المشرکین. (إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا) أي لم يكونوا يتوقعون الحساب والجزاء، ولا يؤمنون بلقاء الله، فجازاهم الله بذلك الجزاء العادل. (وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا) أي: وكانوا يكذبون بآيات الله الدالة على البعث وبالآيات القرآنية تكذيبا شديدا.