ولما مر بالاختبار ونجح فيه نجاه الله من السجن ومن الظلم وبرّءه ورفعه مقامًا عاليًأ وجاء له بإخوته، وجمع شمله بأخيه الشقيق وبوالديه، وتمت نعمة ربّه عليه جزاء وفّاقًا لصبره على المكاره. خطبة عن الصبر قصيره جدا. قال تعالى: "قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ. " خطبة عن الصبر على البلاء إن الإنسان ساعة الابتلاء قد ييأس ويقول ما يمكن أن يعد اعتراضًا على مشيئة الله، وينهار، ويشعر بالظلم وبأنه لم يكن يستحق ذلك وهو المخلص في طاعة ربه، ولكن إذا تذكر وصبر، واعتبر أن كل ذلك هو امتحان من الله، وأن الابتلاءات إنما هي أمور يمحص الله بها عباده ليعلم من هو الصادق من الكاذب، وأن جزاء الصابرين خيرًا وتوفيقًا وعطاءً لا ينفد من ربّ العباد، سيساعده ذلك على التحمل والاحتساب. فأشد الناس بلاءً هم الأنبياء، ثم الأقرب إليهم في التقوى والطاعة لله، ثم الأقرب فالأقرب، وإذا أحب الله عبد امتحنه، حتى يطهره من ذنوبه، وينقيه من خطاياه فيلقاه طاهرًا بريئًا بلا دنس. خطبة عن الصبر عند مصيبة الموت الإخوة الكرام، إن الرسول عليه الصلاة والسلام قد حزن حزنًا شديدًا على مفارقة ولده، ولكنه لم يقول إلا ما يرضي رب العباد، فله ما أعطى وله ما أخذ، وعلينا أن نأمل في أن نلقى أحبائنا في جنّة الخلد حيث لا فراق ولا آلم ولا نصب، ولا عذاب، وعلينا أن ندعو الله عزّ وجلّ أن لا يرينا مكروهًأ في من نحب، ولا يفرقًنا عنهم، إنه سميع قريب مجيب.
فاعلموا يا عباد الله أن مَن أراد الله به خيرًا ابتلاه، فإن أعد للبلاء قلبًا صبورًا ونفسًا راضية مطمئنة، كان له الحظُّ العظيم، والأجر الكريم، ونال مِن مولاه ما يتمنَّاه، وأما إن جزع وسخِط، فما جزاؤه إلا الحرمان من الأجر، فضلًا عما ارتكبه من الوِزْر، ولا رادَّ لِما قضاه الله. واعلموا أنكم مكلَّفون بالواجبات، وممنوعون من المحرَّمات، وهذان قسمان من أقسام الامتحان، إن صبرتم على أداء الواجب، وصبرتم عن فعل المحرَّم، كان جزاؤكم كبيرًا، وأجركم عظيمًا. خطبة قصيرة عن الصبر - مقال. ثم إن الله تعالى يبتلي عبادَه بالنعمة كما يبتليهم بالمصيبة؛ فالصحة نعمة، والعافية نعمة، والقوة نعمة، وسلامة الجوارح نعمة، والمال نعمة، والأولاد نعمة، والجاه نعمة، ونِعَم الله لا تُعَد، ومِنَنه لا تحصر، وربما كان الصبر على النعمة أشدَّ مِن الصبر على المصيبة، والصبر على النعمة بشكر المنعِم، والقيام بما أمَر، والانتهاء عما عنه زجَر. فهنيئًا لمن كتبهم الله من الصابرين، فنالوا مقامات الصدِّيقين المقرَّبين، أولئك الذين ﴿ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت: 30 - 32].
لذلك لا تحمل نفسك أخي المسلم بلاء الدنيا وحرمان في الآخرة فاستعن بالله سبحانه وتعالى واسأله أن يعينك ويرزقك الصبر مهما كثر أو عظم الإبتلاء. فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثة " ومن يصبر يصبره الله" وهو يساعدك على تصبير نفسك حتى يساعدك الله على الصبر ويرزقك به. [8] فاستعن بالله سبحانه وتعالى وأكثر من الدعاء له في قضاء حوائجك وأن يرزقك ويرزقنا الصبر.
اصبر يا صديقي ، ليس لدينا رفيق إلا الصبر ، فسبحان الله الذي يلعنك ليجعلك سعيدًا بما هو أفضل لك. نحمد الله الذي غرس فينا القدرة على الصبر والتحمل ، فسبحانه الله يلعنك بأمر ، وجعل لك القدرة على تحمله. سابقا كنا نبث لكم عظة منتدى قصيرة جدا عن الصبر وبييننا كيف شجعنا الله على الصبر وجعل للمريض اجر عظيم كما هو وله سبحانه رحمة الله على الصبر. المؤمن الذي يحسب في الفرج بإذنه سبحانه وتعالى.
[١٥]. شاهد أيضًا: خطبة محفلية قصيرة عن التخرج وبهذه الآيات ننهي حديثنا معكم في خطبة قصيرة عن الصبر لنكون قد استعرضنا فضل الصبر وصوره وعلى من كتب البلاء، كما تناولنا آيات القرآن الكريم التي توضح جزاء الصابرين وبالنهاية نحثكم دائماً على الصبر فهو تاج المؤمن.
عن أبي ميمون قال " إن للصبر شروطًا، قلت -الراوي-: ما هي يا أبا ميمون؟ قال: إن من شروط الصبر أن تعرف كيف تصبر؟ ولمن تصبر؟ وما تريد بصبرك؟ وتحتسب في ذلك وتحسن النية فيه، لعلك أن يخلص لك صبرك، وإلا فإنما أنت بمنزلة البهيمة نزل بها البلاء فاضطربت لذلك، ثم هدأ فهدأت، فلا هي عقلت ما نزل بها فاحتسبت وصبرت، ولا هي صبرت، ولا هي عرفت النعمة حين هدأ ما بها، فحمدت الله على ذلك وشكرت". هكذا نكون وصلنا وإياكم لنهاية مقالنا هذا اليوم عن خطبة محفلية عن الصبر قصير ة ، عرف الخطبة المحفلية بأنها الكلام الذي يكتب ويتم تأليفه ويحوي على الكثير من الوعظ والبلاغة والإخبار، وتعد الخطبة من أهم فنون وأساليب اللغة العربية، وتتجلى أهميتها في حرصها على وعظ الناس والتأثير فيهم، نلقاكم في مقال جديد بمعلومات جديدة على موقع مخزن.
وعلى هدْي الإكثار سار الصحابة الأطهار، قال عطاء: "طاف عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، فاتَّبعه رجل ليسمع ما يقول، فإذا هو يقول: (ربَّنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار) حتى فرغ، فقال له الرجل: أصلحك الله، اتَّبعتُك فلم أسمعك تزيد على كذا وكذا، فقال: أوليس ذلك كلَّ الخير؟! ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة. ؛ (رواه الطبراني في الدعاء). قيل لأنس بن مالك رضي الله عنه: إن إخوانك أتوك من البصرة لتدعو الله لهم، قال: اللهم اغفر لنا، وارحمنا، وآتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، فاستزادوه؛ فقال مثلها، فقال: إن أوتيتم هذا، فقد أوتيتم خير الدنيا والآخرة؛ (رواه البخاري في الأدب المفرد وصحَّحه الألباني)، وكان إذا أراد أن يدعوَ بدعوة دعا بها، وإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه؛ (رواه أحمد)، قال حبيب بن صهبان: "سمعت عمر بن الخطاب وهو يطوف حول البيت وليس له هِجِّيرَى (أي: دأب وعادة)، إلا هؤلاء الكلمات: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار)؛ (رواه ابن أبي شيبة). وكان ابن مسعود رضي الله عنه يعلِّم الناس أن يدعوا بهذه الدعوة قبيل السلام في الصلاة؛ (رواه ابن أبي شيبة). الخطبة الثانية الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فاعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله، أيها المؤمنون، وحسنةٌ أخرى تُضَمُّ لحسنة جماع الخير في تلك الدعوة العظيمة؛ تلكم حسنة أدب العبودية اللائق بمقام مناجاة الرب الكريم، وذلك من خلال ما حوته تلك الدعوة العظيمة من إطلاق الاختيار للعلم الإلهي والرضا به دون تحديد من العبد أو اعتراض.
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 30/6/2019 ميلادي - 27/10/1440 هجري الزيارات: 21276 إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد: فَـ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ... ﴾ [النساء: 1]. أيها المؤمنون، دعوات النبي صلى الله عليه وسلم كنوزٌ ثرَّةٌ من منائح الخير الجِزال، حقُّها أن تُدرس وتُحفَظ، ويُناجى بها المولى القريب كما كان خليله صلى الله عليه وسلم يناجيه بها، فهو العليم بربه، وبخزائن فضله، وجزيل عطائه، وهو الذي أُوتي جوامع الكلم في بلاغه ودعائه، وأُعطي مفاتح الفصيح التي فاق بها بلغاءَ العرب قاطبةً، وهو الذي بلغ في الأدب مع ربه وخشيته مبلغَ الذروة، وله صلى الله عليه وسلم من تلك الأدعية نخبةٌ، يكثر من مناجاة ربه بها، ومن تلك النخبة دعاء عظيم كان أكثرَ دعاءٍ يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم، لعِظَمِ ما حوى من مسائل الخير ومصارف الشر في الدنيا والآخرة، والأدبِ مع ربه جل وعلا. خطبة عن قوله تعالى (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. سأل قتادةُ خادمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنسَ بنَ مالك رضي الله عنه: أي دعوة كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم أكثر؟ قال: كان أكثر دعوة يدعو بها يقول: "اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار"؛ رواه مسلم.
". قال:" سبحان الله! هل يستطيع ذلك أحد أو يطيقه؟ فهلا قلت:" اللهم آتنا في الدنيا حَسنة وفي الآخرة حَسنةً وقنا عذاب النار؟ ". [[الحديث: ٣٨٧٧ -سعيد بن الحكم: هو"سعيد بن أبي مريم الجمحي" مضت الإشارة إليه في: ٢٢ وهو ثقة حجة. "يحيى بن أيوب" هو الغافقي أبو العباس المصري وهو ثقة حافظ أخرج له أصحاب الكتب الستة. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل وهو تابعي ثقة، سمع من أنس بن مالك، وسمع من ثابت البناني عن أنس. وزعم بعضهم أنه لم يسمع من أنس إلا أحاديث قليلة وأن سائرها إنما هو"عن ثابت عن أنس". ورد الحافظ ذلك ردا شديدا، وقال: "قد صرح حميد بسماعه من أنس بشيء كثير. وفي صحيح البخاري من ذلك جملة". القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 200. وإنما فصلت هذا لأن رواية هذا الحديث هنا فيها تصريح حميد بسماعه من أنس. ولكنه رواه أحمد ومسلم من حديث حميد، عن ثابت عن أنس. فلعله سمعه من أنس ومن ثابت عن أنس: فرواه أحمد في المسند: ١٢٠٧٤ (٣: ١٠٧ حلبي) عن ابن أبي عدي وعبد الله بن بكر السهمي - كلاهما عن حميد عن ثابت عن أنس. وكذلك رواه مسلم ٢: ٣٠٩ من طريق ابن أبي عدي عن حميد ثم من طريق خالد بن الحارث عن حميد. وذكره ابن كثير ١: ٤٧٢- ٤٧٣ من رواية المسند. ثم قال: "انفرد بإخراجه مسلم" يعني انفرد به عن البخاري.
والله أعلم.
(( اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)) ( [1]). المفردات: (( اللَّهم)): يا اللَّه: ولا تستعمل هذه الكلمة إلا في الطلب، فلا يقال اللَّهم غفور رحيم، وإنما يقال: اللَّهم اغفر لي، وارحمني.. ربنا اتنا في الدنيا حسنه. ونحو ذلك. (( ربنا)): معنى الرب: هو المالك، والسيد, والمدبر, والمربي, والمنعم, والمتصرف للإصلاح, ولا يستعمل الرب لغير اللَّه إلا بالإضافة، نحو: رب الدار, ورب البيت( [2]). الشرح: هذه أول الدعوات النبوية الجليلة في كتاب المؤلف حفظه اللَّه تعالى ووفقه، بدأ بها لأنها كانت أكثر دعوات النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاءت هذه الدعوة في كتاب اللَّه بلفظ: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ﴾( [3]). وجاءت بالسنة بزيادة (( اللَّهم))، فأصبح اللفظ: (( اللَّهم ربنا))، ولم يأت مثل هذا اللفظ الجليل في القرآن العظيم: (( اللَّهم ربنا)) إلا في دعوة عيسى عليه السلام: ﴿ اللَّهمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ﴾( [4]). فنادى اللَّه تعالى بهذا اللفظ مرتين: مرة بوصف الألوهية ((اللَّهم)) الجامعة لجميع الكمالات من الأسماء والصفات، ومرةً بوصف الربوبية (( ربنا)) المنبئة عن التربية والإنعام، إظهاراً لغاية التضرع، ومبالغة في الدعاء استعطافاً لله تعالى ليجيب الدعاء( [5])، و ذلك لعظم هذه الدعوة؛ لما فيها من جزيل المعاني، وعظيم المطالب والمقاصد، فقد جمعت معاني الدعاء كلِّه من خيري الدنيا والآخرة، [وفيها الالتجاء إلى اللَّه تعالى، وطلب الوقاية من عذاب النار، التي هي أعظم الشرور بأوجز لفظ، وهذا من جوامع الكلم التي أعطيها نبينا صلى الله عليه وسلم جاءت بها الشريعة العظيمة المطهرة.
تفسير القرآن الكريم