عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم.. اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب. »وقال صاحب الكشاف: «بعل- بكسر العين- أى: دهش وفزع رسول الله صلّى الله عليه وسلم من شدّة شكيمتهم في الكفر، فقيل له: «ادع الله بأسمائه الحسنى، وقل: أنت وحدك تقدر على الحكم بيني وبينهم، ولا حيلة لغيرك فيهم». وفيه وصف لحالهم، وإعذار لرسول الله صلّى الله عليه وسلم وتسلية له، ووعيد لهم... ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ يقول تعالى بعد ما ذكر عن المشركين ما ذكر من المذمة ، لهم في حبهم الشرك ، ونفرتهم عن التوحيد ( قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة) أي: ادع أنت الله وحده لا شريك له ، الذي خلق السماوات والأرض وفطرها ، أي: جعلها على غير مثال سبق ، ( عالم الغيب والشهادة) أي: السر والعلانية ، ( أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون) أي: في دنياهم ، ستفصل بينهم يوم معادهم ونشورهم ، وقيامهم من قبورهم.
قال سهيل: فأخبرت القاسم بن عبد الرحمن أن عونا أخبر بكذا وكذا ؟ فقال: ما في أهلنا جارية إلا وهي تقول هذا في خدرها. انفرد به الإمام أحمد. وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثني حيي بن عبد الله; أن أبا عبد الرحمن حدثه قال: أخرج لنا عبد الله بن عمرو قرطاسا وقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا يقول: " اللهم فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت رب كل شيء ، وإله كل شيء ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك ، وأن محمدا عبدك ورسولك ، والملائكة يشهدون ، أعوذ بك من الشيطان وشركه ، وأعوذ بك أن أقترف على نفسي إثما ، أو أجره إلى مسلم ". قال أبو عبد الرحمن: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمه عبد الله بن عمرو أن يقول ذلك حين يريد أن ينام. اللهم فاطر السموات والارض عالم. تفرد به أحمد أيضا. وقال [ الإمام] أحمد أيضا: حدثنا خلف بن الوليد ، حدثنا ابن عياش ، عن محمد بن زياد الألهاني ، عن أبي راشد الحبراني قال: أتيت عبد الله بن عمرو فقلت له: حدثنا ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فألقى بين يدي صحيفة فقال: هذا ما كتب لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنظرت فيها فإذا فيها أن أبا بكر الصديق قال: يا رسول الله ، علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت.
4/1454- عن أبي هريرة أَنَّ أَبا بَكرٍ الصِّدِّيقَ، ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِكَلمَاتٍ أَقُولُهُنَّ إِذَا أَصْبَحْتُ وإِذَا أَمْسَيتُ، قَالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَواتِ والأرضِ عَالمَ الغَيْب وَالشَّهَادةِ، ربَّ كُلِّ شَيءٍ وَمَلِيكَهُ. أَشْهَدُ أَن لاَ إِله إِلاَّ أَنتَ، أَعُوذُ بكَ منْ شَرِّ نَفسي وشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكهِ" قَالَ: "قُلْها إِذا أَصْبحْتَ، وَإِذا أَمْسَيْتَ، وإِذا أَخذْتَ مَضْجِعَكَ رواه أَبُو داود والترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وهذا سند لا يحتج به من أجل الرجل المبهم، ولو كان عطاء من رجال سنده - وهو عطاء بن مسلم- فهو ممن يهم، ولا يُحتج به، وأما عمرو بن أبي سفيان فثقة، لكن روايته عن أبي بكر مرسلة، والله أعلم. هذا، وحديث أبي بكر عزاه المقدسي في "المختارة" (1/115) عند رقم (32) إلى الهيثم بن كليب في "مسنده" عن العباس بن محمد، عن حجاج بن نصير، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن عمرو بن عاصم، عن أبي هريرة، عن أبي بكر به تامًّا، إلا أن حجاج بن نصير اختلط بأخره على ثقته، وقد خولف في روايته عن شعبة، وأكثر الرواة الثقات عنه – كما يظهر من التخريج السابق- قد رووه من مسند أبي هريرة، وهو كذلك، والله أعلم.
أحرم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بالعمرة وساق معه الهَدْي أي الذبائح حتى يعلم الناس وخاصّةً قريش أنّه قصده العمرة وليس الحرب، وحين علمت قريش بخروجه ظنّت أنه خرج للحرب، فأعدَّت العدّة لقتاله، وحين وصل مشارف مكّة رفضت إبله الحركة، فعَلِم النبيُّ أنّما خلأت وامتنعت عن الحركة حرمةً للبيت الحرام من أن يراق الدم فيه، فبعث النبيّ عثمان بن عفان للتَّفاهم مع قريش وإيضاح الأمر لهم، فأسَرُوه، وأرسلوا عروة بن مسعود الثقفي للنبي للاتفاق معه لكن لم يحدث اتّفاق، ثم أرسلت قريش سُهيْل بن عمرو وعقد مع النبيّ صلح الحديْبية، فتحلَّل النبيُّ من عُمْرته وحَلَق رأسَه وعاد إلى المدينة دون أن يُتِمَّ عمْرته. عمرة القضاء خرج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إلى العمرة في العام السابع من الهجرة في شهر ذي القعدة، وتجهّز النبيّ والمسلمون وخرجوا ملبِّين محرمين، وكان الاتفاق مع قريش أن تسمح للمسلمين بدخول مكّة وأداء العمرة في هذا العام، فخرج كثير من أهل مكة إلى الجبال والتلال تاركين بيوتهم، فاعتمر النبيّ وأصحابه، وأخذ منهم ذلك ثلاثة أيّام حتى انتهوا وخرجوا في اليوم الرابع من مكة عملاً باتفاق الحديبية، وتُسمّى هذه العمرة بعمرة القضاء أو عمرة القصاص، وذلك لأن الله تعالى أنزل فيها قوله: (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ).
وقد أنزل الله في هذه الحادثة قوله: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً). عمرة الجعرانة خرج النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عمرته الثالثة مُحرِماً من منطقة الجعرانة في ليلة الأربعاء من اليوم الثاني عشر من شهر ذي القعدة، في السنة الثامنة من الهجرة والتي تسمى بعام حُنين، وقد خَفِيت هذه العمرة عن كثيرٍ من الناس لأن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- خرج إليها ليلاً، ودخل مكة أيضاً ليلاً وخرج منها ليلاً، وكان ذلك بعد انتهاء غزوة حُنين وتقسيم النبيّ للغنائم في منطقة الجِعرانة، وهي المنطقة التي أحرم منها -عليه الصلاة والسلام-، وتقع بين مكة والطائف، وبعد فراغه من العمرة خرج عائداً إلى المدينة.
(إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ). (لَا تُطْرُونِي كما أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ؛ فإنَّما أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولوا: عبدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ). شاهد ايضًا: هَلْ صلاة التراويح في البيت جهرًا أم سرا مناقب عمر بن الخطاب أن عمر بن الخطاب الذي عرف بعدله وورعه وحرصه الشديد على الإسلام له مناقب عديدة في الإسلام ومن مناقب عمر بن الخطاب ما يلي: شهد الرسول صلى الله عليه وسلم لعمرو بدخوله الجنة فهو واحد من العشرة المبشرين بالجنة. إن الشيطان كان يخاف من عمر بن الخطاب حيث أن النبي أخبر أنه لو سلك طريقا ليجد الشيطان يسلك طريقا آخر خوفا منه. كان الوحي موقفا دوما للأمور التي يطرحها عمر بن الخطاب وذلك مثل اتخاذ المسلمين مقام إبراهيم مصلى لهم. عرف عن عمر أنه كان جرئ وقوي في قول الحق لا يخشى شيئا ولا يهاب أحد فيدفع نفسه وروحه مقابل كلمة الحق. كان من أشد الخلفاء الراشدين عدلا وورعا بين الناس طوال مدة إمارته. Books كم عدد عمرات الرسول - Noor Library. شهد له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق والدين وكان من بينهم أبو بكر (عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنّه قال: "ما على ظهر الأرض رجلٌ أحبُّ إليَّ مِن عمر".