متون Volume 13, Numéro 4, Pages 224-241 2020-08-01 الكاتب: تلي رفيق. الملخص ملخص: عاش محمد بن يوسف (محمد الخامس) حياة حافلة بالكفاح، وواجه مختلف المصاعب والعراقيل بمواقفه الوطنية فقدّم تضحيات كبيرة، وتحمّل أعباء المعارضة المستمرة للمشاريع الاستعمارية، فكان مخلصا لقضايا وطنه ووفيّا لشعبه، هذا الأخير ( الشعب المغربي) الذي تلاحم معه في معركة تحرير المغرب الأقصى من ربقة الاستعمار ، وهو الأمر الذي أدى بالسلطات الفرنسية للبحث عن كيفية للتخلص منه، حيث قامت بمؤامرة ضدّه، فكان نفي السلطان وإبعاده في 20 أوت 1953، وبالتالي كان لنفي السلطان وعائلته وقع كبير في نفوس الشعب المغربي، فربط هؤلاء كفاحهم الوطني (الاستقلال) برجوع الملك، فكانت عودته في 30 أكتوبر 1955. الكلمات المفتاحية محمد بن يوسف، المغرب الأقصى، اسبانيا، النفي، السلطات الفرنسية.
وتواصل مسلسل الشد والجذب بين الملك وسلطات الاستعمار من خلال الإشارات التي كان يطلقها محمد الخامس تجاه تأكيد سيادة البلد. تأكد ذلك خلال زيارة له وُصفت بالتاريخية إلى مدينة طنجة في أقصى الشمال حين كانت خاضعة لإدارة دولية، حيث شدد في خطاب بتاريخ 9 أبريل/نيسان 1947 على وحدة تراب المملكة. وقد تجسد ذلك من قبل في يونيو/حزيران 1945 حين دُعي إلى فرنسا من قبل رئيسها شارل ديغول لحضور احتفال عسكري بمناسبة نهاية الحرب العالمية الثانية ، حيث وُشح بوسام "رفيق التحرير" الفرنسي تقديرا لمساهمة المحاربين المغاربة إلى جانب الحلفاء. وقد جدد الملك بهذه المناسبة المطالبة باستقلال بلاده. وبغض النظر عن التحولات التي طبعت سياسة السلطات الاستعمارية، فقد اتجه محمد الخامس عموما إلى دعم مواقف الحركة الوطنية الممثلة أساسا في حزب الاستقلال. ودخل في تحدي رفض التوقيع على القوانين التي تصدر شكليا باسم الملك، الأمر الذي استفز فرنسا وأعوانها بالمغرب. وهكذا بدأت الضغوط والمناورات لإبعاده عن المشهد. وانعقد يوم 20 مارس/آذار 1953 في مراكش اجتماع للباشوات والقيادات التقليدية الجهوية برئاسة الرجل القوي حليف فرنسا التهامي الكلاوي، استهدف سحب الشرعية الدينية من الملك، وكان ذلك مقدمة لنسف سلطته ككل.
التجربة السياسية قصة محمد الخامس مع المُلك عبارة عن مسار غير متوقع، ذلك أنه لم يكن مرشحا لتولي عرش والده مولاي يوسف الذي توفي صيف 1927. فخلال فترة المرض الذي أودى بالسلطان، كان ابنه إدريس يستعد لخلافة والده تكريسا لعرف تولية أكبر الأبناء، لولا أن الإقامة العامة للحماية الفرنسية كان لها رأي آخر، تقاسمه معها أيضاً "الصدر الأعظم" القوي آنذاك محمد القري. ورغم معارضة بعض الأعيان والفقهاء لهذا القرار، فان إرادة الأقوى سادت وأعلن الأمير محمد بن يوسف سلطانا على المغرب يوم 18 أغسطس 1927. كان عمر محمد الخامس حينئذ لا يتجاوز 18 سنة، ويقول مؤرخون إن السلطات الفرنسية دعمت اختياره لهذا السبب بوصفه شابا بدون خبرة، وكان منصرفا عن شؤون الحكم ودواليب السياسة، فيمكن أن تتحكم فيه بسهولة. لكن يبدو أن حسابات سلطات الحماية لم تكن صائبة تماماً، فرغم أن محمد الخامس -الذي حول لقبه من "السلطان" ذي الحمولة التقليدية إلى "الملك"- مارس صلاحياته السيادية تحت رقابة الحماية ذات السلطة العليا، فإنه تحدى الخطوط المرسومة له وربط اتصالات وثيقة مع قيادات الحركة الوطنية. وقد ساند مطالبها التي اتخذت في البداية عنوانا إصلاحيا، كما تبنى لاحقا خيارها بالمطالبة الصريحة بالاستقلال، خصوصا من خلال الوثيقة الشهيرة التي قدمها عدد من رموز الحركة الوطنية في 11 يناير 1944.
توفي محمد الخامس في السادس والعشرين من شهر شباط من عام 1961م، وكانت وفاته في مدينة الرباط، بشكل مفاجئ وغير متوقع؛ إذ توفي بعد إجرائه لعملية بسيطة نتيجة تعرضه لسكتة قلبية، وخلفه في الحكم ابنه الحسن الثاني، واسمه الأصلي هو محمد بن يوسف، وهو سلطان المغرب في الفترة الواقعة من (1927- 1957م)، وولد محمد الخامس في العاشر من شهر آب من عام 1909م في مدينة فاس المغربية. المصدر:
فرغم أن الإقامة العامة قد أضفت على الإجراء طابعا شرعيا بدفع بعض العملاء وبعض العلماء الاعيان إلى مساندة موقفها، فإن المغاربة لم يعترفوا بتولية ابن عرفة سلطانا. من الناحية السياسية الدولية، بدأت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا في التخلي عن سياستها المتحفظة تجاه ما كان يجري في المغرب. إذ بدأت الدولتان بإعلان معارضتهما للقرارات التي كان يتخذها المقيم العام جوان منذ بداية سنة 1951. ولم يعترف دبلوماسيو هاتين الدولتين بالعريضة التي وقعها الأعيان، إذ اعتبروها محاولة فقط من سلطات الحماية لإجبار السلطان على قبول مخططاتها وذلك بالتوقيع على الظهائر. أما معارضة الدول العربية و الآسيوية، فإنها تمثلت في شنها لحملة شرسة عبر الصحافة والإذاعة ضد الإجراء الفرنسي. فما إن أعلن عن نبأ تنحية السلطان حتى أدان زعيم الحركة الوطنية علال الفاسي عبر إذاعة القاهرة في برنامج صوت العرب إبعاد السلطان هو وعائلته عن الوطن. وأما جامعة الدول العربية، فقد عبرت عن تخوفاتها إزاء تطورات القضية المغربية وبدأت في الإلحاح على ضرورة استقلال المغرب. ومنذ 21 أغسطس 1953، أظهرت 15 دولة عربية آسيوية عضو في هيئة الأمم المتحدة انشغالها بمستقبل الاستقرار السياسي بشمال إفريقيا بعد عملية نفي محمد بن يوسف.
كاتب الموضوع رسالة تطوير المواقع و المنتديات عدد الرسائل: 2393 الهواية: الجزائرية المزاج: جيدا الوسام الأول: الوسام الثاني: الوسام الثالث: نقاط التقييم: 3645 تاريخ التسجيل: 13/01/2010 موضوع: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} الثلاثاء 21 سبتمبر 2010 - 15:40 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: أحببت أن أضع تفسيرا لأية {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} لنضعها نصب أعيننا قبل أن نكتب أو ننقل موضوع للمنتدى. فيقول الشوكاني رحمه الله في تفسيره لهذه الآية وهي قول الحق سبحانه: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" (قّ:18)، أي ما يتكلم من كلام فيلفظه ويرميه من فيه إلا لديه، أي ذلك اللافظ، رقيب، أي ملك يرقب قوله ويكتبه، والرقيب الحافظ المتتبع لأمور الإنسان الذي يكتب ما يقوله من خير وشر، فكاتب الخير هو ملك اليمين، وكاتب الشر ملك الشمال. انتهى. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة ق - القول في تأويل قوله تعالى" إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد "- الجزء رقم22. وليست هذه الكتابة خاصة بالقول فقط، وإنما شاملة للفعل أيضاً، قال ابن كثير في قوله تعالى:" إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "(قّ:18): أي إلا ولها من يرقبها معد لذلك ليكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة كما قال تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ*كِرَاماً كَاتِبِينَ*يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ* (الإنفطار:10-12).
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من حافظين يرفعان إلى الله ما حفظا فيرى الله في أول الصحيفة خيرا وفي آخرها خيرا إلا قال الله تعالى لملائكته اشهدوا أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة)، وقيل عن سيدنا علي رضي الله عنه: ( إن لله ملائكة معهم صحف بيض فأملوا في أولها وفي آخرها خيرا يغفر لكم ما بين ذلك).
{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ} خير أو شر { إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} أي: مراقب له، حاضر لحاله، كما قال تعالى: { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}. -تفسير السعدي-.
وضحت الآيات تكذيب الكفار لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم. تضمنت السورة آيات بها ترهيب وتهديد للكفار بأن الله سبحانه وتعالى سوف يصيبهم بعذاب. كما أصاب الأمم السابقة نتيجة تكذيبهم للرسول وتكذيبهم للبعث والرسالة. وضحت الآيات قدرة الله سبحانه وتعالى العظيمة في ذلك الكون. وأن الله يقدر أن يحي الموتى ويجعلهم كما قام بخلقهم للمرة الأولى. تدعو الأيات كل من الكفار والمكذبين بأن ينظروا لمقدرة الله سبحانه وتعالى في أن يقوم بإحياء الموتى. تلفت الآيات نظر المكذبين بالأحداث الصعبة التي سوف تكون في يوم القيام. وتوعد الله للمشركين بالعذاب منذ لحظة الاحتضار. أثنى الله سبحانه وتعالى في آياته على المؤمنين الذين يتفكرون في القرآن ويتذكرنه ووعدهم بالنعيم بعد موتهم. أمر الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم بأن يصبر على المكذبين. وأن يترك كل ما يخصهم ويخص المشركين إلى يوم القيامة. فالله قادر على أن يعذبهم في أي لحظة ولكن لحكمته يتم تأجيل ذلك العذاب. وما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. وضحت الآيات قدرة الله سبحانه وتعالى على معرفة كل ما يحدث بداخل عباده وفي نفوسهم وكل ما يخطر على بالهم ويدور في خواطرهم. أكدت الآيات أن الله قريب من عباده أقرب من أوردتهم، وأن هناك ملائكة يكتبون كل أفعال العباد ويسجلونها.
قال تعالى سورة ق في الآية الثامنة عشر (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، وفيما يلي تفسير هذه الآية.
ومن هنا أيها الأخوات كان حرياً بالمسلم أن يضبط لسانه، ويسائل نفسه قبل أن يتحدث عن جدوى الحديث وفائدته؟ فإن كان خيراً تكلم وإلا سكت والسكوت في هذه الحالة عبادة يؤجر عليها، وصدق رسول الله إذ يقول: ((ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) رواه البخاري ومسلم(2). واللسان هو ترجمان القلب، وقد كلفنا الله عز وجل أن نحافظ على استقامة قلوبنا واستقامة القلب مرتبطة باستقامة اللسان، ففي الحديث الذي رواه الإمام أحمد: ((لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه))(3). وروى الترمذي عن رسول الله قال: ((إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا))(4). وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد. أيها الأخوة في الله: إن كثيراً من الأمراض التي تصيب العلاقات الاجتماعية من غيبة، ونميمة، وسب، وشتم، وقذف، وخصام، وكذب، وزور وغيرها … فللسان فيها أكبر النصيب، وإذا سمح الإنسان للسانه أن يلغو في هذه الأعراض وغيرها كان عرضة للنهاية التعيسة والإفلاس في الآخرة، وشتان بين إفلاس الدنيا وإفلاس الآخرة. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال: المفلس من أمتي من يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار))(1) وروى الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ((ثكلتك أمك يا معاذ.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.