من تمثل سير سلفنا الصالح ونظر في معاناتهم في طلب العلم هانت عليه كل شدة، واحتقر نفسه أمامهم، فقد كابدوا من الصعاب ما يفوق التخيل، وتركوا البلاد والأولاد، وهجروا اللذات والشهوات وجابوا مشارق الأرض ومغاربها، سعياً وراء حديث واحد أو لقاء شيخ أو معرفة مسألة، وأنت - اليوم – تجزع من قراءة ساعة، وتتكاسل عن سبر صفحات قليلة، وتتوافر لك سبل المعرفة فما تمد لها يداً، فحالك – تالله – حال عجيبة، فانظر إلى هؤلاء الأفذاذ كيف طلبوا العلم؟ عساك تنتفع بذلك. قيل للإمام أحمد: رجل يطلب العلم؛ يلزم رجلاً عنده علم كثير أو يرحل؟ قال: "يرحل يكتب عن علماء الأمصار، فيشام الناس ويتعلم منهم". وقيل له مرة: أيرحل الرجل في طلب العلم؟ فقال: "بلى والله شديداً، لقد كان علقمة بن قيس النخعي، والأسود بن يزيد النخعي،- وهما من أهل الكوفة بالعراق – يبلغهما الحديث عن عمر، فلا يقنعهما حتى يخرجا إليه – إلى المدينة المنورة – فيسمعانه منه". حديث طلب العلم - فقه. قال ابن خلدون في المقدمة: "إن الرحلة في طلب العلوم ولقاء المشيخة مزيد كمال في التعليم، والسبب في ذلك: أن البشر يأخذون معارفهم وأخلاقهم وما يتحلون به من المذاهب والفضائل، تارة: علما وتعليما ولقاء، وتارة: محاكاة وتلقينا بالمباشرة.
وترى طائفة من أهل العلم أن الحديث وإن ورد من طرق ضعيفة إلا أنه يتقوى ويرتقي إلى درجة الحسن أو الصحيح لغيره. قال السيوطي:[ جمعت له خمسين طريقاً وحكمت بصحته لغيره. و لم أصحح حديثاً لم أسبق لتصحيحه سواه][4]. و قال السخاوي [ … ولكن له شاهد عند ابن شاهين في الأفراد … ورجاله ثقات بل يروى عن نحو عشرين تابعياً عن أنس …][5]. وقال العلامة القاري [ لكن كثرة الطرق تدل على ثبوته و يقوى بعضه ببعض. قال المزي تلميذ النووي إن طرقه تبلغ رتبة الحسن][6]. وحكم بصحة الحديث الشيخ أبو الفيض الغماري بعد أن استوعب طرقه ، وحكم بصحته أيضاً الألباني فقد صححه في صحيح الترغيب والترهيب ص 34 ، وفي صحيح سنن ابن ماجه 1/44 ونقل تصحيح الحديث عن غيرهم من العلماء ، انظر شرح السنة 1/290 ، الحطة ص 48. حديث الرسول عن طلب العلم. وخلاصة الأمر أن الحديث لا يقل عن درجة الحسن والله أعلم.
وقل لي! ما فائدةُ مَن يحفظُ في الأصولِ -مثلًا- "مرتقى الوصول"، و"مراقيَ السّعود"، و"الكوكب السّاطع" جميعًا؟ أكثر المسائلِ شِرْكةٌ بينهنّ! لا سيّما الأخيرين. حديث عن طلب العلم. فهما بأجٌ واحدٌ. وهكذا مَن يحفظُ "الشّاطبيّة" و"الدّرّة" في القراءات، ثمّ يحفظُ "الطّيّبة"، وهي ألفيّةٌ، فقد عنّى نفسَه بما تقلُّ فائدتُه، وقصّر به ذلك عمّا هو أولى له مِن العلومِ الأخرى! فإن قال قائلٌ: والزّياداتُ الّتي في "الطّيّبة" على مجموعِ ما في النَّظمين الآخَرين أنّى لي بها دون حفظِه؟ فالجوابُ أنّه يحفظُ "مِنْحةَ مُولي البِرِّ" للشّيخ محمّد هلال الإبياريّ ، فهي في (144) بيتٍ، لفظُها قليلٌ، وقد حصَرت الأوجُه والطُّرُق الزّائدة، فمَن حفظها أغناه عن حفظِ "الطّيّبة" كلِّها! وهكذا تقولُ في غيرهما مِن العلوم. هذا شيءٌ بدا لي أن أذاكرك فيه، ولعلّ الله ينفعُ به كاتبه وقارئه، ويسدِّد السَّعي، ويلهم الرّشد. وفّقك الله، وأعانك.
س: زيادة (وبركاته) في التسليم في الصلاة صحيحة؟ الشيخ: جاءت في هذا أحاديث، ذكر الحافظ في البلوغ أنها صحيحة لكن جماعة آخرون قالوا أنها شاذة، فالأولى الاقتصار على (ورحمة الله) على ما عليه العمل الآن. حديث نبوي عن طلب العلم. لأن هذا هو الثابت في صحيح مسلم من حديث سمرة كانوا إذا سلموا يقولون: (السلام عليكم ورحمة الله في الصلاة). س: هنا تعليق أشكل عليّ في قوله: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا [الأعراف:190] قال: هنا يقال أن الشرك وقع منهما في الطاعة لا في العبادة، وأقول: الصحيح أن الشرك إنما وقع من حواء فقط دون آدم عليه السلام لأنه نبي وخليفة، والنبي لا يتأتى منه مثل هذا، والعرب تخاطب الواحد بالتثنية، وذلك شائع ذائع في لغتهم ومحاورتهم؟ الشيخ: لا غلط هذا، جعلا له نسبة إلى الشخصين، القول هذا غلط لآدم وحواء، ولكن هذا من الشرك الأصغر، سمعا في طاعته لما غلب عليهما حب الولد فسمياه عبدالحارث هذا هو الصواب. س: وهنا قال في سطر: صرح بذلك في تفسير فتح البيان فارتفع الإشكال الذي حير العلماء في كل زمان؟ الشيخ: ما في تحيير.
فمن كان من المسلمين متّبعاً للبَهائية أو البابية فهو خارج عن الإِسلام مرتدّ عن دينه تجري عليه أحكام المرتدّ. ولا يرث مسلماً ويرثه جماعة المسلمين ولا ينفعهم قولهم: إنا مسلمون ولا نطقهم بكلمة الشهادة لأنهم يثبتون الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم ولكنهم قالوا بمجيء رسول من بعده. ونحن كفَّرنا الغُرابية من الشيعة لقولهم: بأن جبريل أرسل إلى علي ولكنه شُبّه له محمد بعليّ إذ كان أحدهما أشبه بالآخر من الغراب بالغراب ( وكذبوا) فبلغ الرسالة إلى محمد صلى الله عليه وسلم فهم أثبتوا الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم ولكنهم زعموه غير المعيّن من عند الله. وتشبه طقوس البهائية طقوس الماسونية إلا أن البهائية تنتسب إلى التلقي من الوحي الإِلهي ، فبذلك فارقت الماسونية وعُدّت في الأديان والملل ولم تعد في الأحزاب. ماكان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله. وانتصب { رسول الله} معطوفاً على { أبا أحد من رجالكم} عطفاً بالواو المقترنة ب { لكن} لتفيد رفع النفي الذي دخل على عامل المعطوف عليه. وقرأ الجمهور { وخاتِمَ النبيئين} بكسر تاء { خاتِم} على أنه اسم فاعل من ختم. وقرأ عاصم بفتح التَاء على تشبيهه بالخاتَم الذي يختم به المكتوب في أن ظهوره كان غلقاً للنبوءة.
تفسير القرآن العظيم " (6/428) ونحوه في " معالم التنزيل " للبغوي (6/358)، و" اللباب " لابن عادل (15/557). وقال بهاء الدين ابن قدامة (682هـ) رحمه الله: " وقول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن: ( إن ابني هذا سيد) – رواه البخاري (2704) - مجاز بالاتفاق ، بدليل قول الله تعالى: ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله) " انتهى. " الشرح الكبير " (6/224) ويقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله: " فقوله تعالى: ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) إنما سيق لانقطاع حكم التبني ، لا لمنع هذا الإطلاق المراد به أنه أبو المؤمنين في الاحترام والإكرام " انتهى. " الصواعق المحرقة " (2/462) وجاء في " الدرر السنية " (13/368): " وسئل أيضا الشيخ عبد الله بن الشيخ عن قوله تعالى: ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ) سورة الأحزاب آية/40 هل هذه الآية قطعت كون رسول الله صلى الله عليه وسلم والدا للحسن والحسين ، مع ما ورد من الأحاديث الدالة على تسميتهما ابنين له ؟ فأجاب: سبب نزول الآية يزيل هذا الإشكال; وذلك أنه ذكر المفسرون: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوج زينب قال الناس: تزوج امرأة ابنه ، وأنزل الله هذه الآية – يعني: زيد بن حارثة – يعني: لم يكن أبا لرجل منكم على الحقيقة ، حتى يثبت بينه وبينه ما يثبت بين الأب وولده من حرمة الصهر والنكاح.
(ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله) تلاوة عطرة للشيخ رعد محمد الكردي - YouTube