شيله:- يوم كلن في رخاء يمدح خويه بارك الله في المواقف الشدائد.. - YouTube
من هو القائل يوم ان كلٍ مـن خويه تبرا حطيت (الاجرب) لي خوي مباري
يوم الجمعة الماضية، وفي بادرة نبيلة، ورمزية عظيمة، لها مدلولاتها العميقة، تشرف أبناء الراحل الغالي، خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله ابن عبدالعزيز بإهداء « السيف الأجرب « إلى عمهم، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان ابن عبدالعزيز. ولهذا السيف، ذو الجراب الخارجي المصنوع من الذهب، والقبضة المصنوعة من العاج، قصة، بل حكايات تضرب في أعماق التاريخ، فهو سيف الإمام، تركي بن عبدالله ابن سعود آل سعود، الفارس الشهير، ومؤسس الدولة السعودية الثانية، والذي اشتهر بالشجاعة، وقاتل قتال الأبطال، حتى استطاع إعادة الحكم إلى أسرة آل سعود، وهذا الإمام هو جد الغالبية العظمى من أسرة آل سعود، ومنهم مؤسس الدولة السعودية الثالثة، الملك المؤسس، عبدالعزيز ابن عبدالرحمن الفيصل، وأبناؤه الملوك من بعده، على المتوفين منهم شآبيب الرحمة!. هذا السيف، الذي ارتبط بتأسيس دولة، كان مصدر فخر للإمام تركي ابن عبدالله، وهو الذي يقول:» يوم إن كلن من خويه تبرا... حطيت الأجرب لي خوي مباري... من هو القائل يوم ان كلٍ مـن خويه تبرا حطيت (الاجرب) لي خوي مباري. نعم الرفيق اليا سطا ثم جرا... يودع مناعير النشاما حبارى... أحصنت نجد عقب ما هي تطرا... مصيونة عن حر لفح الضواري». وقد توارثته الأجيال حتى وصل إلى الملك عبدالعزيز، رحمه الله، بعد توحيد المملكة، ويروي المؤرخون أن الملك عبدالعزيز أهداه، بعد ذلك، إلى جماعة استجارت به، وأمرهم أن يخرجوا إلى البحرين، ويسلموه لأسرة آل خليفة الحاكمة، وقال لهم: « اذا رأى آل خليفة السيف فإنهم سيجيرونكم، ويكرمونكم «، وقد سلمت الجماعة السيف الأجرب للشيخ حمد الأول، والذي أجارهم، وأكرمهم، ثم توارثه شيوخ البحرين، حتى وصل للشيخ محمد بن سلمان، والذي اهتم به، ووضعه في غرفة خاصة، وكان ينظفه بنفسه، لمعرفته بقيمته التاريخية الكبيرة.
مات شهيدًا في يوم الجمعة 30 ذي الحجة عام 1249هـ. وقد سار في رعيته سيرة عادلة رحيمة؛ يدلنا على هذا الجانب من شخصيته مواقف عدة، منها مواقفه الكريمة الرحيمة بابن أخته (مشاري) بن عبد الرحمن بن مشاري بن سعود، وعنايته لما جاء هاربًا من مصر، وقدم على خاله تركي بن عبد الله في الرياض فأكرمه وأعطاه عطايا جزيلة، واستعمله أميراً في بلد منفوحة، ولكنه غدر به في نهاية الأمر، كما سجل التاريخ. ومن ذلك خطبته في أواخر حياته في غدير وثيلان، وتحذيره من ظلم الرعية أو تكليفهم؛ وهذا يدلنا على طبيعة شخصيته الطيبة الكريمة، ويضع يدنا على ما تتحلى به من تدين وخلق فاضل ونبل. كما كانت شخصية غنية بالعواطف ورهافة الحس والذوق الأدبي؛ وهو ما تجلى في قصيدته الشهيرة التي كشفت لنا ما يتمتع به من شاعرية فطرية، وقدرة أدبية، تجلت أيضًا في خطابته. وللحديث صلة.