تاريخ النشر: الخميس 11 شعبان 1423 هـ - 17-10-2002 م التقييم: رقم الفتوى: 23962 153362 0 629 السؤال بماذا تنصح أناسا يصلون جميع الصلوات جماعة في المسجد ما عدا صلاة الفجر, يصلونها في البيت ؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فصلاة الجماعة واجبة على الرجل المستطيع الذي يسمع النداء، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 5153. ولا فرق في ذلك بين صلاة الفجر وغيرها من الصلوات. بل صلاة الفجر أولى أن يحافظ عليها في الجماعة لأمور: الأول: ما جاء في فضل أدائها جماعة، كقوله صلى الله عليه وسلم: من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله. رواه مسلم وقوله صلى الله عليه وسلم: بشِّر المشَّائين إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة. رواه الترمذي وابن ماجه بسند صحيح الثاني: مخالفة المنافقين الذين تثقل عليهم هذه الصلاة، لقوله صلى الله عليه وسلم: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبْوا. متفق عليه الثالث: أن يبدأ المسلم يومه بهذه الحسنات المباركات، التي ينالها بوضوئه ثم ذهابه إلى بيت من بيوت الله، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سُوقه خمسة وعشرين ضعفًا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلَّى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، تقول: اللهم صلِّ عليه، اللهم ارحمه.. ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة.
[٥] أداء الصلوات سببٌ لتكفير الذنوب: قال رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم-: (الصَّلَاةُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُنَّ، ما لَمْ تُغْشَ الكَبَائِرُ). [٦] مؤدِّي صلاة الظهر يستجير من جهنم كلَّ يومٍ بعد تسجيرها، كما في الحديث النبوي الشريف الذي يقول فيه جبريل للنبيّ: ( ثُمَّ صَلِّ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا أَقْبَلَ الْفَيْءُ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ). [٧] موعد صلاة الظهر يكون في وسط الأعمال، وهذا يعطي للمؤمن قسطاً من الرَّاحة الجسديَّة، والرَّاحة الذهنيَّة من تراكم الأعمال والمشاغل، فيبتعد عن التوتر ويُقبل على الله. [٨] ورود أحاديث كثيرة عن أهميَّة السنن القبليَّة والسنن البعديَّة في صلاة الظهر؛ تُشعر المصلِّي بعظمةَ هذه الصلاة المحاطة بالسنن، [٩] ففي تلك السُّنن أيضاً الفضل العظيم، والمحافظة عليها من الأعمال التي يؤجر عليها المسلم. [١٠] فضل أداء صلاة الظهر في وقتها ورد في حديثِ نبويِّ أنَّ رسول الله سئل: (أيُّ العمَلِ أحبُّ إلى اللَّهِ تَعالى؟ الصَّلاةُ علَى وقتِها، وبرُّ الوالدينِ، والجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ)، [١١] وفي هذا الحديث عدَّ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الصَّلاة على وقتها من أكثر الأعمال التي يحبُّها الله من عباده، وقد تميزت الصَّلاة عن سائر العادات بأهميَّة كبيرةٍ في ديننا الحنيف، فهي عمود الدِّين، ولذلك على المسلم أن يسارع في أداء الصَّلاة في وقتها، فلا يؤخّرها، حتى ينال الأجر والثواب العظيم من الله.
• وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا [1] ، ولقد هممتُ أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلًا، فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حُزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرِّق عليهم بيوتهم بالنار". وفي رواية عند الإمام مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقَد ناسًا في بعض الصلوات فقال: "لقد هممتُ أن أمر رجلًا يصلي بالناس، ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها، فأمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم، ولو علم أحدهم أنه يجد عظمًا ثمينًا لشهدها"؛ يعني صلاة العشاء". وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم الناس ما في صلاة العشاء وصلاة الفجر، لأتوهما ولو حبوًا". وأخرج الإمام أحمد وأبو داود وابن خزيمة عن أُبيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا الصبحَ، فقال أشاهدٌ فلان؟ قالوا: لا، قال: أشاهدٌ فلان؟ قالوا: لا، قال: "إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوًا على الركب".
تاريخ النشر: الأحد 7 جمادى الأولى 1432 هـ - 10-4-2011 م التقييم: رقم الفتوى: 154029 39663 0 506 السؤال هل صحيح أن من واظب على صلاتي الفجر والعشاء مع الجماعة؛ فقد برئ من النفاق؟ أفيدونا، جزاكم الله خيراً. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد جاء في حديث أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، أن من حافظ على هاتين الصلاتين في جماعة أربعين ليلة، كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق. ولفظ الحديث: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْإَسْكافُ ، عَنْ أَبِي عَمِيرَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: أَظُنُّهُ قَدْ رَفَعَهُ- قَالَ: مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ، وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ أربعين ليلة فِي جَمَاعَةٍ لَا تَفُوتُهُ رَكْعَةٌ، كُتِبت لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ. وذكر محقق طبعة وزارة الأوقاف القطرية: عبد العلي عبد الحميد حامد ما يفيد أن إسناده لا بأس به.
[فتح:٢/ ١٣٧] ٦٥١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَعْظَمُ النَّاسِ أَجْرًا فِي الصَّلَاةِ أَبْعَدُهُمْ فَأَبْعَدُهُمْ مَمْشًى، وَالَّذِي يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الإِمَامِ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الَّذِى يُصَلِّي ثُمَّ يَنَامُ". [مسلم: ٦٦٢ - فتح: ٢/ ١٣٧] ذكر فيه ثلاثة أحاديث: أحدها: حديث أبي هريرة مرفوعًا: "تَفْضُلُ صَلَاةُ الجَمِيعِ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا، وَتَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الفَجْرِ". ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَاقْرَءُوا إِنْ شَئْتُمْ {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: ٧٨]. وفي حديث ابن عمر: تَفْضُلُهَا بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً.